عبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة لن تسترد الأسلحة من الجماعات الكردية المسلحة في سوريا، مبديًا قلقه وتخوفه من ذلك.
وخلال لقاء له مع قناة (إن.تي.في) التلفزيونية التركية، أمس، الثلاثاء 26 من شباط، أكد أردوغان ضرورة أن تستعيد واشنطن الأسلحة من “قوات سوريا الديمقراطية” في مدينة منبج.
وأضاف أردوغان أنه لا يجد إفادات الجنرالات الأمريكيين صادقة حول نيتهم جمع الأسلحة عند إنجاز المهمة.
وحذر الرئيس التركي من أن يتحول الانسحاب الأمريكي إلى “أسلوب للمماطلة”، معلنًا أن نهج بلاده سيكون مختلفًا في هذه الحالة.
وقال في هذا الصدد إن “ما بين 200 و400 جندي قد يبقون وربما يبقى 500 جندي من قوات التحالف الأخرى الذي تقوده الولايات المتحدة”.
وبيّن أردوغان أن المهم بالنسبة لتركيا هو أن تسيطر على المنطقة الآمنة مضيفًا “لا يمكننا ترك السيطرة لألمانيا أو فرنسا أو أمريكا. لقد أخبرتهم بذلك بوضوح”.
ولفت أردوغان إلى أنه قد يلتقي مع مستشار البيت الأبيض وصهر ترامب، جاريد كوشنر، في تركيا لمناقشة قضايا إقليمية واقتصادية.
وكان قائد بارز في الجيش الأمريكي قال في وقت سابق هذا الشهر، إنه ينبغي للولايات المتحدة مواصلة تسليح ودعم “قوات سوريا الديمقراطية” عقب الانسحاب الأمريكي المزمع من سوريا.
وتشدد تركيا على أهمية استعادة الولايات المتحدة لأسلحتها التي منحتها للقوات الكردية شريكها الرئيسي في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
وتشكل مسألة تمويل الولايات المتحدة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” مثار خلاف مع الحكومة التركية التي تصنفها كجماعات “إرهابية” تستهدف أمنها.
وتدعم أمريكا “وحدات حماية الشعب” (الكردية) التي تشكل أغلبية “قوات سوريا الديمقراطية” منذ عام 2015.
وأعربت أنقرة مرارًا عن خشيتها من عملية التسليح، داعيةً إلى قطع المساعدات الأمريكية عن “الوحدات” بأسرع وقت.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، طمأن تركيا في وقت سابق بأن الولايات المتحدة لن تدع “قوات سوريا الديمقراطية” تحتفظ بالأسلحة التي تزودها بها.
ووعد الرئيس الأمريكي أكثر من مرة بوقف دعم تلك القوات في حال لم تعد تقاتل تنظيم “الدولة”.
لكن مسؤولين أمريكيين اعتبروا أنه على الرغم من امتلاك “البنتاغون” لسجلات الأسلحة التي زودت بها “الوحدات”، سيكون من المستحيل تقريبًا العثور على جميع المعدات.
ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب قوات بلاده من سوريا تدور نقاشات أمريكية حول مصير الأسلحة التي قدمتها لـ”قوات سوريا الديمقراطية” خلال المعارك مع تنظيم “الدولة” في سوريا.
ونقلت وكالة “رويترز” في شهر كانون الأول الماضي، عن أربعة مسؤولين أمريكيين قولهم إن القادة الأمريكيين الذين يخططون لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا يوصون بترك الأسلحة مع القوات التي يدعمونها.
وقال ثلاثة من المسؤولين، لم تحدد الوكالة هويتهم، إن التوصيات كانت جزءًا من المناقشات حول خطة الجيش الأمريكي، ولكن من غير الواضح إن كانت وزارة الدفاع الأمريكية ستوصي البيت الأبيض بهذه الخطوة أم لا.
وتسيطر “قسد”، التي تمثل “وحدات حماية الشعب” (الكردية) الجزء الأساسي منها والمدعومة من الولايات المتحدة، على مدينة منبج في سوريا.
وكانت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية توصلتا إلى “خارطة طريق” في منبج، مطلع حزيران العام الماضي، تشمل إرساء الأمن والاستقرار في منبج، لكن حتى اليوم لم يطبق أي بند، ما عدا الدوريات التي تنفذها أمريكا وتركيا.
–