حسم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرار إبقاء جزء من قواته في سوريا، بعد شهرين من إعلان سحب جميع القوات بعد انتهاء المهام الموكلة إليها.
وقال ترامب معلقًا على رسالة وصلته من أعضاء في الكونغرس الأمريكي نشرتها شبكة “NBCNEWS” اليوم، الأربعاء 6 من آذار، “أوافق على 100% مع الاحتفاظ بوجود عسكري في سوريا”.
وسلط ترامب الضوء على فقرة ضمن الرسالة جاء فيها، “نسعى لضمان أن لا تضيع جميع المكاسب التي تحققت في سوريا وألا يعود تنظيم داعش أبدًا. إن إيران لم تعد تتجرأ، وإننا نعزز مكاسبنا ونضمن أفضل نتيجة في جنيف للمصالح الأمريكية”.
وكانت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ وممثلين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعثت رسالة إلى ترامب في 22 من شباط الماضي، مشيدة بقراره إبقاء قوة صغيرة في سوريا.
وكتبت الجماعة، حينها، “نؤيد قوة أمريكية صغيرة لتحقيق الاستقرار في سوريا”، مضيفةً أن القوة “التي تضم مجموعة صغيرة من القوات الأمريكية والقوات البرية من حلفائنا الأوروبيين ضرورية لضمان الاستقرار ومنع عودة داعش”.
وكان ترامب أعلن، شباط الماضي، أن جنوده المقرر بقاؤهم في سوريا، سيكونون مقسمين بين المنطقة الآمنة التي يجري التفاوض حولها في شمال شرقي سوريا، وبين القاعدة الأمريكية في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن.
وأكد أن قراره بالإبقاء على عدد محدود من القوات لا يعني تغييرًا فيما أعلنه بشأن سحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.
وانتقد الأوروبيون على مدى الأسابيع الماضية قرار ترامب، ورفضوا طلبًا أمريكيًا بإبقاء قواتهم في سوريا لسد الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأمريكي، إلى جانب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ولعب دور أساسي في الفصل بين القوات وتركيا في المنطقة الآمنة.
وفي تصعيد واضح من قبلهم قال أحد المسؤولين في الإدارة الأمريكية، لصحيفة “واشنطن بوست”، الخميس 21 من شباط، إن “الحلفاء أبلغوا واشنطن بالإجماع أنهم لن يبقوا إذا انسحبت القوات الأمريكية”.
وأعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال الأمريكي، جوزف دانفورد، عن ثقته بأن “حلفاء الولايات المتحدة سيتقدمون في سوريا بعد أن أعلنت واشنطن أنها ستترك المئات من القوات في سوريا”، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”.
وتواصل “قسد” محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في الجيب الصغير، الذي لا يزال يسيطر عليه في وادي نهر الفرات الأوسط في سوريا.
وفي أواخر شباط الماضي، أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، سارة ساندرز، أن بعض الجنود الأمريكيين سيبقون في سوريا بعد انتهاء “قسد” من السيطرة على الباغوز، آخر معاقل التنظيم شرق الفرات.
وقالت ساندرز في بيان، “ستبقى مجموعة صغيرة لحفظ السلام، قوامها نحو 200 في سوريا لفترة من الزمن”.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن المسؤولين الأمريكيين منذ ذلك الحين رجحوا أن القوة المتبقية يمكن أن تكون ضعف ذلك وأن بعض القوات الأمريكية يمكن أن تبقى في الجزء الشمالي الشرقي من سوريا، وغيرها في جنوب سوريا.
–