سيرجيو راموس “مصارع الثيران” الإسباني في ملاعب كرة القدم
عنب بلدي – محمد حمص
قليل الإصابات والكلام، كثير البطاقات والبطولات، صاحب الكلمة في غرفة الملابس، وروح الفريق التي تعرف بالـ”غرينتا” بالإسبانية، لقب بالـ”كابيتانو”، و”مصارع الثيران”، و”العنيف”، و”المنقذ”، وصاحب الرقم “93”، وسمي بـ”القيصر” تيمنًا بالأسطورة الألمانية فرانك بيكنباور.
لعب في عدة مراكز سواء بقلب الدفاع أو كظهير أيمن كما لعب كمتوسط ميدان دفاعي، مدافع هداف من الطراز الرفيع والنسخة طبق الأصل عن أهداف بانينكا في ضربات الجزاء.
يوازي عدد محبيه عدد الكارهين، أسمته الصحافة بـ”القاتل المبتسم” وهاجمته حين أصاب محمد صلاح.
إنه سيرجيو راموس قائد ريال مدريد اليوم وفي كل يوم، يدافع عن المجموعة يقاتل عنها ضد الرئيس (رئيس النادي فليورنتينو بيريزد) أو ضد المدرب أو ضد من كان للاعبين مهاجم.
وهو سابع الهدافين المدافعين في تاريخ كرة القدم، وأكثر الحاصلين على الإنذارات في تاريخ الدوري الإسباني وكرة القدم.
بداية المشوار
ولد اللاعب الأندلسي في إشبيلية عاصمة الإقليم تحديدًا في قرية كاماس، في آذار من عام 1986، وانضم إلى نادي كاماس منذ أن كان صغيرًا قبل أن يلعب في نادي الأندلس إشبيلية، حيث بدأ مسيرته الفعلية مع فريق الشباب مع الشاب خيسوس نافاس وأنتونيو بويرتا كمدافع، وتمكن من الحصول على مكان في الفريق الأول.
استدعي سيرجو راموس غارسيا إلى الفريق الأول للعب مسجلًا أول مشاركاته عام 2004 عندما دخل بديلًا في مواجهة ديبورتيفو لاكرونيا.
وفي الموسم التالي لعب راموس 31 مواجهة مع النادي الأندلسي وتأهل معه إلى كأس الاتحاد الأوروبي، مسجلًا هدفين، واحد منهما كان في مواجهة التعادل أمام ريال مدريد في 2005 والذي غير مسيرة حياة اللاعب، إذ صار محط أنظار الجميع لا سيما بعد فوزه في بطولة أوروبا مع المنتخب الإسباني تحت 19 عامًا.
الانتقال إلى مدريد
العديد من الأندية الأوروبية اهتمت بالمدافع الشاب، قبل أن يحظى ريال مدريد بخدماته مقابل 27 مليون يورو مسجلًا رقمًا قياسيًا بالنسبة للاعب إسباني شاب.
حمل راموس القميص رقم 4 في الفريق الأول والذي كان لنجم الفريق السابق وقائد النادي الملكي فرناندو هييرو، ولم يتأخر كثيرًا عن تدوين اسمه في صفوف الفريق بعد تسجيله هدفًا في دوري أبطال أوروبا موسم 2005-2006 على أولومبياكوس اليوناني ضمن دوري المجموعات.
لعب راموس مع ريال مدريد بداية في قلب متوسط الدفاع قبل أن يلعب في مركز الظهير الأيمن مظهرًا موهبته في التسجيل، بعد أن سجل 20 هدفًا خلال أربعة مواسم.
راموس هو صاحب التمريرة الذهبية موسم 2008 التي سجل منها مهاجم الفريق غونزالو هيغوين، تلك التمريرة حسمت الدوري الإسباني رقم 31 للنادي الملكي.
وفي المواجهة الأسطورية بذات الموسم بين ريال مدريد وفالنسيا سجل راموس هدفًا في مواجهة ذهاب السوبر الإسباني والتي انتهت بهدفين لهدف، قبل أن يعود ويسجل في الإياب في المباراة التي خاضها ريال مدريد بتسعة لاعبين وانتهت بالتعادل ليحمل فريق العاصمة اللقب.
سمي راموس واحدًا من قادة النادي الملكي الأربعة في موسم 2009، وسجل مباراته رقم 200 مع ريال مدريد، في شباط من 2010، قبل أن يصبح القائد الأول للفريق في عام 2015 بعد رحيل أسطورة الحراسة في مدريد إيكر كاسياس إلى بورتو البرتغالي.
الألقاب والبطولات
حقق راموس ما لم يحققه الكثير من نجوم كرة القدم سواء على صعيد النادي أو على الصعيد المحلي، فصعد كل منصات التتويج العالمية والمحلية دون استثناء، إذ توج بلقب الدوري والكأس والسوبر الإسبانية، كما توج بدوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وفضلًا عن كل ذلك حمل راموس كأس العالم مع منتخب بلاده إسبانيا، وحمل كأس أمم أوروبا.
وحقق سيرجو راموس الرقم القياسي مع ناديه ريال مدريد بعد أن توج بدوري أبطال أوروبا ثلاث سنوات متتالية ولم يسبقه بذلك أحد.
وحمل كأس دوري الأبطال أربع مرات، وكأس العالم للأندية أربع مرات، وكأس السوبر الأوروبية ثلاث مرات، والدوري الإسباني أربع مرات، وكأس الملك مرتين، وكأس السوبر الإسبانية ثلاث مرات.
كما بات سيرجيو راموس سابع أكثر مدافع تسجيلًا في تاريخ كرة القدم برصيد 103 أهداف مع ناديه ومنتخب بلاده خلف الألماني بول بريتنر صاحب المركز السادس برصيد 131 هدفًا.
الأكثر حصولًا على الأصفر والأحمر
ما تعيبه الصحافة الكروية على راموس هو خشونته واستفزازه المستمر وتسجيله لأرقام قياسية في حصوله على الإنذارات والطرد في المواجهات التي يلعبها، وقد حصل في الموسم الحالي على ست بطاقات صفراء وطرد مرة واحدة في مواجهة جيرونا في الدوري الإسباني، محققًا 20 طردًا كأكثر لاعب يطرد في تاريخ الدوري الإسباني، ليصبح عدد حالات الطرد التي تعرض لها 25 حالة في جميع المسابقات.
وحصل سيرجيو راموس على 39 إنذارًا في جميع المواجهات التي خاضها في دوري أبطال أوروبا (121 مباراة)، متفوقًا على متوسط نادي مانشستر يونايتد بول سكولز الذي حصد 36 بطاقة.
كما فاق عدد بطاقات سيرجيو راموس الصفراء في الدوري الإسباني 75 بطاقة في كل المواجهات التي لعبها.
موسم صفري و”القائد” هو القائد
يعتبر الموسم الحالي الذي يخوضه راموس مع ريال مدريد واحدًا من أسوأ مواسمه بعد خروج الفريق من ثلاث بطولات في أسبوع واحد، اثنتان منها على يد الغريم برشلونة (الدوري والكأس) والثالثة على يد أياكس أمستردام في دوري أبطال أوروبا، لا سيما أنه تعمد الحصول على البطاقة الصفراء التي تسبب بها لنفسه بعد أن ظن أن الأمور مع أياكس قد حسمت في مواجهة الذهاب التي انتهت لصالح الملكي بهدفين لهدف.
ولكن رياح دوري الأبطال لم تسر كما اشتهت سفينة راموس بعد أن فاز أياكس في مواجهة الإياب بأربعة أهداف لهدف بغياب القائد، ليخرج الريال من المسابقة.
سبّب الخروج المفاجئ للنادي الملكي حالة من الاضطراب داخل القصر الملكي لريال مدريد فبات المدرب سانتياغو سولاري في عداد الراحلين، وبات البرتغالي جوزييه مورينيو مرشحًا للعودة إلى البيت الأبيض الإسباني الأمر الذي لم يرق للكابتن الذي وقف في وجه رئيس النادي فلورنتينو بيريز فتسبب ذلك بخلاف صار حديث الصحافة الإسبانية.
ووفق “آس” الإسبانية فإن راموس وبيريز عادا لتبريد الأجواء لا سيما بعد اتهام الأول للأخير بعدم احترام ما قام به اللاعبون في السنوات القليلة الماضية، والتوجه لهم بنبرة حادة بعد خروج الفريق من دوري الأبطال.
وعلى الرغم من اختلاف الأسماء التي قد تأتي لصفوف الملكي فإن سيرجيو راموس بالوقت الحالي هو الضامن لاستقرار غرفة الملابس وعدم ظهور الخلافات الداخلية إلى العلن لتتصدر عناوين الأخبار في الصحف الإسبانية الصديقة قبل المعادية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :