الأسد يواجه دول الخليج من طهران
عنب بلدي – وكالات
بشكل مفاجئ وغير معلن زار رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في 25 من شباط الماضي، إيران والتقى خلالها المرشد الأعلى، علي خامنئي، والرئيس الإيراني، حسن روحاني، في زيارة تعتبر الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات ضد النظام في 2011.
الزيارة، التي وصفتها “رئاسة الجمهورية السورية” بأنها “زيارة عمل”، خالفت البروتوكول المعمول به بين الدول والرؤساء حول تحديد زمن وجدول الزيارات، إضافة إلى ظهور الأسد بمفرده دون وجود وفد رسمي سوري، في حين كان حضور قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني، الذي يقود العمليات العسكرية الإيرانية في سوريا، لافتًا.
وبجملة من العناق والابتسامات الحارة وخاصة بين الأسد وخامنئي، وصف الأخير رئيس النظام السوري بأنه “تحول إلى بطل العالم العربي، واكتسبت المقاومة المزيد من القوة وحفظ ماء الوجه من خلاله”.
الأسد يرفض تقديم تنازلات
الزيارة جاءت في توقيت قد يكون حساسًا بسبب التطورات التي تطرأ على الملف السوري، سواء على المستوى السياسي برعاية الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) والبحث عن حل مستدام، أو على المستوى العسكري والدعوات المتكررة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إلى سحب إيران قواتها من سوريا.
وعلى الرغم من أن أهداف الزيارة غير معلنة حتى الآن، تحمل رسائل وإشارات سياسية متعددة لعدة أطراف، قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة ومساراتها.
وتحمل زيارة الأسد إشارة لافتة إلى دول الخليج التي توجه بعضها إلى إعادة علاقاتها مع النظام تحت مبرر “انتشاله من الحضن الإيراني”، وخاصة الإمارات والبحرين اللتين أعلنتا في كانون الأول الماضي فتح سفارتيهما، وقال حينها وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن “الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغول الإقليمي الإيراني والتركي”.
لكن أمريكا ضغطت وطلبت من السعودية وقطر والدول الخليجية ألا ترحب بعودة سوريا إلى المجتمع الدولي إلى حين التوصل إلى حل سياسي، بحسب تقرير لوكالة “رويترز”، في 18 من شباط، الأمر الذي كبح توجه هذه الدول للتطبيع مع النظام وعودته إلى مقاعد الجامعة العربية.
وتطالب دول بقطع النظام علاقاته مع طهران وطرد قواتها خارج سوريا من أجل إعادة التطبيع، لكن الزيارة تؤكد العلاقة الوثيقة بين الأسد وطهران كأحد أبرز داعميه اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا.
مجموعة عمل روسية- إسرائيلية ردًا على زيارة الأسد
وجاءت الزيارة في ظل مواجهة طهران ضغوطًا متزايدة من أجل سحب قواتها من سوريا، وخاصة من قبل إسرائيل، التي تتوعد مرارًا بتدمير ترسانة إيران العسكرية في سوريا، كما جاءت قبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى روسيا من أجل بحث الملف السوري.
نتنياهو زار موسكو، الأربعاء 27 من شباط الماضي، وبحسب ما نقلت وكالة “تاس” الروسية، عن مصدر حكومي إسرائيلي رفيع، فإن الطرفين اتفقا على تشكيل فريق عمل بمشاركة عدد من الدول لدراسة مسألة إبعاد القوات الأجنبية من سوريا، وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن مجموعة العمل مع إسرائيل ستضم ممثلين عن كل الأطراف المعنية، لكنها لن تبدأ عملها إلا بعد “القضاء الكامل على الإرهاب” في سوريا.
ولم تعلق روسيا على زيارة الأسد لطهران بشكل رسمي، لكن صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، قالت إن “زيارة الأسد إلى طهران شكلت ضربة حقيقية للكرملين”، وإن اتفاق روسيا وإسرائيل على تشكيل مجموعة العمل يدل على “قرارهما الرد على الزيارة غير المتفق عليها للأسد”.
من جهته اعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن روسيا لم تشاور دمشق بشأن تشكيل المجموعة معتبرًا أن “موسكو بلا شك ستفاتح دمشق بشأن أي مجموعة جديدة، وعندما يتم ذلك ستصلان بحكم العلاقات الممتازة بينهما إلى قراءة مشتركة متوازنة”، لكنه بحسب رأيه الشخصي لا مكان لإسرائيل في هذا التجمع.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :