امرأة في الأخبار.. “عروس داعش” تريد العودة إلى أوروبا

البريطانية شميما بيجوم (WPA Pool)

camera iconالبريطانية شميما بيجوم (WPA Pool)

tag icon ع ع ع

كشفت صحيفة “ذا صن” البريطانية عن هروب الفتاة البريطانية شميما بيجوم والتي تعرف بلقب “عروس داعش” من مكان سكنها في معسكر للاجئين الواقع شمال شرق شمالي شرق سوريا وذلك بعد تلقيها تهديدات بالقتل من داخل وخارج أفراد التنظيم بالإضافة إلى رصد مكافأة مالية مقابل رأسها.

وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أن شميما وطفلها اختفيا من المعسكر، الأربعاء 27 من شباط، مرجحة هروب الفتاة من معسكر “الهول” وتوجهها إلى معسكر “روج” بالقرب من الحدود العراقية.

قاصر متزوجة.. من الزوج؟

بعد أن توجهت شميما بيجوم منذ نحو أربع سنوات، من المملكة المتحدة للانضمام إلى صفوف تنظيم “الدولة” في سوريا، وكانت بعمر 15 عامًا، تزوّجت من أحد مقاتلي التنظيم هولندي الجنسية، ياغو ريديك، والذي كان يبلغ من العمر نحو 23 عامًا.

وبفارق عشرة أيام على دخولها إلى سوريا في عام 2015، دخلت شميما إلى قفص زوجها الحالي لتنجب منه ثلاثة أطفال، توفي اثنان منهم بسبب المرض وسوء التغذية، أما طفلها الأخير الذي أنجبته منذ حوالي الأسبوعين، فأخذت أعراض سوء التغذية والمرض تتسلل إليه مثلما حصل مع أخويه السابقين.

خلال مقابلة لها مع “التايمز” في 15 من شباط من العام الحالي، أشارت شميما إلى اختفاء زوجها بعدما استسلم لمجموعة من عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” في قرية الباغوز، عندها أخذت هي إلى مخيم للاجئين مع باقي الأفراد المنتسبين إلى التنظيم، في حين احتجز زوجها في معسكر آخر وهذا آخر ما سمعته عنه.

وكان ريديك دخل سوريا في تشرين الأول من عام 2014، حيث غادر الأخير مدينة أرنهم الهولندية، تاركًا للمرة الأولى خلفه أسرته والتي يصفها جيرانه في بلده الأم، بالعائلة المتوسطة “والجميلة”.

إن لم تقبل بريطانيا فماذا عن هولندا؟

قررت وزارة الداخلية البريطانية إسقاط الجنسية عن الفتاة حيث تسلّمت عائلة شميما رسالة إسقاط الجنسية بعد أن أرسلتها وزارة الداخلية البريطانية إليهم، مرجعةّ الأسباب إلى انضمام ابنتهم للتنظيم قبل أربعة أعوام وزواجها من أحد عناصره.

وتضمنت الرسالة الموجهة إلى والدة الفتاة: “بناء على قرار وزارة الداخلية، فقد تم حرمان ابنتك من جنسيتها البريطانية”، مضيفة أنه من حق العائلة استئناف الحكم إذا أرادت ذلك، وفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

اقترحت البريطانية شميما أن تتقدم بطلب الحصول على الجنسية الهولندية على اعتبارها جنسية زوجها رايدجيك الهولندي.

لكن ذلك الاقتراح لم يلق صدرًا رحبًا حينما استقبلته الحكومة الهولندية، إذ رفضت هولندا منحها تصريح الإقامة أو جواز سفر حيث وصفت هولندا الفناة بأنها أجري لها غسيل دماغ وليس لها مكان هنا فهي لا تملك تصريح الإقامة المطلوب للعيش على أراضيها، وذلك في جواب عن سؤال تقدمت به صحيفة “ذا صن أونلاين”.

وتعتبر هولندا من البلدان التي تتخذ نهجًا متشددًا تجاه جميع الأفراد والمواطنين الذين انضموا إلى صفوف التنظيم، حيث تبدأ بشكل فوري بتجريدهم من الجنسية على اعتبارهم تهديدًا للأمن القومي.

شميما تشغل البريطانيين

قضية شميما أثارت صخبًا على مواقع التواصل الاجتماعي وأشعلت نارًا من التعليقات الرافضة لعودة شميما وجميع البريطانيين الذين انضموا إلى تنظيم “الدولة”.

الصحفية البريطانية، كايتي هوبكينز، أيّدت قرار سحب الجنسية من شميما ومنعها من العودة من خلال نشرها لفيديو مسجّل عبر صفحتها على توتير، معربةً عن سعادتها بقرار وزارة الداخلية الذي وصفته بالحكيم والصائب.

https://twitter.com/KTHopkins/status/1098157381710725120

 

وحمّل العديد من المغرّدين مقتطفات من مقابلة شميما التي أجراها مراسل قناة سكاي نيوز البريطانية، بالإضافة إلى مجموعة من الصور التي ظهرت فيها، مستنكرين حينًا أقوالها وتصريحاتها، وساخرين حينًا آخر باعتراضها على تجريدها من الجنسية، حيث اعتبرت أنها لم ترتكب أي خطأ ولا يوجد إثبات على ارتكابها أي شيء سوى دليل انضمامها لصفوف التنظيم.

ساره إحدى المغرّدات نشرت عبر حسابها مقتطفًا من مقابلة شميما مرفقة إياه بتساؤل “هل هي جادة في كلامها؟”.

 

السياسي البريطاني والمقدم الإذاعي والكاتب “ديفيد فينس”، أعاد التذكير بتفجير مانشستر بعدما نشر صورة تجمع ضحايا التفجير الذي نفّذه أحد عناصر تنظيم “الدولة”، سلمان عابدي، بعدما فجّر نفسه وسط المدينة البريطانية.

وأشار فينيس في نهاية تغريدته إلى ضرورة إبقاء شميما بعيدًا، معتبرًا أنه ليس لها مكان في بريطانيا.

وجاءت هذه الإشارة بعدما ربط فينيس بين حادثة تفجير مانشستر وتصريح شميما التي شبهت مقتل نساء وأطفال التنظيم بضحايا مانشستر، معتبرة إياه بالأمر “المبرر” وذلك خلال مقابلة لها على قناة “BBC”.

 

ضحايا تفجير مانشستر

ضحايا تفجير مانشستر

 

 

تخبّط في أروقة بريطانيا

وحذر وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، من أنه “لن يتردد” في منع عودة البريطانيين الذين سافروا للانضمام إلى تنظيم “الدولة”.

وكتب جاويد في صحيفة “صنداي تايمز” أن “العديد من أنصار التنظيم عادوا إلى أوطانهم الأصليّة، لكن التحدي الأصعب الذي نواجهه هو ما يجب فعله حيال أولئك الذين ما زالوا يرغبون بالعودة إلى بلدانهم!”.

لكن جاويد واجه انتقادات متضاربة داخل حزبه الممثل بحزب العمال، لكن ذلك لم يثنه عن القرار.

أما وزير العدل في بريطانيا ديفيد جاوكي فأعرب عن نوع من التعاطف مع قضية شميما مبررًا ذلك بقوله إن تجريد المواطنين من الجنسية لا يحل المشكلة فلا يمكننا جعل الناس عديمي الجنسية.

كما أيّدت آنّا سوبري، محامية وعضو في البرلمان البريطاني، عودة شميما وطفلها إلى بريطانيا وقواتنا الأمنية معتبرة أن سلامة الناس بما في ذلك هي والطفل هو أمر بالغ الأهمية بالإضافة إلى أن قصتها يجب أن تكون قصة توعوية للجميع.

متى يحق لبريطانيا تجريد مواطنيها من الجنسية؟

يمنح قانون الجنسية البريطاني، المقرر في عام 1981، وزير الداخلية البريطاني سلطة اتخاذ مثل هذا الإجراء في حال كان هدفه حماية المصالح العامة في البلاد.

وأظهرت الأرقام لعام 2017 أن 104 أشخاص حرموا من جنسيتهم البريطانية، بزيادة بلغت نسبتها 14% بالمقارنة مع العام السابق.

وكانت وزارة الداخلية أصدرت بيانًا قالت فيه إن وزير الداخلية “يتمتع بسلطة حرمان أي شخص من جنسيته البريطانية”، مضيفةً، “نحن لا نعلق على حالات فردية، ولكن أي قرارات لحرمان الأفراد من جنسيتهم تستند إلى كل الأدلة المتاحة ولم تؤخذ على محمل الجد”.

وكانت بريطانيا شددت على ضرورة محاكمة الأجانب الذين التحقوا بالتنظيم في ذات المكان الذي ارتكبوا فيه جريمتهم، رافضة دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للدول الأوروبية بإعادة مواطنيها وإخراجهم من سوريا ليحاكم كل فرد في بلده.

وأعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، أنه “يجب تقديم المسلحين الأجانب إلى العدالة وفقًا للإجراء القانوني المناسب في النطاق القضائي الأكثر ملاءمة”.

وقدرت الأبحاث والدراسات المتخصصة أعداد الأوروبيين المنضمين لتنظيم الدولة حتى عام 2016، بين 3900 و4300 فرد من دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا.

ووفقًا لتقرير صادر عن البرلمان الأوروبي نُشر العام الماضي عاد نحو 30% من هؤلاء إلى بلادهم.

 

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة