تعتبر كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى والأكثر متابعة في العالم، وبسبب شعبيتها تلك تحولت إلى الاستثمار الأكثر ربحًا في العالم، فتوجهت الأنظار ورؤوس الأموال إلى كرة القدم العالمية للاستثمار في أندية أوروبا كونها ذات المتابعة الأكبر، وحاولت تبديل مسارها من فرق تنافس على الهبوط لأخرى تنافس على الألقاب، بعين المستثمر على الأرباح وتعزيز مكانته الاقتصادية وسط الكبار، كما هو الحال في نادي باريس سان جيرمان، نادي العاصمة الفرنسية باريس.
ومن خلال تجارب ناجحة بات للمستثمرين العرب دور كبير في المنافسة الأوروبية على السوق الكروية الاستثمارية من ناحية، وعلى الألقاب المحلية الأوروبية من ناحية أخرى.
استثمارات عربية في السوق الكروية الأوروبية
في تقرير لموقع “جول” العالمي تحدث فيه عن ثمانية استثمارات عربية في الكرة الأوروبية، ومن تلك الاستثمارات ما هو ناجح وآخر فشل.
في عام 2010 استثمر المالك القطري، عبد الله آل ثاني، في فريق مالقا الإسباني، صاحب الأصول العربية، وضم عدة أسماء كبيرة من ضمنها الهداف الهولندي رود فان نيستلروي وسانتي كازولار وفرانشيسكو إيسكو وجيرمي تولالان.
ونجح النادي مع آل ثاني بالوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا نسخة 2013، ولكن الحالة الجيدة للنادي لم تدم طويلًا.
وقال موقع “جول” إن قلة الدعم من مالك النادي بالإضافة لفشله بالتواصل مع الحكومة الإسبانية جعلته يترك النادي موسم 2017-2018، بعد هبوط الفريق للدرجة الثانية من الدوري الإسباني.
وفي تجربة أخرى مع الدوري الإنكليزي، اشترى المصري محمد الفايد نادي فولهام عام 1997، مقابل 6.25 مليون جنيه إسترليني، وحينها كان الفريق بالدرجة الثانية، ليتأهل عام 2001 إلى الدوري الإنكليزي الممتاز.
بات النادي الإنكليزي في عهد فايد فريقًا صعب المراس، وصل إلى نهائي الدوري الأوروبي في 2010 بعد أن أقصى نادي يوفنتوس الإيطالي.
وبقي في الدوري الإنكليزي الممتاز لـ14 عامًا، ولكن فايد باع النادي للباكستاني شاهد خان عام 2013.
ويعتبر نادي يوبين البلجيكي واحدًا من وجهات اللاعبين القطريين للاحتراف بعد أن اشترته الحكومة القطرية عام 2012، ليكون بمثابة شريك لأكاديمية “أسباير” القطرية.
الفريق كان في الدرجة الثانية ويشارك للموسم الثاني على التوالي في الدرجة الأولى.
واشترت عائلة الهاسواي، في عام 2012، نادي نوتجهام فورست المتوج مرتان بدوري أبطال أوروبا، وحاولت الخروج به من مصاف الدرجة الأولى إلى الدوري الإنكليزي الممتاز ولكنها فشلت في مساعيها، بعد خمسة مواسم، لتبيعه لمالك آخر.
وفي تجربة مصرية أخرى تعاقد المستثمر عصام علام للحصول على نادي هال سيتي، ولكن الفريق تذبذب أداؤه ما بين صعود وهبوط من وإلى الدرجة الأولى والممتازة.
ويعتبر النادي قبلة للاعبين المصريين ومن ضمنهم أحمد فتحي ومحمد ناجي جدو.
واشترى نادي ليرس المستثمر المصري ماجد سامي عام 2007 قضى معه 12 عامًا، أعاده فيها إلى مصاف الدرجة الأولى.
أسهم سامي خلال موسمين في بث الروح بالنادي بعد أن كان في طريقه للإفلاس، قبل أن يهبط إلى الدرجة الثانية ويفشل بالوصول إلى الأولى من الدوري البلجيكي.
تجربتان ناجحتان
عام 2011 اشترت الحكومة القطرية نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان عن طريق رجل الأعمال ناصر الخليفي مدير قناة “الجزيرة” السابق ومالك مجموعة “بي إن سبورتس” الرياضية.
باريس سان جيرمان بات من أغنى الأندية العالمية، وأصبح من المسيطرين على الألقاب المحلية، وفي سعي دائم للوصول إلى نهائي دوري الأبطال وحمل الكأس، ولكن منافسة الكبار كانت تحول دون ذلك في كل عام.
يضم النادي مجموعة من النجوم الكبار، ومن ضمنهم البرازيلي نيمار دا سيلفا، والفرنسي الشاب كيليان إمبابي، ومتوسط الميدان الألماني جوليان دراكسلر، والجناح البلجيكي توماس مونيه، والأرجنتيني أنخيل دي ماريا.
ويسيطر النادي الباريسي الموسم الحالي على بطولات فرنسا المحلية ويعتبر المرشح لنيل لقب الدوري المحلي للسنة التاسعة.
وفي تجربة عربية أخرى حصل منصور زايد آل نهيان عام 2008 على نادي مانشستر سيتي الإنكليزي ليوصله إلى أقوى المنافسين في الدوري، لا بل إلى المحتكرين للدوري الأصعب عالميًا ثلاث مرات متتالية ويحمل معه كأس الرابطة الإنكليزية.
وينافس اليوم في دوري أبطال أوروبا مع مدربه بيب غوارديولا، مع نخبة من النجوم العالميين كالبلجيكي كيفين دي بروين والبرازيلي خيسوس والألماني ليروي ساني والأرجنتيني سيرخو أغويرو والإسباني ديفيد سيلفا.
محاولة عربية جديدة للدخول على خط الاستثمار
حاول ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، التفاهم في أكثر من مرة مع مالكي نادي مانشستر يونايتد لشراء النادي، ليصعّد تلك المحاولات من خلال رفع العرض المقدم لملاك النادي الإنكليزي العريق.
وفي تقرير صحفي لصحيفة “ذا صن” البريطانية، في 18 من شباط الماضي، قالت الصحيفة إن ابن سلمان رفع عرضه المقدم لملاك مانشستر إلى 6.8 مليار جنيه إسترليني، ونقلت الصحيفة عن مصادر من الأولد ترافولد نفي قبول عائلة غليزر الأمريكية المالكة للنادي عروض ابن سلمان السابقة لشراء النادي، مشيرةً إلى أن هذا العرض قد يكون جيدًا للغاية بحيث لا يمكن رفضه.
واشترت عائلة غليزر الأمريكية نادي مانشستر يونايتد بمبلغ 790 مليون جنيه إسترليني قبل نحو 14 عامًا تقريبًا، ولكنها أثقلت كاهل النادي بالديون.
ووفق الصحيفة، يبدو من الجيد بيع العائلة للفريق، ما يحقق لها ربحًا فلكيًا بقيمة 2.2 مليار جنيه.
ويعود العرض الأول لابن سلمان بشراء النادي إلى شهر تشرين الأول الماضي، ولكن تم صرف النظر عنه بعد تورط ابن سلمان بالخلاف الدبلوماسي حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في مدينة اسطنبول التركية.
وقالت الصحيفة البريطانية إن العرض السعودي “الخيالي” يتوقف على مدرب النادي أولي غونار سولشاير في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، لأن عدم التأهل يعني انخفاض القيمة السوقية للنادي.
وذكرت الصحيفة في حديثها عن شراء النادي قضية منع السعودية بث قناة “بي إن سبورتس” التي تمتلك حصرية البث للدوري الإنكليزي الممتاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإحداث قناة “بي آوت كيو” التي تعتمد على قرصنة المباريات وتعرضها بشكل غير قانوني، وتتلقى تسهيلات من السعودية.