عنب بلدي – خاص
تضاربت التصريحات الرسمية لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وداعميها الأمريكيين، خلال الشهرين الماضيين، حول موعد إنهاء نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية” في جيبه الأخير شرق الفرات، رغم تحديد المهلة مرات عدة.
وبدأت “قسد”، في أيلول الماضي، عملية عسكرية لإنهاء نفوذ تنظيم “الدولة” شرق الفرات، كآخر المراحل من حملة “عاصفة الجزيرة”، وحققت في الأشهر الماضية تقدمًا واسعًا وتمكنت من حصر مقاتلي التنظيم في مساحة كيلومتر مربع واحد.
وبحسب الإعلانات الرسمية للقوات، يتركز نفوذ تنظيم “الدولة” حاليًا في بلدة الباغوز آخر معاقله شرق الفرات، والتي تستعد “قسد” لدخولها وإعلان النصر النهائي على التنظيم، بعد حصره في “زاوية صغيرة” في كانون الثاني الماضي، وفقًا للمتحدث الإعلامي، مصطفى بالي.
مهلة متكررة
في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، في 25 من كانون الثاني الماضي، قال القائد العام لـ “قسد”، مظلوم كوباني، إن الوجود العسكري لـ “الخلافة” التي أعلنها التنظيم سينتهي خلال شهر في حد أقصى، مع اقتراب المعارك من خواتيمها.
وأضاف، “أظن أننا خلال الشهر المقبل سنعلن بشكل رسمي انتهاء الوجود العسكري على الأرض للخلافة المزعومة (…) نستطيع القول إن عملية قواتنا ضد تنظيم داعش في جيبه الأخير وصلت إلى نهايتها”.
وأوضح “كوباني” أن فترة الشهر “كحد أقصى” تتضمن “الوصول إلى الحدود العراقية وتطهيرها وتطهير المنطقة من الألغام، وملاحقة الخلايا المختبئة فيها”.
وفي 30 من كانون الثاني الماضي، قال مدير المكتب الإعلامي لـ “قسد” مصطفى بالي، في حديث لشبكة “Rojava network”، إن المعارك ضد تنظيم “الدولة” في ريف دير الزور سوف تنتهي “خلال أيام”.
عقب ذلك، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وخلال اجتماع في واشنطن مع ممثلي دول “التحالف الدولي”، في 6 من شباط الماضي، إنه سيلعن القضاء على تنظيم “الدولة” في سوريا خلال أسبوع، موضحًا، “سنعلن الأسبوع المقبل بأننا سيطرنا رسميًا على 100% من أرض الخلافة”.
واشترط مجلس الشيوخ على ترامب إعلان هزيمة التنظيم 100%، كي يوافق على قرار الانسحاب، الذي اتخذه ترامب بشكل مفاجئ في 19 من كانون الأول 2018.
وعاد مظلوم كوباني، في 28 من شباط الماضي، ليتوقع أن تعلن قواته “الانتصار الكامل” على تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد أسبوع، بحسب تسجيل مصور نشره المركز الإعلامي لـ “قسد” حينها، يظهر تحرير مجموعة من قواته من قبضة التنظيم، قائلًا، “بعد أسبوع نعلن الانتصار الكامل على داعش”.
التنظيم في زاوية صغيرة
ومع التصريحات التي حددت موعد إعلان النصر على التنظيم شرق الفرات، حددت “قسد” أيضًا عبر بيانات عدة المساحة الصغيرة التي انحصر فيها التنظيم شرق الفرات، بعد توالي التقدم العسكري للقوات الكردية بدعم من التحالف الدولي.
وقال مدير المكتب الإعلامي لـ “قسد”، مصطفى بالي، في 25 من كانون الثاني الماضي، عبر “تويتر”، إن قواته حققت “تقدمًا هائلًا في الأسابيع الأخيرة، وتمكنت من السيطرة على مساحة كبيرة جدًا وحصرت التنظيم في زاوية صغيرة”.
وفي 14 من شباط، قال الناطق باسم “قسد”، عدنان عفرين، لوكالة “فرانس برس”، إن مئات الجهاديين من التنظيم باتوا حاليًا محاصرين في مساحة تبلغ حوالي كيلومتر مربع واحد في شرقي سوريا، موضحًا أن “التنظيم لجأ إلى نساء لتنفيذ عمليات انتحارية”.
وتعلل “قسد” وقف الهجوم الأخير على الباغوز المعقل الأخير للتنظيم، بوجود المدنيين في البلدة، رغم إعطائها مهلة واسعة لخروجهم ولتحرير أسراها، إلى جانب استسلام أعداد كبيرة من مقاتلي التنظيم.