بدأت الجولة الثامنة لـ «التلقيح ضد وباء شلل الأطفال» في سوريا يوم السبت 28 شباط ولمدة 6 أيام متواصلة، بإشراف منظمة الصحة العالمية وبعض المنظمات الطبية العالمية وبتنفيذ فريق لقاح سوريا، وسط صعوبات أمنيّة تواجه فرق العمل.
وشكّل فريق لقاح سوريا من 21 منظمة طبية سورية ودولية عاملة في الداخل السوري المحرر، ليعمل بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة ووحدة تنسيق الدعم وتحت إشراف مديرية صحة حلب الحرة، بينما لعب الهلال القطري دور المراقب المحايد.
وامتازت الحملة بكونها «جوّالة» تصل إلى بيوت الأطفال لإعطائهم اللقاح (نقطتين في الفم)، وذلك لضمان وصوله لجميع الأطفال، وقد تم استلام اللقاح من منظمة الصحة العالمية عن طريق الهلال الأحمر التركي وتم إدخالها للأراضي السورية عبر معبري باب الهوى وباب السلامة الأسبوع الماضي لتوزع في محافظات حلب، إدلب، اللاذقية، حماة، الرقة، دير الزور والحسكة.
وعن دواعي تنظيم الحملة يشير الدكتور مؤيد قبطور، مشرف حملة لقاح شلل الأطفال في محافظة حلب، إلى أن « الازدحام السكاني كالذي يوجد في المخيمات، وسوء الأوضاع المعيشية وانقطاع المياه وعدم تعقيمها وقلة المرافق الصحية وما يتبع ذلك من إهمال النظافة الشخصية، إضافة إلى عدم توفر اللقاحات الروتينية بشكل مستمر في المراكز الصحية والمدارس، بل وانعدام المراكز والمدارس أحيانًا، كل هذه الأسباب مجتمعة تجعل من الملحّ القيام بحملة اللقاح، خاصة أن هذا الوباء أكثر ما يصيب الأطفال دون سن الخامسة».
وسبقت الحملة مرحلة تحضيرية هدفت إلى وضع الخطط التفصيلية للجولة من حيث المناطق والفرق والخرائط، ذلك أن الحملة ستشمل كافة الأطفال المتواجدين في مناطق سيطرة الجيش الحر وأيضًا المناطق التي تحت سيطرة تنظيم الدولة ووحدات الحماية الكردية، كما شملت المرحلة التحضيرية تجهيز سلاسل التبريد لحفظ اللقاح واللوجستيات اللازمة للتلقيح.
ويضيف غيهب حدبة، مسؤول تحريك المجتمع في محافظة حلب، «لقد قمنا بتوسيع كادر تحريك المجتمع في هذه الحملة بإشراك الفعاليات المدنية من مجالس محلية وجمعيات إغاثية بسبب دورهم الفعال والثقة التي اكتسبوها من الناس بهدف إيصال فكرة وهدف اللقاح للأهالي قبل بدء الحملة، لضمان تقبّل اللقاح وإبعاد المخاوف الموجودة عند البعض».
وأوضح غيهب «أنه تمّ عقد ندوات علمية وثقافية وتهيئة ملصقات ترويجية تلصق في الأماكن العامة في المدينة والريف، مع مطويات توضيحية توزع على المصلين في نهاية صلاة الجمعة، إضافة إلى قصاصات دعائية توزع مع ربطات الخبز والحصص الإغاثية في المكاتب الإغاثية».
كما تم الاتفاق مع أئمة المساجد على التذكير بالحملة أثناء خطبة الجمعة 27 شباط والذي سبق بدء الحملة بيوم واحد، وقد وُضع محافظ حلب الحرة بشير عليطو، في الصورة الكاملة للحملة وطالب بدوره المجالس المحلية بالتعاون الكامل مع فرق اللقاح ونشر التوعية المطلوبة ما أمكن.
ويضيف غيهب «قمنا باستطلاعات للرأي في عدة مناطق قبل انطلاق الحملة ولمسنا تقبّلًا للفكرة عند الكثير من الأهالي والحمد لله».
وكانت الحملة الترويجية والتوعوية للحملة بدأت قبل أسبوع من انطلاقتها في حلب وتعرّضت لصعوبات عدة بسبب الوضع الأمني، حيث تزامنت مع معارك الجيش الحر ضد النظام في ريف حلب الشمالي، ما فرض إعاقات في الحركة وتأخرًا في وصول المطبوعات لتوزيعها، بحسب غيهب.
ويردف الدكتور مؤيد قبطور موضحًا أسباب هذه الصعوبات «في الحقيقة كانت هناك مخاوف كبيرة من عدم إمكانية إجراء الحملة في محافظة حلب تحديدًا نظرًا للوضع الراهن وحجم المحافظة وتعدد النفوذ فيها، فهناك مناطق سيطرة تنظيم الدولة كمنبج والباب وجرابلس، ومناطق سيطرة الوحدات الكردية كعفرين؛ وكذلك المستجدات الأخيرة في الريف الغربي من اشتباكات جبهة النصرة وحركة حزم».
لكن قبطور يؤكد أنه «بفضل الله وهمة كوادرنا الطبية وفريق اللقاح فقد تمت الجولة بيومها الأول بنجاح».
شهدت الساعات الأولى من اليوم الأول للحملة تفاعلًا كبيرًا من الأهالي، ولم تُسجّل سوى حالات قليلة من الرفض تم استدراكها لاحقًا من المشرفين، كما سُجّلت حالتا إصابة من فريق التلقيح في كفر حمرة بسبب القصف الجوي للمنطقة ولكنها إصابات خفيفة.