إدلب – شادية التعتاع
لجأ مواطنون في ريف إدلب الجنوبي إلى العمل على بدائل لتأمين احتياجاتهم من مياه الشرب ومياه الاستخدام اليومي عن طريق حفر آبار خاصة بهم.
ولكن حفر الآبار بات ظاهرة عشوائية في المنطقة لتنتشر معها الحفارات جنوبي إدلب وتشكل معها خطرًا مستقبليًا يهدد الموارد المائية الجوفية، خاصة مع اتخاذ الظاهرة طابعًا تجاريًا.
ولم تكن محطات مياه الشرب والخزانات بمنأى عن ساحة الصراع السورية، حيث استُهدفت بالقصف العشوائي ودُمرت البنى التحتية لها ما حرم الكثير من القرى والبلدات من وصول المياه إليها عبر الشبكات الرئيسية.
وتنتشر الآبار في منطقة حوض العاصي التي تمتد من سهل الغاب في حماة شرقًا حتى الحدود التركية الشمالية.
وقال فريد موسى، وهو مستثمر آبار من مدينة كفرنبل، إن في المدينة سبعة آبار مرخصة من أصل 125 بئرًا سطحيًا يخدم المدينة والقرى المجاورة لها.
وأوضح موسى لعنب بلدي أن 85 بئرًا كان فيها استجرار المياه للبيع و15 بئرًا خاصة منتشرة في مدينة كفربنل بالإضافة إلى 20 بئرًا للاستخدام المنزلي فقط.
خطر الآبار العشوائية
وفي تصريحه لعنب بلدي عزا المهندس الفني، فاتح المرسال، وهو من مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، انتشار الظاهرة إلى غياب الرقابة وتفكير غالبية الناس بأنهم أحرار في أراضيهم أو بلداتهم، وعدم التفكير بالأضرار التي ستؤثر على الجيل الجديد.
وقد تتسبب الآبار العشوائية بانخفاض منسوب المياه الجوفية، بحسب مرسال، الذي يحذر من أن المورد المائي مهدد، خاصة أن بعض الآبار لا تبعد أكثر من 100 متر عن بعضها، وهو ما يؤدي إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية.
وأضاف المرسال أن المنظمات المسؤولة عن هذا الأمر، لا تحفر آبارًا جديدة في المنطقة، وإنما تعمل على “تجهيز الآبار القديمة فقط”.
خطوات لوقف الظاهرة
يعمل المجلس المحلي في مدينة كفرنبل على الحد من ظاهرة الآبار العشوائية بالمنطقة ومنع الحفر العشوائي، ومن سلسلة القرارات التي اتخذها إصدار قرار بمنع الحفر العشوائي، وإيقاف عدد من الحفارات عن العمل، بعد ملاحظة كثرة الحفر إلى جانب تحويل بعض الآبار للصرف الصحي بسبب النقص بخطوط الصرف، وفق ما ذكر مدير مكتب الخدمات بالمجلس المحلي في كفرنبل جنوبي إدلب، محمد حناك.
وأضاف حناك لعنب بلدي أنه من هذا المنطلق منع المجلس حفر الآبار، وقام بخطوات إضافية للحد من الظاهرة، منها تخفيض سعر الصهريج للنصف، حيث يباع اليوم بقيمة 400 ليرة سورية للعموم بعد أن كان بسعر 800 ليرة سورية، من مصادر مختلفة سواء من الآبار الخاصة أو الأهلية.
ووفق مدير مكتب الخدمات فإن التجربة تلك لاقت “صدى جيدًا” في المدينة وحافظ الصهريج على سعره، ولكن ارتفاع سعر مادة المازوت مع القصف المتواصل على المنطقة العازلة جنوبي إدلب، أدى إلى عودة سعر صهاريج المياه للارتفاع لتصل إلى 1200 ليرة سورية، الأمر الذي أدى لعودة الاحتكار من قبل أصحاب الآبار لبيع المياه.