يسعى المواطنون في ريف إدلب إلى تعويض انقطاع المياه عن مدنهم وقراهم عن طريق حفر الآبار واستجرار المياه لتكون بديلًا عن خطوط التغذية الرئيسية التي أوقفها النظام السوري عنهم.
وتنتشر الظاهرة في مدن وقرى ريف إدلب الجنوبي كمعرة النعمان وخان شيخون، وسط فقر في الآليات المناسبة ما ينتج استجرارًا عشوائيًا دون استراتيجية واضحة أو دراسة لمنسوب مياه هذه المناطق.
وقال المهندس الزراعي علي أبو حسين من قرية كفررومة في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن الأهالي بدأوا بحفر الآبار منذ نحو 3 أعوام، أي بعد تحرير قراهم ومدنهم، دون آليات واضحة، إضافة إلى غياب الرقيب موضحًا أن “الآثار السلبية ستظهر قريبًا من ناحية انخفاض منسوب المياه الجوفية، إضافة إلى التخوف من استخدام هذه المياه للشرب رغم عدم صلاحيتها لذلك”.
وأبدى أبو حسين تخوفه من انتشار الأمراض بشكل واسع ضمن الأهالي جراء اعتمادهم على مياه الآبار في الشرب والاستحمام، مردفًا “بدأت بعض الأمراض الجلدية والمعوية بالظهور عند الاطفال في ريف إدلب مؤخرًا، والمسبب الرئيسي هو مياه الآبار”.
وأوضح الناشط الإعلامي وسيم العدل من مدينة معرة النعمان، من خلال صور نشرها على صفحته في الفيسبوك، نشوء حالة من الفوضى في طرقات مدينة معرة النعمان وانتشار المياه والوحل فيها جراء حفر الآبار المستمر، وأكد في حديثٍ لعنب بلدي أن هذه الظاهرة منتشرة بكثرة ووجب معالجتها فورًا.
يشار إلى أن الظاهرة منتشرة في مناطق أخرى في سوريا لا سيما التي تخضع لسيطرة المعارضة، إذ يعمد نظام الأسد على قطع المياه والكهرباء والاتصالات كنوع من الحصار الاقتصادي والمعيشي.