مرشحان لخلافة “أبو حطب” في رئاسة “الحكومة المؤقتة”
عنب بلدي- خاص
بات منصب رئيس “الحكومة السورية المؤقتة” شاغرًا بعد استقالة الطبيب جواد أبو حطب منه، في الأيام الماضية، والتي تأتي قبل شهرين من انتخابات “الحكومة” و”الائتلاف السوري” المعارض، وتتزامن مع الحديث عن نية تركيا تنظيم المنطقة الممتدة من ريف حلب الشمالي إلى إدلب بإدارة مدنية واحدة بعد حل عقدة “حكومة الإنقاذ” والمشاكل المتعلقة بها كونها متهمة بتبعيتها لـ “هيئة تحرير الشام”.
لم تتضح الأسباب التي دفعت أبو حطب إلى الاستقالة، وفي حديث لعنب بلدي، قال مدير العلاقات الخارجية في “الحكومة المؤقتة”، ياسر الحجي، إن أبو حطب استقال من منصب رئيس الحكومة ووزارة الدفاع التابعة لها، دون أي تفاصيل أخرى.
بينما عزت مصادر مطلعة على عمل “الحكومة المؤقتة” لعنب بلدي (طلبت عدم ذكر اسمها) الاستقالة إلى عدم تقديم “أبو حطب” أي تطور في الملفات التي كان يمسكها في المناطق التي تديرها حكومته، وخاصةً في ريف حلب الشمالي.
وأوضح أحد تلك المصادر أن أبو حطب قدم استقالته منذ حوالي ثلاثة أشهر، وأعلن عنها حاليًا في خطوة لاستكمال الترتيبات المتعلقة بالانتخابات المقبلة للحكومة، والمقرر إجراؤها في آذار المقبل، وأضافت أن من الأسباب وراء الاستقالة أيضًا الصلاحيات الضيقة التي أتيحت لـ”أبو حطب” في الشمال السوري، طوال فترة توليه منصب الرئاسة، والتي أثرت بشكل كامل على العمل الموكل إليه.
الفصل عن سلطة المركز
بالعودة إلى الفترة الأولى التي دخلت بموجبها تركيا إلى مناطق ريف حلب الشمالي، عن طريق المشاريع والإدارات المدنية التي شكلتها في عدة بلدات وقرى، نجد أن المجالس المحلية التي تم تشكيلها في ريف حلب الشمالي أعطيت صلاحيات فردية بعيدة عن المركز الذي تتبع له وهو “الحكومة المؤقتة”، وكان لها ارتباط مباشر بالجانب التركي.
وعلى الرغم من الصورة العامة بأن “الحكومة المؤقتة” تمسك بالإدارة المدنية والسلطة العسكرية في الريف الشمالي لحلب، إلا أنها كانت شكلية، فكل مجلس محلي أتيحت له صلاحيات فردية بعيدًا عن الحكومة الرأس، تمكن من خلالها إبرام العقود مع الولايات التركية، سواء بمواضيع الخدمات أو المشاريع التي دخلت بموجبها شركات تركية المنطقة (كهرباء، إنشاءات، إعادة إعمار، طرق واتصالات).
ويرتبط ما سبق، فيما يخص المجالس المحلية في ريف حلب وطبيعة علاقتها مع “الحكومة المؤقتة”، بالصلاحيات الضيقة التي تحدث عنها المصدر السابق للرئيس السابق، جواد أبو حطب، والتي كانت أحد الأسباب التي دفعته للاستقالة.
وعلى مدار العامين الماضيين تمكنت تركيا من ربط الإدارة المدنية في ريف حلب الشمالي وعفرين حاليًا بعد السيطرة عليها في عام 2018 بشكل مباشر بالولايات التركية، إذ تتولى ولاية هاتاي الأمور الخاصة بعفرين، بينما ولاية غازي عنتاب ترتبط بإدارة قرى وبلدات الريف الشمالي لحلب من اعزاز إلى مدينة الباب.
مرشحان لخلافة “أبو حطب”
رغم بقاء منصب رئاسة “الحكومة المؤقتة” شاغرًا حتى اليوم وغياب التصريحات الرسمية، يبرز إلى العلن مرشحان لشغل المنصب، باعتبارهما شخصيتين توافقيتين، وبحسب ما قالت مصادر عنب بلدي فإن الشخصين هما المتحدث باسم “الائتلاف السوري” ورئيسه الأسبق، أنس العبدة، ورئيس وفد “أستانة” ورئيس “الحكومة المؤقتة” السابق، أحمد طعمة.
وأضافت المصادر أن العبدة له حظوط كبيرة في تولي المنصب، لأنه “دائمًا كان الأشجع بطرح الأفكار الجديدة، كالدخول مع الكرد بتوافقية أو مع أحمد الجربا دون أي صدام مقابل السيطرة وإدارة المنطقة الشمالية الشرقية”.
وبحسب المصادر فإن طعمة والعبدة متقاربان فكريًا وعلى خط سياسي واحد، وأوضحت، “عند ظهور العبدة على الساحة يكون أحمد طعمة عراب أي تحرك، وبالعكس”.
ومن المتوقع أن تجرى عدة تغييرات إلى جانب منصب رئاسة “الحكومة المؤقتة” بينها هيئة أركان “الجيش الوطني” التي يدور الحديث عن تسلم رئاستها العقيد حسن الحمادة، مع بقاء وزارة الدفاع كما هي دون أي تغيير في بنيتها.
وأشارت المصادر إلى أنه قد تشهد الأيام المقبلة تقاربًا بين “الحكومة المؤقتة” و”حكومة الإنقاذ”، خاصةً بعد الانفتاح الذي أبدته الأخيرة عقب انعقاد “المؤتمر السوري العام للثورة السورية” في معبر باب الهوى الحدودي بإدلب، وعدم إبداء “المؤقتة” أي موقف رسمي منه سواء برفضه أو الترحيب به.
من هو جواد أبو حطب؟
برز اسم الدكتور جواد أبو حطب إلى العلن حين أصبح رئيسًا للحكومة المؤقتة، التي انتخبتها “الهيئة العامة” في الائتلاف المعارض، في 17 من أيار 2016.
وأوكلت لـ “أبو حطب” مهمة تشكيل “لجنة تقنية مختصة” بالتشاور مع رئيس هيئة الأركان للجيش الموحد، بهدف العمل على وضع هيكلية واضحة لـ “الجيش”، إلى جانب استمرار التواصل مع الفصائل الثورية في المناطق “المحررة”.
ينحدر طبيب جراحة القلب من أشرفية وادي بردى في ريف دمشق، وهو من مواليد عام 1962.
تنقل أبو حطب بين الشمال السوري وتركيا، وشغل منصب عميد كلية الطب البشري في جامعة حلب، إضافة إلى مهامه الأخرى كرئيس للحكومة وطبيب، ووزير دفاع.
درس أبو حطب الطب البشري في جامعة دمشق، وتابع فيها اختصاص جراحة عامة وجراحة قلبية، ثم اختص في الجراحة القلبية للأطفال، ويصنف كأحد أمهر أطباء جراحة القلب للأطفال في الشرق الأوسط.
وحصل على اختصاص جراحة القلب في إيطاليا من “San Donato”، ثم تدرّب على جراحة التشوهات القلبية الخلقية في مستشفى “Great Ormond” في بريطانيا، كما عمل في مستشفى القلب الجامعي في دمشق.
وهو عضو في جمعية أطباء القلب الأوروبية ونقابة أطباء ميلانو، وعمل طبيبًا ميدانيًا بين الغوطتين وجنوب دمشق في سنوات الثورة الأولى، لينتقل بعدها إلى الأردن ويؤسس أول مستشفى للسوريين (السلام)، بعد حصوله على تصريح رسمي من الحكومة.
ومثّل الطبيب ريف دمشق في “الائتلاف” المعارض، وكان من المرشحين لرئاسته في دورة معاذ الخطيب، لكنه تنازل له بحكم أنهما كانا في فريق واحد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :