تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين القوى المؤثرة في ملف الجنوب السوري بشأن حصار مخيم الركبان على الحدود الأردنية.
وفي بيان لهيئات التنسيق الروسية المشتركة اليوم، الأربعاء 6 من آذار، اتهمت روسيا والنظام السوري الولايات المتحدة الأمريكية بإفشال إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان المخيم.
وجاء في البيان أن “قيادة التشكيلة الأمريكية في منطقة التنف، لم تأخذ على عاتقها مسؤولية توفير المرور الآمن لسيارات القوافل عبر المنطقة (…) ما أحبط تنفيذ عملية إنسانية غاية في الأهمية لإنقاذ المواطنين السوريين الموجودين في المخيم”.
واعتبر البيان أن السكان محتجزون بشكل غير قانوني من قبل الولايات المتحدة، داعيًا إلى تحريرهم وتوفير خروج آمن لهم من المخيم إلى أماكن إقامتهم الدائمة.
ويأتي ذلك بعد يومين من اتهام إدارة مخيم الركبان روسيا بفرض حصار خانق على المخيم، لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرة قوات الأسد.
وقالت الإدارة المدنية في بيان، الأحد 3 من آذار، إن روسيا تمنع دخول المواد الغذائية والمحروقات إلى المخيم، للضغط على النازحين وإجبارهم على العودة قسريًا إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
وأضاف البيان أن روسيا “ترتكب جريمة إبادة جماعية حسب القانون الدولي، تفوق بخطورتها استخدام الأسلحة الكيميائية، وأن القانون الدولي الإنساني حظر ترهيب السكان المدنيين”.
وحملت إدارة المخيم القوات الروسية مسؤولية حصار المخيم وما يترتب عليه من كوارث إنسانية وتفاقم الوضع الإنساني من أمراض وجوع خاصة لدى الأطفال والنساء وكبار السن.
وتأتي الاتهامات المتبادلة في ظل حصار خانق يعيشه مخيم الركبان منذ حزيران الماضي، وزادت نسبته منذ أسابيع بعد تضييق فرضته قوات الأسد وحلفاؤها الروس لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرتهم.
ويخضع مخيم الركبان لحصار، منذ حزيران الماضي، بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات الأسد.
ويعاني المخيم الذي يزيد عدد سكانه على 50 ألف نازح، من ظروف معيشية سيئة ومن شح المساعدات الدولية المقدمة لهم وعرقلة إدخالها للمخيم، بسبب الخلاف الروسي- الأمريكي في المنطقة.
وكان وفد للأمم المتحدة عقد اجتماعًا مع مسؤولي النظام السوري، في 24 من شباط، لبحث خروج المدنيين من المخيم إلى مناطق سيطرة النظام، وسط مطالب بإنشاء ممر آمن يسمح بالوصول إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.
–