“مركز الغوطة الإعلامي”.. عودة جديدة بعد عام على التهجير

  • 2019/02/24
  • 11:51 ص

ناشط في مركز الغوطة الإعلامي في الغوطة الشرقية - 19 تشرين الثاني 2018 (مركز الغوطة)

عنب بلدي – إدلب

بعد عامين على إطلاقها، تعيش منصة “مركز الغوطة الإعلامي” ظروفًا مغايرة لما كانت عليه في وقت تأسيسيها. تغيرت الأرض اليوم وتبدلت الأحداث ورحل معظم ناشطي المنصة عن الأرض التي ينحدرون منها.

مضى عام على التهجير القسري الذي تعرض له سكان الغوطة الشرقية ومقاتلوها وناشطوها إلى الشمال السوري، حيث تفرق الأهالي في محافظة إدلب وأرياف حلب، ولكن ذلك لم يمنع الأهالي والسكان والناشطين من التكيف مع مجمل الظروف الجديدة.

الفكرة والبداية

تأسس “مركز الغوطة الإعلامي”، منتصف شباط من عام 2017، بعد اجتماع ضم 11 ناشطًا إعلاميًا من مختلف بلدات الغوطة، واتفقوا على إطلاق منصة “المركز الغوطة الإعلامي” بعيدًا عن استقطاب الساحة المحلية من فصائل عسكرية وغيرها، ومحاولة جعله مركزًا “حياديًا” ينقل الأخبار الداخلية.

وقال مدير المركز، ضياء الدين العربيني، لعنب بلدي إن المركز اعتمد شروطًا أساسية لعمله أولها العمل التطوعي وعدم تقاضي الدعم من أي جهة، لا سيما إذا كان مشروطًا، ولا يزال إلى اليوم يعمل بذات النفَس التطوعي.

وتشمل تلك المبادئ تغطية الانتهاكات من أي طرف، سواء من النظام أو من فصائل المعارضة، خاصة ما حدث داخل الغوطة خلال الاقتتال بين فصائل المعارضة، في أيار 2017.

وتمكن المركز عقب انطلاقته من بناء علاقة مع وسائل إعلامية عربية وأجنبية ووكالات دولية بعد التغطيات التي قام بها في الغوطة، لا سيما بعد استعانته بخبرات إعلامية محلية وخريجين من كلية الإعلام، بالإضافة إلى الاستفادة من دورات إعلامية وصحفية عبر شبكة الإنترنت، وفق العربيني.

وبلغ عدد العاملين في المركز بعد الانطلاقة نحو 50 عاملًا من مختلف الاختصاصات والمجالات من مصورين ومحررين ومراسلين وعاملين في مجال تحرير الصورة والفيديو.

عام على التهجير.. بداية جديدة

هُجر العاملون في المركز شأنهم شأن أبناء الغوطة ومقاتليها، بعد الاتفاقيات التي وقعتها فصائل المعارضة في الفترة الممتدة ما بين 21 من آذار العام الماضي و7 من نيسان، وكانت تلك إصابة بالصدمة والإحباط، وكان ذلك منعطفًا جديدًا وتوجهًا إلى المجهول، وفق مدير “مركز الغوطة”.

وبعد الاستقرار بدأ إعلاميو الغوطة بطرح نقاشات لتفعيل المركز، ولكنهم كانوا يتخوفون من رد فعل قوات الأسد والأفرع الأمنية تجاه من بقي من أهاليهم في الغوطة الشرقية، خاصة أن بعض الأسماء في المركز معروفة، وقد لحقت بأصحابها أضرار بـ “أفعال انتقامية” بعد سيطرة قوات الأسد على المنطقة.

عاد المركز اليوم إلى العمل بتفكير ووعي جديد، بعد أن عرف أعضاؤه كيفية التعامل مع ما يحصل في المحيط، وفق العربيني، وسيركز في عمله اليوم على ما يحصل داخل الغوطة الشرقية وما يعانيه الأهالي، كي لا تبقى المنطقة غائبة عن الإعلام، بالإضافة لتسليط الضوء على الخدمات والوضع الاجتماعي والأمني في المنطقة.

وأشار العربيني إلى أن التركيز سيكون اليوم على مهجري الغوطة الشرقية في الشمال السوري ونشاطاتهم والمشاكل التي يواجهونها في مخيمات النزوح والمدن والبلدات التي يسكنونها، بالإضافة إلى الانتهاكات التي يتعرضون لها، وتسليط الضوء على الواقع السياسي والاجتماعي والمحلي في الشمال السوري.

مقالات متعلقة

  1. "راجعين".. ناشطو الغوطة الشرقية يذكّرون بجريمة التهجير القسري
  2. ناشطون من الغوطة الشرقية يستذكرون تهجيرهم إلى الشمال السوري
  3. فصائل الغوطة الشرقية.. فرقتها الاقتتالات وجمعها "الجيش الوطني"
  4. سجال بين "المحافظة" و"الأمانة العامة".. من يمثل الغوطة في المهجر؟

سوريا

المزيد من سوريا