افتتحت تركيا، فجر اليوم، الخميس 7 من آذار، مسجد “تشامليجا” الواقع بالقسم الآسيوي في مدينة اسطنبول، والذي يعتبر أكبر مسجد في تركيا، إذ رفع الأذان فيه للمرة الأولى اليوم عند صلاة الفجر.
المسجد الذي اتّخذ من أعلى قمة في اسطنبول مكانًا له، استقبل عند صلاة الفجر أعدادًا كبيرة من المصلّين، مع حضور مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية اسطنبول، بن علي يلدريم، وفق ما نشرت وكالة الأناضول التركية.
وبطراز تركي، بني المسجد على طراز الهندسة المعمارية العثمانية، بعد أن أعلن عنه في عام 2013، حيث وصلت مساحته المجملة إلى 15 ألف متر مربع، ما يتيح المساحة الكافية لنحو 50 ألف مصلٍ، ما يجعله المسجد الأكبر في تركيا على الإطلاق.
وبلغ ارتفاع قبّة المسجد نحو 72 مترًا بقطر وصل لـ 34 مترًا، في حين وصل طول أربع من مآذنه البالغ عددهم ست مآذن، إلى 107 أمتار، في حين بلغ طول الاثنتين المتبقّيتين نحو 90 مترًا.
ويضم المسجد قاعة لعقد المؤتمرات والاجتماعات، ومتحفًا للآثار الإسلامية التركية، إضافة إلى مكتبة عامة ومعرض للفنون.
ولم تنس بلدية اسطنبول الزائرين الراغبين بالاستمتاع والتنزه في أعلى قبة بالمدينة، إذ خصّصت البلدية حدائق تحيط المسجد بمساحة 30 دونمًا، ليتمكّن الجميع من الاستمتاع بالمنظر الذي يعتبر واحدًا من أجمل الإطلالات في المدينة.
وتطل الحدائق المحيطة بالمسجد على القسمين، الآسيوي والأوروبي لمدينة اسطنبول، كما يشرف على قسم من بحر مرمرة.
وأقيم مسجد “تشامليجا” في أعلى نقطة موجودة في منطقة أوسكودار بالقسم الآسيوي من اسطنبول، ليصبح واحدًا من أبرز المعالم وضوحًا من جميع أطراف المدينة.
وكانت رئاسة الشؤون الدينية نشرت عبر موقعها الرسمي، إحصائية شملت أعداد المساجد المنتشرة في تركيا، وضمّت نحو 88 ألفًا و537 مسجدًا، يعود 7 آلاف و77 منها للحقبة العثمانية والسلجوقية، كما أحصت الرئاسة أعداد المساجد التي بنيت بعد إعلان تأسيس الجمهورية التركية، إذ بلغ عددها 89 ألفًا و761 مسجدًا، يضاف عليها 13 ألفًا و874 مسجدًا تم بناؤها في السنوات 15 الماضية.
وبحسب بيان نشرته دار الإفتاء في اسطنبول عام 2017، بلغ عدد المساجد في اسطنبول وحدها أكثر من 3400 مسجد، احتلّ حي “الفاتح” المرتبة الأولى بـ 340 مسجدًا، يليه حي “أوسكودار” بنحو 186 مسجدًا، وبالمرتبة الثالثة جاء حيّ “العمرانية” بنحو 143 مسجدًا، أمّا المرتبة الرابعة فكانت من نصيب حي “بيكوز” حيث توزّع فيه نحو 136 مسجدًا، ثم حي “بنديك” بـ 133 مسجدًا.
يشار إلى أنّ رئاسة الشؤون الدينية اقترحت، العام الماضي، موازنة لعام 2019 تجاوزت 10.4 مليار ليرة تركية، الأمر الذي أدّى إلى تصعيد الجدل الدائر بين الحزب الرئاسي “العدالة والتنمية” وبين الأحزاب المعارضة، أكبرهم حزب الشعب الجمهوري المعارض.
وكانت ميزانية رئاسة الشؤون الدينية في العام 2017 بلغت نحو 7.3 مليار ليرة تركية، في حين خصّص لها 7.7 مليار ليرة تركية في عام 2018، بارتفاع متواتر في كل عام.
وتتهم الأحزاب المعارضة، حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باهتمامهم ببناء المساجد والمدارس الدينية على حساب مجالات أخرى في البلاد، كالتعليم وتطوير الجامعات ودعم الأبحاث العلمية، الأمر الذي ينفيه الحزب ورئيسه، الذي يذكر في خطاباته إحصائيات وأرقامًا تشير إلى ارتفاع عدد المدارس والجامعات والمطارات والمستشفيات، وتطوير العديد من المرافق الخدمية في البلاد.
–