رجل في الأخبار.. ظريف الدبلوماسي الذي تتمسك به إيران
فاجأت تقديم الدبلوماسي الإيراني، محمد جواد ظريف، استقالته، مساء الاثنين 25 من شباط، الأوساط المحلية والعالمية وأثارت موجة من التنبؤات الباحثة في أسبابها.
وأعلن ظريف في منشور على حسابه في “إنستغرام” عن استقالته من منصب وزير الخارجية. معبرًا عن امتنانه “للشعب الإيراني العزيز والشريف على الأشهر الـ67 الأخيرة”. ومعتذرًا عن كل ما قصر به خلال الخدمة.
ولحق ذلك الإعلان العديد من السيناريوهات المتنبئة بسبب الاستقالة، حيث ربطها البعض بالزيارة المفاجئة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى طهران، في حين أحالها آخرون إلى الخلافات الداخلية ضمن الأوساط السياسية الإيرانية.
ونقل موقع “انتخاب” الإخباري الإيراني قول ظريف، “لا مصداقية لي أمام العالم”، إثر عدم تنسيق زيارة الأسد مع وزارة الخارجية، وعدم حضوره الاجتماع الذي ضم المرشد الأعلى، علي خامنئي، ورئيس البلاد، حسن روحاني، وقائد “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني مع رئيس النظام السوري.
ونقلت “رويترز” عن لقاء نشر له في صحيفة “الجمهورية الإسلامية” قوله، “السم القاتل للسياسة الخارجية هو أن تتحول إلى مسرح للتقاتل الحزبي والتعصبي”، مشيرة إلى أن الخلافات الداخلية كانت هي السبب الرئيسي وراء الاستقالة.
إلا أن المتحدث باسم الخارجية، بهرام قاسمي، قال، الثلاثاء 26 من شباط، إن طلب الاستقالة لم يتم قبولها، بحسب ما نقلت عنه وكالة “فارس”.
وأضاف قاسمي، بحسب ما ترجمت عنب بلدي، أن “جميع التحليلات والتفسيرات حول أسباب الاستقالة غير صحيحة (…) تنمية سلطة ومكانة السياسة الخارجية كانت الهاجس الرئيس لظريف منذ بدء عمله كوزير للخارجية وسعى جاهدا لتحقيق هذا الهدف”.
محمد جواد ظريف خونصري، ولد في 7 كانون الثاني عام 1960 في طهران، ابن لعائلة متدينة ثرية، درس في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على الدكتوراة في القانون الدولي من جامعة دينفر، والماجستير في العلاقات الدولية من جامعة سان فرانسيسكو.
عمل في الحقل الدبلوماسي منذ التسعينات، بدأ كنائب لوزير الخارجية، ثم أصبح سفيرًا للأمم المتحدة في الفترة بين عامي 2002 و2007، ومن ثم وزيرًا للخارجية في آب من عام 2013، وفاوض للتوصل إلى الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة عام 2015، كما قام بالتدريس في جامعة طهران حول العلاقات الدولية.
وقد دارت الخلافات في الأوساط السياسية الإيرانية حول طريقة تعامله مع الملف الخارجي وتم التشكيك في وطنية ظريف من قبل بعض المتعصبين، الذين دعوه بالجاسوس الغربي، حسبما ذكرت المحللة الأمريكية الإيرانية، هولي داغريس، في موقع “المجلس الأطلسي“.
وفي حين أشاد به بعض الدبلوماسيين الغربيين الذين أطلقوا عليه صفة الإصلاح والاعتدال، واعتبروا استقالته بداية لتدهور أكبر للعلاقات الإيرانية- الغربية.
واعتبر الدبلوماسي الأمريكي السابق جيمس دوبينس ظريف “أساسيًا” لإبقاء إيران ضمن الاتفاق النووي، متحدثًا للفورين بولسي، إنه في حال اختلف الوضع، “سنواجه أزمة جديدة في المنطقة”.
ورأى آخرون أن تلك خطوة إيجابية، حيث اعتاد ظريف تبرير المواقف الإيرانية من زعمه احترام إيران لحقوق الإنسان، إلى إنكاره تهديدها بزوال إسرائيل خلال لقاء مع صحفي فرنسي.
وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، على استقالته عبر حسابه على موقع “تويتر“، “رحل ظريف، إلى حيث ألقت. ما دمت أنا هنا فلن تمتلك إيران أسلحة نووية”.
وقد حظي دور ظريف في تحقيق الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة عام 2015 بتركيز كبير محليًا وعالميًا، إلا أن تراجع إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق منذ قرابة العام وإعادة فرضها للمزيد من العقوبات على إيران مؤخرًا أدى إلى زيادة الضغوط على ظريف.
وكتب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، رسالة إليه نشرت على الموقع الإلكتروني للحكومة، 27 من شباط، رفض فيها قرار الاستقالة وحث ظريف على متابعة العمل لصالح البلاد.
وحسبما نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء، تابع ظريف أداء مهامه مع استقباله لرئيس وزراء أرمينيا في طهران، يوم الأربعاء 27 من شباط.
كما ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وجه دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة دمشق دون تحديد موعد للزيارة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :