حماة – إياد أبو الجود
قصف متواصل منذ مطلع شباط الماضي طالت نيرانه المراكز الحيوية المدنية والبنى التحتية في ريفي حماة الشمالي والغربي، أدى إلى خروج معظم المدارس والمراكز التعليمية في المنطقة عن الخدمة، وتسرب آلاف الطلاب الذين نزح بعضهم عن المنطقة بالتزامن مع القصف.
بتاريخ 26 من شباط الماضي، علقت مديرية التربية والتعليم في حماة الدوام رسميًا في المدارس التابعة لمجمعي ريفي حماة الشمالي والغربي، بعد حملة القصف المستمرة لقوات النظام، بالتزامن مع نزوح سكاني دفع بأكثر من نصف أهالي تلك المناطق إلى مغادرة منازلهم.
عدنان العبود، معلم في إحدى مدارس سهل الغاب، قال لعنب بلدي إن المدرسة التي كان يعمل فيها أغلقت أبوابها نتيجة الظروف الأمنية، مشيرًا إلى أنها كانت تضم حوالي 390 طالبًا، أصبحوا الآن خارج مقاعد الدراسة.
وأضاف عدنان أن بعض المعلمين يسعون مؤخرًا إلى إيجاد أماكن بديلة أكثر أمنًا لإعطاء الدروس فيها، لكن المشكلة التي واجهتهم كانت نزوح الطلاب مع ذويهم من سهل الغاب إلى مناطق لم يطالها القصف، مطالبًا الجهات الإغاثية المعنية بالتنبه إلى هذه المشكلة وإيجاد حل لها.
ويتحدث المواطن زكريا الخالد، وهو أب لأربعة أطفال بعمر الدراسة، عن معاناته من إغلاق المدارس في حماة، ويقول لعنب بلدي، “لا أستطيع في هذه الظروف الصعبة التي تتعرض لها المنطقة إرسال أبنائي إلى المدرسة، فوجودهم في المنزل غير آمن، كيف لي أن أرسلهم إلى المدرسة”.
لكن أكثر ما يخيف زكريا، الذي يقطن في قرية الشريعة بريف حماة الغربي، هو استمرار الوضع على ما هو عليه لفترة طويلة، خاصة أن أبناءه انقطعوا سابقًا عن الدراسة لسنوات بسبب الظروف الأمنية في ريف حماة، ثم عادوا إلى مقاعد الدراسة في العام الدراسي الحالي.
ويضيف، “بعد أن التحق أبنائي بالمدارس على مدى خمسة أشهر متواصلة وحصلوا على مستوى جيد من التعليم، الآن انقطعوا عن الدراسة مجددًا بسبب القصف الأخير”.
بالأرقام.. أضرار طالت مدارس حماة
تشير “مديرية تربية حماة الحرة” إلى أن تعليق الدوام تم في جميع مدارس المجمعين التربويين الشمالي والغربي في حماة، مدة عشرة أيام قابلة للتمديد حسب الظروف الأمنية.
حسين هاشم، مسؤول قسم تصديق الشهادات في المديرية، قال لعنب بلدي إن 30 مدرسة أُغلقت في المجمع الغربي، الذي يضم قرى سهل الغاب الممتدة من قلعة المضيق حتى قرية زيزون، بينما أغلقت جميع مدارس المجمع الشمالي، الذين يضم عدة مدن وقرى، مثل اللطامنة وكفرزينا ومورك.
وبحسب هاشم، فإن عدد الطلاب في المجمعين الشمالي والغربي يصل إلى ستة آلاف طالب تضرروا من إغلاق المدارس “المؤقت” في المنطقة.
وحمّل حسين هاشم المسؤولية للجهات المعنية بحماية الطفل وحقه في التعليم والحياة، معتبرًا أنها لم تتحرك لنصرة المدنيين والأطفال الذين هم ضحايا القصف الأخير على المنطقة.
وصعدت قوات النظام السوري قصفها على ريفي حماة منذ مطلع شباط، رغم أن تلك المناطق تعتبر من ضمن المنطقة “منزوعة السلاح” التي اتفقت عليها روسيا وتركيا، في 17 من أيلول الماضي.
المنطقة بعمق 15 كيلومترًا في إدلب و20 كيلومترًا في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وهي تفصل بين مناطق النظام والمعارضة هناك.
ورغم الاتفاق، ما زالت المحافظة تعيش حالة من التوتر على خلفية الهجمات والقصف المستمر بين قوات الأسد وفصائل المعارضة، ما تسبب بوقوع ضحايا بين المدنيين ونزوح عدد كبير منهم من المنطقة.
وتشير إحصائيات منظمة “الدفاع المدني” السورية، الصادرة في 21 من شباط الماضي، إلى أن حصيلة القصف على المناطق المستهدفة خلال الحملة الأخيرة وصلت إلى 35 قتيلًا، بينهم 11 امرأة و13 طفلًا، وجرح ما لا يقل عن 75 شخصًا بينهم تسع نساء و22 طفلًا.
بينما أحصى فريق “منسقي الاستجابة” في بيان له، بتاريخ 20 من شباط الماضي، نزوح 7526 عائلة من المنطقة “منزوعة السلاح”، مشيرًا إلى أن عدد القرى التي استقبلت النازحين حتى الآن 66 قرية وبلدة ومخيمًا.