سرطان البروستات الأكثر شيوعًا عند الرجال

  • 2019/03/03
  • 11:15 ص
سرطان البروستات

د. أكرم خولاني

يعتبر سرطان البروستات أحد أنواع السرطان الأكثر شيوعًا عند الرجال، ويشكل سادس نوع من أنواع السرطانات المسببة للوفاة في العالم.

عادة ما يشكل تشخيص الإصابة بهذا المرض حدثًا مثيرًا للخوف والقلق، ولكن إذا تم اكتشافه في المراحل المبكرة عندما يكون لا يزال محصورًا في حدود غدة البروستات، فإن فرص الحصول على العلاج الذي من شأنه التغلب على مرض سرطان البروستات تكون أكبر، لذلك من المفيد التعرف على هذا المرض وأعراضه وطرق علاجه.

ما هو سرطان البروستات

سرطان يصيب الرجال عندما تتكون خلايا شاذة غير طبيعية في غدة البروستات، ويمكن لهذه الخلايا أن تستمر في التضاعف بطريقة لا يمكن السيطرة عليها، وأحيانًا تنتشر من غدة البروستات إلى أجزاء قريبة أو بعيدة في الجسم.

يعتبر سرطان البروستات أكثر شيوعًا لدى الرجال الذين تجاوزوا سن الخمسين، وهو بشكل عام مرض بطيء النمو، يقتصر على غدة البروستات، دون أن يسبب ضررًا خطيرًا، وقد يعيش المصابون به لسنوات عديدة دون أعراض و دون أن ينتشر المرض، ولكنّ هناك أنواعًا أخرى عنيفة يمكن أن تنتشر بسرعة إلى أجزاء أخرى من الجسم، خصوصًا العظام والعقد الليمفاوية، وقد تكون قاتلة.

ما أسباب الإصابة بسرطان البروستات؟

لا تزال أسباب الإصابة غير معروفة حتى الآن، لكن هناك عوامل تزيد من فرصة الإصابة:

  1. التقدم في العمر: فهو نادرًا ما يشاهد عند الرجال الأصغر من 50 سنة، بينما يصيب 1 من كل 7 رجال بعمر 75 سنة، ويصيب 1 من كل 5 رجال بعمر 85 سنة.
  2. السوابق العائلية: يزداد خطر الإصابة عند وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بسرطان البروستات، ويزداد هذا الخطر أيضًا إذا كان هناك أكثر من قريب مصاب بسرطان البروستات، كذلك يزداد خطر الإصابة عند وجود قصة عائلية للإصابة بسرطان الثدي.
  3. الوراثة: على الرغم من أنه لا يمكن وراثة سرطان البروستات، إلا أنه يمكن وراثة الجينات التي تزيد من خطر الإصابة به.
  4. العرق: يحمل الرجال سود البشرة خطرًا أكبر من غيرهم للإصابة بسرطان البروستات، وكذلك فإن احتمالية أن يصبح سرطان البروستات أكثر عنفًا أو تقدمًا لديهم.
  5. مستويات مرتفعة من هُرمون تستوستيرون: هرمون تستوستيرون يحفز ويسرع نمو غدة البروستات، وبالتالي فإن الرجال الذين يتناولون علاجًا يشكل هذا الهرمون أساسه يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستات من الرجال الذين لديهم مستويات أقل من هرمون تستوستيرون، كذلك فإن الرجال الذين لا يفرز لديهم الهرمون لسبب ما (كاستئصال الخصية مثلًا) لا يصابون بسرطان البروستات.
  6. نمط الحياة: تناول الكثير من اللحوم المصنّعة أو الأطعمة الغنية بالدهون والفقيرة بالخضراوات والألياف قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات، كذلك فإن البدانة تزيد من خطر الإصابة ومن خطر تطور المرض إلى مراحل متقدمة.
  7. العوامل البيئية: كالتعرض للسموم والكيماويات ومخلفات الصناعة، كلها تزيد من خطر الإصابة.

ما الأعراض؟

تعتمد أعراض المرض على المرحلة التي يكون فيها السرطان، ففي المراحل الأولى التي يكون فيها المرض محصورًا في حدود الغدة قد لا تكون الأعراض ظاهرة وهنا يصعب التشخيص.

ومع تطور المرض وتقدمه تظهر لدى المريض مشاكل في التبول تشبه أعراض اعتلالات أخرى في البروستات كالالتهاب والتضخم الحميد، وتشبه اعتلالات الجهاز البولي، ومشاكل التبول قد تشمل: كثرة التبول، صعوبة في بداية التبول، خروج البول بشكل متقطع، الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل، ضعف تدفق البول، تبول مؤلم.

ويمكن أن تترافق مع سرطان البروستات أعراض أخرى، مثل ظهور دم في البول، أو ظهور دم في السائل المنوي، أو صعوبة الانتصاب، أو آلام عند القذف، أو شعور بعدم الراحة في الحوض.

وفي المراحل المتقدمة قد يظهر تورم في الساقين إذا كان الورم منتشرًا في العقد اللمفاوية المحيطة، وقد يسبب آلامًا في العظام والعمود الفقري، وتحدث الكسور في العظام إذا ما وصل إلى العظم.

كيف يتم التشخيص؟

كثيرة جدًا هي الحالات التي لا يتم فيها تشخيص سرطان البروستات إلا بعد أن يكون الورم السرطاني قد انتشر خارج الغدة، وعند معظم الرجال يتم الكشف للمرة الأولى عن وجود سرطان البروستات، غالبًا، خلال فحص روتيني للكشف عن PSA أو خلال المس الشرجي عبر المستقيم.

كما يتم عادة الاستعانة بعدة فحوص منها: فحص البول لاكتشاف أو نفي بعض العلامات التي تشير إلى وجود أي التهاب طارئ في الجهاز البولي، والتصوير بالموجات فوق الصوتية.

وجود البروتين “EN2) “Engrailed-2) في عينة البول، من شأنه أن يكون أكثر موثوقية ودقة من الفحوصات الأخرى، حيث إنه يندر وجود بروتين (EN2) في عينات بول الرجال غير المصابين بالسرطان، وفي ذات الوقت فإن هذا البروتين لم يكتشف عند الرجال الذين يعانون من خلل في البروستات غير السرطان مثل الالتهاب أو الأورام الحميدة والتي كثيرًا ما تسبب ارتفاعًا في نتيجة فحص PSA.

ويبقى الفحص الوحيد الذي يؤكد بشكل كامل التشخيص بالإصابة بسرطان البروستات، هو أخذ الخزعة، وهو إجراء يتم فيه إزالة قطع صغيرة من البروستات للفحص المجهري.

وبعد تأكيد التشخيص، قد تكون هنالك حاجة إلى الخضوع لبعض الفحوصات الأخرى لتحديد مدى انتشار السرطان مثل مسح العظام والتصوير الطبقي المحوري CT والرنين MRI وخزعة العقد اللمفاوية، ولكن معظم الرجال لا يحتاجون إلى مزيد من الفحوصات ويستطيعون أن ينتقلوا إلى العلاج مباشرة.

كيف يتم العلاج؟

توجد أكثر من طريقة لعلاج سرطان البروستات، ويمكن الدمج بين عدد من العلاجات في علاج المريض، مثل الجراحة مع المعالجة الإشعاعية أو المعالجة الإشعاعية مع المعالجة الهرمونية، ويتعلق اختيار طريقة العلاج الأفضل للمريض بعدة عوامل، مثل سرعة نمو الورم السرطاني، و مدى انتشاره، وعمر الرجل المصاب وكم يتوقع أن يعيش، فضلًا عن الإيجابيات والسلبيات المحتملة التي تصاحب كل علاج، وتشمل طرق العلاج:

  1. العلاج الهرموني: وهو مجموعة من الأدوية هدفها خفض مستوى الهرمونات الذكرية، ولكن لهذه الطريقة بالعلاج بعض الآثار الجانبية كتضخم الثديين وضعف الرغبة الجنسية والعجز الجنسي وزيادة الوزن ونقص الكتلة العضلية، ويستخدم هذا العلاج في الحالات الموضعية المتقدمة أو في الحالات المنتشرة من سرطان البروستات.
  2. العلاج الكيميائي: وهو علاج بأدوية تبطئ تكاثر الخلايا أو توقفه كليًا، إلا أن لهذه الأدوية أعراضًا جانبية خاصة على الأنسجة التي تتكاثر خلاياها بسرعة كخلايا الدم والجهاز الهضمي وغيرها، ويستخدم العلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة والمنتشرة، أو علاج إضافي للعمليات الجراحية في الحالات الموضعية.
  3. المعالجة الجراحية: وهدف العمليات الجراحية هو استئصال الورم من البروستات واستئصال النسيج الطبيعي المحيط به لتقليل احتمال انتكاسة مرض سرطان البروستات، والعملية الجراحية الأبرز هي استئصال البروستات كليًا وجذريًا مع العقد اللمفاوية المجاورة لها، ويتم إجراء الجراحة غالبًا كوسيلة لمعالجة الورم السرطاني الذي لا يزال محصورًا في داخل غدة البروستات.
  4. العلاج بالأشعة: ويعني توجيه أشعة سينية عالية الطاقة إلى العضو المصاب بالسرطان، ما يؤدي إلى الإضرار بالخلايا السرطانية، وبالتالي يسبب موتها. كما أن العلاج بالأشعة يمنع خلايا السرطان من الانتشار.

هل لضخامة البروستات علاقة بسرطان البروستات؟

تعتبر العلاقة بين الإصابة بضخامة البروستات الحميدة وسرطان البروستات إحدى أكثر المغالطات المرتبطة بأمراض البروستات شيوعًا، فقد أظهرت الإحصائيات أن نسبة الإصابة بسرطان البروستات متساوية بين الذين يملكون بروستات طبيعية ومن لديهم بروستات متضخمة، فالمرضان مختلفان جدًا ومستقلان عن بعضهما من جوانب عديدة وهي:

  • تنتج الضخامة عن تكاثر خلايا طبيعية من نسيج البروستات بتحريض من الهرمونات الجنسية، أما السرطان فهو تكاثر لخلايا شاذة ومشوهة بشكل خارج عن السيطرة.
  • تنشأ الضخامة على حساب القسم المركزي للبروستات المحيط بالإحليل، ما يعطي أعراضًا بولية انضغاطية باكرة، بينما ينشأ السرطان غالبًا في القسم المحيطي فيؤدي ذلك إلى تأخر ظهور الأعراض إلى حين انتقال الورم وانتشاره في الجسم.
  • في الضخامة الحميدة يشفي الاستئصال الجراحي للنسيج المتضخم الأعراض البولية، بينما في غالبية حالات الإصابة بسرطان البروستات لا يمكن اعتبار الجراحة علاجًاا كافيًا للشفاء نظرًا لتأخر التشخيص الناجم عن تأخر ظهور الأعراض.
  • تتشارك الضخامة والسرطان بارتفاع ما يسمى بمستضد البروستات النوعي (PSA)، وهو إنزيم سكري بروتيني تفرزه الخلايا الموجودة في البروستات، تستخدم قيمة الـ PSA في تقدير حجم البروستات المتضخمة بالإضافة إلى مراقبة نكس سرطان البروستات بعد العلاج.

هل يمكن الوقاية من الإصابة بسرطان البروستات؟

لا يمكن منع الإصابة بسرطان البروستات، ولكن يمكن اتخاذ عدة تدابير للحد من خطر الإصابة أو الحد من تطورها، ومن هذه التدابير:

  • التغذية الصحية: تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون والتركيز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، وبشكل عام “ما هو جيد للقلب هو جيد للبروستات”.
  • ممارسة النشاط البدني: تحسن ممارسة التمارين الرياضية من الصحة العامة، الأمر الذي يساعد في الحفاظ على الوزن وتحسين المزاج، وتوجد بعض الأدلة التي تشير إلى أن الرجال الذين لا يمارسون الرياضة أكثر عرضة لارتفاع مستويات (PSA).
  • الحفاظ على وزن مثالي: عن طريق ممارسة التمارين معظم أيام الأسبوع، وتقليل عدد السعرات الحرارية المتناولة يوميا.
  • إجراء فحص الكشف عن (PSA) دوريًا: ابتداء من سن 50 سنة ومن سن 45 سنة للرجال الذين لديهم عوامل خطورة.
  • استخدام دواء فيناستريد: يمكن أن يمنع أو يعيق تطور سرطان البروستات لدى الرجال الذين في سن 55 عامًا وما فوق، ويستخدم هذا الدواء اليوم من أجل السيطرة على تضخم البروستات وتساقط الشعر لدى الرجال، ولكن تبين أنه يكثر من المشاكل في الحياة الجنسية ويزيد قليلًا من خطر الإصابة بأنواع أكثر فتكًا من سرطان البروستات.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية