الغوطة الشرقية.. مخلفات الحرب تختبئ في أغصان الأشجار وجذوعها

  • 2019/03/03
  • 11:07 ص

أطفال يجمعون الحطب في مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية، 9 آذار (رويترز)

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

يعتمد أهالي الغوطة على الحطب كمادة رئيسية للتدفئة، مع ارتفاع أسعار المحروقات من جهة، وصعوبة الحصول عليها من جهة أخرى.

اعتماد الأهالي على الحطب لم يبدأ هذا العام، فهو مستمر منذ حصار الغوطة من قبل قوات النظام في عام 2013، حين أصبح المادة الرئيسية في التدفئة والطبخ والاستحمام.

ومع الأضرار الكبيرة التي خلفها الاحتطاب على الثروة الشجرية والزراعية في المنطقة، تختبئ مخلفات الذخائر العسكرية في أغصان الأشجار وجذوعها، لتنفجر بين الحين والآخر بين المزارعين والمواطنين الذين يستهلكونها في التدفئة، لتتحول إلى مفخخات متنقلة، لا يُعرف أين تنفجر ومن تصيب.

رصدت عنب بلدي عددًا من الحوادث في الغوطة الشرقية بعد انفجار مخلفات رصاص متفجر عالق في جذوع الأشجار وأغصانها، واحد منها ذلك الذي تحدثت عنه السيدة سلمى (45 عامًا)، وهي ربة منزل تسكن في مدينة كفربطنا.

سلمى تعرضت لإصابة مع ابنتها بعد دقائق من وضعها لكمية من الحطب في مدفأة منزلها، إذ حدث انفجار يعتقد أنه لمقذوفات غير منفجرة عالقة في الأغصان التي اشترتها. تقول سلمى إنها أجرت عملية جراحية لإزالة الشظايا التي انتشرت في جسدها.

في حالات متكررة يتقدم المواطنون بشكاوى للتخلص من مخلفات القنابل العنقودية المنتشرة في الأراضي الزراعية، شرقي الغوطة وجنوبها الشرقي، في مزارع المرج وأوتايا والأشعري وغيرها.

ورصدت عنب بلدي عدة شكاوى صادرة عن مزارعين من بلدة المليحة في القطاع الجنوبي للغوطة، تحدثوا فيها عن وجود مخلفات لمادة النابالم الحارقة التي أتلفت التربة.

وكان خمسة أطفال قتلوا، مطلع كانون الأول الماضي، نتيجة انفجار لغم أرضي في قرية الجربا الزراعية التابعة لناحية النشابية بالغوطة الشرقية، كما توفي طفلان آخران وأصيب اثنان بجروح بانفجار لغم أرضي، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) حينها.

القوات الروسية تتولى الإزالة

تعمل القوات الروسية والدوريات المسيرة على إزالة الألغام المنتشرة في الغوطة، من جراء الحرب التي كانت دائرة هناك. ومنذ سيطرتها على المنطقة بموجب اتفاق تسوية بينها وبين فصائل المعارضة، في آذار ونيسان الماضيين، أي قبل عام، تعلن بين الفينة والأخرى عن العثور على ألغام زرعها “مسلحون” في المناطق الزراعية أو السكنية.

وكالة الأنباء الروسية (تاس) نقلت عن قائد وحدة الهندسة، مياس محمود عيسى، المكلفة بإزالة الألغام بريف دمشق، قوله إن وحدته عملت على إزالة الألغام والمخلفات الحربية، وأتلفت قسمًا منها.

وصرح عيسى، في منتصف كانون الثاني الماضي، أن وحدته عثرت على 50% من الألغام والمتفجرات التي زرعت في “مبانٍ سكنية وتجارية” في الغوطة الشرقية خلال الحرب.

ولم يحدد عيسى التوقيت الزمني لإعلان المنطقة خالية من الألغام ومخلفات الحرب المنتشرة في المنطقة، قائلًا إن العديد من المنازل في المنطقة مدمرة بشكل “كبير”، لذلك “من الصعب تحديد الوقت الذي ستحتاجه عملية إزالة الألغام”.

مصادر أخرى للقلق

لا تشكل الألغام وحدها مصدر قلق لأهالي الغوطة بقدر قلقهم من وسائل التدفئة وارتفاع أسعارها، وسط تنامي معدلات البطالة وضعف القدرة الشرائية لدى المواطن السوري بشكل عام.

كما أن اعتماد الأهالي على الاحتطاب خلال العام الحالي والسنوات السابقة جعل الغوطة الشرقية تفقد جزءًا من قيمتها الزراعية والشجرية.

مديرية الزراعة في ريف دمشق، قالت مطلع العام الحالي إنها استصلحت في الغوطة نحو 23 ألف دونم من الأراضي الزراعية في الريف الدمشقي، أكثر من نصفها في الغوطة الشرقية.

وارتفع الطلب على الحطب عام 2017 بنسبة 40% عما كان عليه في عام 2016، وفق صحيفة “تشرين” المحلية، بينما غابت الإحصائيات عن العامين اللاحقين.

وما زال السكان في الغوطة الشرقية يقفون حائرين ما بين صعوبات الحياة التي يواجهونها وحاجاتهم اليومية، وبين آثار الحرب التي تُركوا يعانون مخاطرها في مقبل الأيام.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع