«إنجازات» في ظل القصف اليومي ونقص الكوادر
الخدمات الطبية في ريف حماة الشرقي
تتزايد أعداد المشافي في الداخل السوري في خضم الحرب التي تعصف بالبلاد، ساعيةً إلى استقبال أعداد كبيرة من الجرحى المتأثرين بالقصف أو المعارك، كحال ريف حماة الشرقي، حيث انتشرت عدة مشافٍ تمكنت رغم ضعف الإمكانيات من إجراء علميات جراحية وتقديم خدمات مجانية لأهالي المنطقة.
ويبرز مشفى “ابن سينا” (الذي كان يسمى ابن وردان سابقًا) كمثال يحتذى به في المنطقة، مدعومًا من الجمعية الطبية السورية الأمريكية.
بدأ العمل في المشفى في شباط من عام 2013، وتعرض في وقت سابق للقصف بشكل مباشر أكثر من مرة، وتنقل في عدة مناطق في الريف الشرقي، ليعاد إعماره في النهاية تحت الأرض بمساعدة وحدة تنسيق الدعم، ويتابع عمله منذ أيلول من العام الماضي، بهدف تغطية الريف الشرقي الحموي بشكل كامل، بالإضافة إلى الريف الجنوبي والشرقي لمحافظة إدلب، ليشمل بذلك الحالات الإسعافية على مساحة 85 كم مربع.
ويتكون المشفى من غرف للعمليات الجراحية الداخلية والجراحة العظمية تتواجد تحت الأرض، في حين تجرى المعاينات والمتابعات للحالات السابقة في بناء تابع للمشفى، يضم أقسامًا أخرى كقسم الأشعة، بحسب وسام، الوكيل الإعلامي للجمعية الداعمة له، الذي يؤكد أن المشفى يستقبل قرابة 1300 حالة شهريًا.
ويضيف وسام “ينجزالكادر الطبي قرابة 85 عملية بشكل شهري، كما يعالج الكادر الطبي العديد من الحالات كتشوهات الحوض وتجبير الأطراف”.
مشاكل أبرزها نقص الكوادر
ويفتقر المشفى للعديد من المقومات الأساسية كغرف العناية المشددة، بالإضافة إلى نقص في الكوادر الطبية والمعدات، كجهاز التصوير الطبقي المحوري، بحسب وسام، الذي يضيف “تعتبر المساحات الواسعة وصعوبة التنقل في ظل القصف المستمر من أكبر المشاكل التي نعاني منها، بالإضافة إلى صعوبة صيانة الأجهزة المعطلة، لكن المشفى يعمل بأقصى طاقته ويخدم على مدار الساعة”.
في سياق متصل يشير “أبو الريم”، أحد الكوادر الإدارية في المشفى، إلى أن مشكلة نقص الكوادر الطبية تعود إلى هجرة الأطباء خارج البلاد بشكل متزايد، ويضيف “يحتاج المشفى إلى سيارات الإسعاف ليستطيع كادره الوصول إلى الجرحى في ظل القصف المتواصل، والذي أدى يوم أمس السبت (21 شباط) إلى سقوط 6 شهداء و5 جرحى جراء قصف طيران الميغ لقرية أم ميال، ليصار بعدها إلى إجراء عمليتين جراحيتين (فتح بطن) وعملية جراحة عظمية”.
مستوصف الشهيد “محمد أسامة البارودي”
وتنتشر المستوصفات الداعمة بعملها للمشافي في الأرياف المحررة، والتي تعاني أيضًا من نقص في الكوادر والمعدات، ويظهر دور مستوصف الشهيد الطبيب “محمد أسامة البارودي” في الريف الشرقي لمدينة حماة وفي ريف محافظة إدلب، بدعم من الجمعية الطبية السورية الأمريكية.
والشهيد أسامة هو أحد أطباء محافظة حماة، اعتقل من منزله يوم السبت 18 شباط 2012، واستشهد في سجن صيدنايا في 23 رمضان من عام 2013 بعد أن ساءت حالته الصحية في ظل انعدام الرعاية الغذائية والطبية اللازمة.
ويتألف المستوصف من عدد من العيادات القلبية، والداخلية، والأشعة، والسنية، والنسائية، ويقدم خدماته لما يقارب 3050 مراجعًا شهريًا بشكل مجاني.
كما يحتوي على صيدلية تقدم جميع الأدوية المتوفرة بالمجان، بحسب وسام، الذي ينهي حديثه “يستقبل المستوصف حالات وباء اللشمانيا بشكل مستمر ويعالجها، ويصل عدد الحالات التي تُعالج فيه شهريًا إلى 95 حالة، فيما يصل عدد المستفيدين من خدماته إلى قرابة 2730 شخصًا شهريًا”.
يذكر أن عددًا كبيرًا من جرحى المعارك اضطروا للخروج في وقت سابق للعلاج في تركيا، وسط غياب العمليات الجراحية في المنطقة، آملين بأن تتمكن مشافي المنطقة من تأمين عمليات الجرحى وتخفيف معاناتهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :