عنب بلدي – عماد نفيسة
عند النظر إلى داخل جهاز إلكتروني، مهما كان نوعه، هاتفًا محمولًا أو جهاز حاسوب أو أي جهاز إلكتروني آخر، لا بد أن نرى تلك اللوحات، خضراء اللون غالبًا، والتي تحمل القطع الإلكترونية وتخرج منها التوصيلات التي تحتوي على الكثير من الخطوط الظاهرة والنقاط النحاسية.
هذه اللوحات مصنوعة من مادة “الفيبر” وتسمى “لوحة الدارات المطبوعة” وبالإنكليزية “printed circuit board” (PCB) وتحتوي على خطوط نحاسية رفيعة جدًا تؤمّن التوصيلات بين القطع والمكونات الإلكترونية للجهاز، وتتألف من عدة طبقات بحسب تعقيد الجهاز، ففي الأجهزة الإلكترونية العادية تتكون من طبقة واحدة أو طبقتين، وقد تصل إلى 16 طبقة في الأجهزة الأكثر تعقيدًا كالهواتف المحمولة، ويفيد عدد الطبقات الكبير في تصغير حجم الجهاز وجمع أكبر عدد ممكن من المكونات في مساحة صغيرة.
مراحل صناعة الدارات المطبوعة
مرحلة التصميم
تبدأ بتصميم الدارة الإلكترونية من قبل المهندسين بأحد برامج التصميم على الحاسوب، ثم تشكل خطوط الدارة الإلكترونية على لوح الفيبر المطلي بالنحاس عن طريق الأشعة فوق البنفسجية.
وتستخدم في إزالة النحاس الزائد أحماض كيميائية مثل حمض كلوريد الحديد، وفي النهاية نحصل على لوحة من الخطوط النحاسية، والتي تكون بمثابة خطوط لتوصيل المكونات الإلكترونية مع بعضها.
مرحلة العزل
بعد الانتهاء من مرحلة التصميم وإنشاء الخطوط النحاسية للوحة يتوجب على المصنعين عزل هذه الخطوط عن الهواء كي لا تتآكل وتتلف مع الوقت، وتستخدم لذلك مواد عزل خاصة وتسمى “Green mask” كما تستخدم مواد عزل أخرى، وتأتي هذه المواد بعدة ألوان كالأخضر والأزرق والأحمر، وهو مايعطي اللوحة الإلكترونية لونها.
مرحلة جمع العناصر الإلكترونية
بعد الانتهاء من تصنيع الدارة المطبوعة وعزلها توضع العناصر الإلكترونية، وتلحم بواسطة القصدير في أماكنها على اللوحة بحسب المخطط المرسوم من قبل المهندسين، وتكون المكونات بنوعين، “smd”وهي المكونات التي تلحم على سطح اللوحة مباشرة كالمعالجات وشرائح “ram” وغيرها، والنوع الآخر “dip” وتلحم أرجل هذه العناصر من الوجه الآخر للدارة المطبوعة كالمكثفات ومخارج الكيبلات.
تطورت صناعة الدارات الإلكترونية بشكل كبير جدًا في العقدين الأخيرين وهي في تطور مستمر يتماشى مع تطور الشرائح الإلكترونية، وباتت تستخدم في صناعتها تكنولوجيات حديثة تتنافس في تطويرها الشركات المصنعة للأجهزة الإلكترونية، وتحتدم هذه المواجهة في سوق الهواتف المحمولة لتقدم الشركات أجهزة أكثر تطورًا وبلوحات أصغر لتعطى المساحة داخل الجهاز لصالح البطارية والشاشة.