إشارات في زيارة الأسد إلى طهران

  • 2019/02/26
  • 3:23 م
لقاء بشار الأسد بالمرشد الأعلى الايراني على خامنئي خلال زيارة في العاصمة طهران 25 شباط 2019 (الموقع الرسمي لخامنئي)

لقاء بشار الأسد بالمرشد الأعلى الايراني على خامنئي خلال زيارة في العاصمة طهران 25 شباط 2019 (الموقع الرسمي لخامنئي)

أثارت زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى إيران إشارات استفهام عديدة، كان أهمها غياب العلم السوري والبروتوكولات الرسمية، واستقالة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على خلفية الزيارة.

والتقى الأسد في زيارة “مفاجئة” إلى إيران، أمس الاثنين، كلًا من المرشد الأعلى، علي خامنئي، ورئيس البلاد، حسن روحاني، بالإضافة إلى قائد “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني.

ما يميز الزيارة

وبحسب الصور التي نشرتها وكالة “فارس” الإيرانية، اليوم الثلاثاء 26 من شباط، فإن العلم السوري غاب خلال زيارة الأسد للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وخلال اجتماعه بنظيره حسن روحاني، ليظهر العلم الإيراني وحيدًا وراء القادة الإيرانيين في جميع اللقاءات.

كما غابت البروتوكولات الرسمية في أثناء الزيارة التي تعد الأولى منذ عام 2011، ليظهر الأسد وحيدًا دون أي مرافقة سياسية أو مراسم استقبال رسمي، وفق العرف الدبلوماسي السائد.

وعقب زيارة الأسد، أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استقالته بشكل مفاجئ، عبر حسابه الرسمية في “انستغرام”، وكتب “أقدم اعتذاري لعجزي عن مواصلة مهامي وعن جميع النواقص والتقصير طيلة فترة خدمتي، متمنيًا لكم الرفاهية والرفعة”.

وقال مصدر من وزارة الخارجية لوكالة “فارس” الرسمية، اليوم، إن وزير الخارجية الإيراني لم يكن له علم بزيارة الأسد إلى طهران، مشيرًا إلى أن مكتب الرئاسة الإيرانية لم ينسق الزيارة مع مكتب الخارجية، من أجل حضور جواد ظريف الاجتماع مع المسؤولين الإيرانيين.

من جهة أخرى، فإن الإعلان عن الزيارة جاء عبر الوكالة الإيرانية في ساعات مساء أمس، رغم أن اللقاء بين الطرفين جرا في الصباح، في العاصمة طهران، بحسب ما أعلن الموقع الرسمي لخامنئي.

ما السياقات؟

وتأتي الزيارة في ظل توافق تركي- روسي على منطقة آمنة شمالي سوريا، تسعى تركيا لإدارتها، في وقت أبدت روسيا استعدادها لنشر جنود فيها، في ظل رفض إيراني لها.

وأثار التعقيب الإيراني على المنطقة الآمنة، تباينًا واضحًا في الخلاف الروسي الإيراني حول تلك المنطقة، حيث وصفها خامنئي بـ “المؤامرة الخطيرة”، وقال “يجب إدانتها ومقاومتها”، رغم إعلان روسيا عن تسيير دوريات فيها.

وكان الأسد اتهم في خطابه الأخير على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأنه “إخونجي”، و”يحاول الظهور بمظهر صانع الأحداث”.

وقال الأسد خلال خطاب أمام رؤساء المجالس المحلية في سوريا، في 17 من شباط، إن أردوغان “أجير صغير عند الأمريكيين”.

وأضاف أن “التركي يستجدي الأمريكي للدخول إلى شمالي سوريا منذ اليوم الأول للأزمة”، ووصف القوات الأجنبية الموجودة في سوريا أنها “قوات احتلال”.

إلا أن روسيا ردت على خطاب الأسد، بعد يوم واحد فقط، معتبرة أن مطالب تركيا في سوريا “مشروعة”، وخاصة فيما يتعلق بالمناطق الحدودية لحماية “الأمن القومي”.

وقال المتحدث باسم “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، في 18 من شباط، “يرى الجميع أن مطالب الأمن التركية مشروعة وهذا بشكل جدي حق مفهوم، ويحاول القادة تحديد كيف يمكن لتركيا حماية هذا الحق”.

وتأتي زيارة الأسد لإيران بعد أسابيع على توقيع اتفاق تعاون اقتصادي شمل عشرات المشاريع بين البلدين، بما يخص قطاعات النفط والطاقة والزراعة والمال وغيرها، وسبقها اتفاقيات عسكرية متجددة في آب 2018، وسط إصرار إيراني بالبقاء في سوريا بحجة “محاربة الإرهاب”.

كما تعتبر الزيارة الرابعة للأسد إلى خارج سوريا منذ اندلاع الثورة، بعد أن زار روسيا ثلاث مرات في 21 تشرين الأول 2015، وفي 20 من تشرين الثاني 2017، وآخر زيارة كانت في أيار 2018.

وتأتي الزيارة في ظل اتفاق الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) في قمة سوتشي، منتصف الشهر الحالي، على التوصل إلى حل سياسي مستدام في سوريا.

ودعمت إيران النظام السوري، خلال السنوات الماضية، سياسيًا واقتصاديًا، إضافة إلى دعم عسكري عبر ميليشيات تقاتل مع قوات الأسد، وإقامة قواعد عسكرية في عدة مناطق.

لكن طهران تنفي وجود قوات لها داخل سوريا، وصرح مسؤولوها مرارًا أن وجودها استشاري فقط، بناء على طلب النظام السوري.

وتصر إيران بشكل متكرر ورسمي على بقائها في سوريا تحت مزاعم أن وجودها “استشاري” وبطلب من حكومة النظام السوري، رغم أن طهران قدمت الكثير من الأموال والمقاتلين دفاعًا عن نظام الأسد.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا