ومضات من فلكلور النظام في دوري كرة القدم
عروة قنواتي
ضجت صفحات التواصل الاجتماعي قبل أيام بقصة مباراة الجزيرة والجهاد، وخاصة الصفحات التي تنقل أخبار دوري كرة القدم التابع لنظام الأسد في درجته الثانية، بأن تلاعبًا حدث وأودى بفرصة نادي الحرية من حلب للبقاء ضمن أندية الدرجة الثانية بعد الفوز الكبير الذي حققه نادي الجزيرة على حساب نادي الجهاد متخمًا شباكه بنتيجة سبعة أهداف لهدف، تلك النتيجة التي أفضت لصعود الجزيرة إلى الدرجة الأولى.
لن أخوض كثيرًا فيما كُتب وما تم تناوله من اتهامات هنا وهناك تخص الحكام ونادي الجزيرة ونادي الجهاد واتحاد الكرة في نظام الأسد، ولا أملك وثائق تؤكد اتهام هذا الفريق وبراءة الآخر، ولا يهمني هذا الشكل من الرياضة الذي يدور في فلك القيادة الحكيمة، مع إيماني الكامل بأن هذا الأسلوب ليس جديدًا على الكرة السورية خاصة وعلى الرياضة السورية بشكل عام.
لكن ذاكرتي عادت إلى الوراء وإلى مواسم سابقة أرادت فيها بعض الأندية أن تخرج عن الصمت والظلم وتهدّد وتلوّح باللجوء إلى الفيفا ومنهم نادي أمية وكيف تم طي الصفحة بالتهديد والوعيد عبر الأجهزة الأمنية آنذاك، ذاكرتي أيضًا أوصلتني إلى محاولة أحد رؤساء الأندية الصغيرة (درجة ثالثة) للعمل على قواعد وفئات النادي الكروية ويوم كانت تجمعه صداقة ومودة مع مسؤول رياضي، من طبقة الحكام، فقال له الأخير ” لا تتعب حالك الصاعدين من الثالثة للثانية معروفين ومن الثانية للأولى كمان معروفين، لا تحط مصاري ولا تتعذب.. تعا نتشارك بمشروع إذا بدك!”.
ومن وحي المباراة ذاتها (الجزيرة والجهاد) اتصلت بأحد الزملاء في الإعلام الرياضي السوري ليذكرني أيضًا بأحداث مباراة الفتوة والجهاد في موسم 2004، وكيف تم حرمان نادي الجهاد من اللعب على أرضه لمواسم طويلة أسهمت بخراب وهدم كل الأجيال التي تم العمل عليها في هذا النادي سابقًا، تحدثنا أيضًا عن المباراة الفاصلة التي تم إقرارها في موسم 2009 بين الكرامة والاتحاد رغم أنها لم تكن ضمن لوائح الموسم الكروي ولا ضمن أنظمته الداخلية.
ويوم كان الحكم يمدد المباراة في ملعب البعث بجبلة أكثر من 11 دقيقة حتى يتدارك فريق جبلة أمره ويحرز التعادل في مهزلة لم يعرف لها تاريخ الكرة مثيلًا، ويوم كان أحد أبناء عائلة الأسد يدور بسيارته الفخمة مضمار ملعب اللاذقية لإرهاب الفريق الخصم لنادي تشرين ولإفهام التحكيم كيف عليهم أن يتصرفوا داخل المباراة، ولحظة تجاهل أحد أهم حكام سوريا لهذا النوع من الإرهاب، السيد جمال الشريف، الذي تلقى لطمة على وجهه وبعض الرصاصات بين قدميه على أنه عميل لجهة خارجية معادية.
على ماذا يعترض نادي الحرية وأبناؤه؟ على ماذا يشتكون في كلامهم وعباراتهم الأخيرة؟
هل يرفض أبناء هذا التشكيل الرياضي العتيد فلكلور نظامهم المميز؟ هل هناك عاقل يسكن ويعمل ويتابع ويشارك في رياضة نظام الأسد تراوده فكرة الإطاحة بهذا الفلكلور من العبث والتسلط والهيمنة والتلاعب والفساد؟ إذا كانت جرائم أصحاب هذا الفلكلور بحق الرياضيين السوريين لم تحرك ساكنًا لا داخل مناطقه ولا في العالم.. فمن سيرد على شكواكم أيها البيادق المظلومة؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :