قياديون يوضحون أسباب تصعيد قصف قوات الأسد على إدلب
يستمر تصعيد القصف المدفعي والصاروخي من جانب قوات الأسد على ريفي إدلب وحماة، والذي قتل إثره عشرات المدنيين بينهم أطفال وأدى إلى حركة نزوح كبيرة من المنطقة “منزوعة السلاح” المتفق عليها في “سوتشي” الروسية، في أيلول العام الماضي.
ويبرر النظام السوري القصف بأنه يأتي ردًا على خروقات فصائل المعارضة وما يصفها بـ”المجموعات الإرهابية”، لكن الاستهدافات تتركز على المناطق المأهولة بالسكان وخاصة في مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان، بحسب مراسلي عنب بلدي ومنظمة “الدفاع المدني” السورية.
في حديث لعنب بلدي قال القيادي في فصيل “جيش العزة”، الملازم محمود المحمود، إن القصف المكثف والتعزيزات التي استقدمتها قوات الأسد إلى محيط إدلب، في الأيام الماضية، هدفها عمل عسكري قريب على “المناطق المحررة”.
وأضاف اليوم، الاثنين 25 من شباط، أن التصعيد يمكن قراءته أيضًا بأنه “تلويح بالعمل العسكري، في خطوة لفرض مزيد من التنازلات والمطالب على فصائل المعارضة”.
ويعتبر القصف خرقًا للاتفاق الروسي- التركي بشأن إنشاء منطقة “منزوعة السلاح” بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب، والذي طبقت فصائل المعارضة البند الأول منه في الأيام الماضية، وهو سحب السلاح الثقيل والتشكيلات “المتشددة”.
وتشير إحصائيات منظمة “الدفاع المدني” السورية، الصادرة في 21 من شباط الحالي، إلى أن حصيلة القصف على المناطق المستهدفة خلال الأيام العشرة الماضية وصلت إلى 35 قتيلًا، بينهم 11 امرأة و13 طفلًا، وجرح ما لا يقل عن 75 شخصًا بينهم تسع نساء و22 طفلًا.
وبحسب القيادي في “جيش العزة”، يتركز القصف على “المناطق الآهلة بالسكان كمعرة النعمان وقلعة المضيق ومدينة خان شيخون (…) المناطق التي يطالها القصف حاضنة شعبية للثوار، ويريد النظام إحداث شرخ بين الفصائل والمدنيين عن طريق تهجير الحاضنة الشعبية”.
وقال، “بداية التصعيد تبدأ بالقصف وتهجير المدنيين وإضعاف الروح المعنوية، وفيما بعد تأتي مرحلة العمل العسكري”.
وكانت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها استقدمت، في الأيام الماضية، تعزيزات عسكرية إلى ريفي حماة الشمالي والغربي، ونشرت شبكات موالية صورًا للتعزيزات التي تمركزت بشكل أساسي في منطقة سهل الغاب ومعسكرات النظام في الريف الشمالي لحماة.
وحتى اليوم لم تتضح ملامح الوضع الذي ستكون عليه محافظة إدلب في الأيام المقبلة، خاصة مع استمرار التهديدات الروسية بشن عملية عسكرية، والتصريحات المقابلة من تركيا والتي تؤكد على سريان الاتفاق دون أي عوائق.
ووفق ما ذكر مصدر مقرب من نقاط المراقبة التركية لعنب بلدي، الجمعة 22 من شباط، فإن تركيا تجهز لتسيير دوريات في المنطقة “منزوعة السلاح” في إدلب، لإيقاف تصعيد النظام السوري على المنطقة.
وقال المصدر، “الدوريات سيتم تسييرها لمراقبة الوضع في المنطقة ووضع حد للقصف العشوائي من قبل النظام السوري”.
وأضاف أن نقاط المراقبة التركية في الشمال السوري طلبت إبلاغ المدنيين في إدلب بأن دوريات تركية ستسير في المنطقة لإيقاف تصعيد النظام.
القيادي في “الجبهة الوطنية للتحرير”، عبد المعين المصري، اعتبر أن تصعيد قوات الأسد يرتبط بالخلافات الكبيرة بين قوات “الفرقة الرابعة” و”قوات النمر” في ريف حماة، موضحًا أن القصف “عملية إثبات وجود في المنطقة”.
وقال القيادي لعنب بلدي، “النظام السوري لا يريد التهدئة في إدلب بشكل كامل بل التصعيد”.
وكانت روسيا أعلنت، في 15 من شباط الحالي، أنها لا تخطط لأي عمل عسكري في محافظة إدلب، لكنها تسعى للقضاء على ما وصفتها بـ”المجموعات الإرهابية”، وذلك عقب القمة الثلاثية التي عقدت في سوتشي.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، لوكالة “رويترز”، “لن تكون هناك عملية عسكرية في إدلب، لكن توجد خطوات تهدف إلى تطهير إدلب من الجماعات الإرهابية التي تسيطر الآن على جزء كبير من هذه الأراضي”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :