لا يستبعد وزير الخارجية الروسية، سيرجي لافروف، مشاركة قوات عسكرية روسية في إقامة “منطقة آمنة” على الحدود السورية الشمالية مع تركيا.
وقال لافروف قبيل زيارته للصين وفيتنام في مقابلة تلفزيونية اليوم، الأحد 24 من شباط، إن الحديث دار عن إقامة منطقة عازلة على “أساس الاتفاق الذي وقعته تركيا وسوريا عام 1998 (اتفاقية أضنة)”.
ونص الاتفاق على تعاون البلدين في مكافحة الإرهاب، وإنهاء دمشق جميع أشكال “حزب العمال الكردستاني” وإخراج زعيمه عبد الله أوجلان، وإعطاء تركيا حق “ملاحقة الإرهابيين” في الداخل السوري حتى عمق خمسة كيلومترات، و”اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر”.
وقال لافروف، وفق ما نقلت وسائل إعلام روسية منها وكالتا “نوفوستي” و”سبوتنيك”، إن الحديث لا يدور عن إجراء أي عملية عسكرية مشتركة بين روسيا وتركيا وإيران على الأراضي السورية.
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن تركيا أعربت عن قلقها “إزاء تهديد أمنها، والحكومة السورية تحتج ضد وجود الجيش التركي على أراضي الدولة”.
ودعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس السبت، إلى جعل محافظة إدلب شمالي سوريا منطقة “آمنة تمامًا”.
وقال أردوغان في خطابه في مدينة اسطنبول التركية إنه يتباحث مع روسيا وإيران حول المنطقة و”قد قطعنا شوطًا مهمًا”، وفق وكالة “الأناضول” التركية.
وأضاف، “نتمنى إنشاء المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا بالتعاون مع حلفائنا، لكن في حال تعذر ذلك فإننا مصممون على إقامتها بإمكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف”.
واعتبر لافروف أن تركيا على الرغم من وجود قوات لها داخل الأراضي السورية أيدت “صيغة أستانة”، مضيفًا أن ذلك كان قرارًا “براغماتيًا” ساعد في تحقيق ما لا يمكن لأحد فعله لضمان وقف إطلاق نار حقيقي في معظم سوريا و”ضمان بدء حوار مباشر بين الحكومة والمعارضة المسلحة”.
ويأتي طرح اتفاق “أضنة” مجددًا في ضوء عزم تركيا على إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا بعمق 32 كيلومترًا، أي بزيادة 27 كيلومترًا عن بنود اتفاق “أضنة”، ومحاولة طرد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) التي تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني”، المحظور والمصنف إرهابيًا.
–