من يضبط انتشار “ديكلون” في صيدليات إدلب؟
إدلب – رؤى الزين
“عادت إلى المنزل من المشفى بكامل طاقتها، وبعد ساعات من تحسنها بدأت حالتها تسوء شيئًا فشيئًا لتفقد حياتها بعد نقلها إلى المشفى مرة أخرى”، بهذه الكلمات وصف أبو محمد من مدينة أريحا مرض زوجته فاطمة، البالغة من العمر 60 عامًا، والتي كانت تعاني من “كريب” وسعال شديد، ما اضطره إلى إسعافها إلى إحدى المستشفيات وإعطائها إبرة ديكلوفيناك (ديكلون) المسكنة.
بالرغم من عدم جزم “أبو محمد” بأن سبب وفاة زوجته هي إبرة المسكن أو تشخيص الأطباء بأنها السبب المباشر، يتخوف من أنها قد تكون سببًا غير مباشر لأن زوجته كانت مصابة بمرض الضغط والسكري، مشيرًا إلى أن الأطباء سابقًا حذروه من استخدام إبرة “ديكلون” بسب آثارها الجانبية على مرضى الضغط.
وتحولت إبرة “ديكلون”، في سوريا عمومًا وفي إدلب وريفها بشكل خاص، إلى أسرع طريقة للتخلص من الألم من قبل أطباء وأصحاب صيدليات دون تشخيص المرض من قبل طبيب مختص، ما يترك آثارًا جانبية غير متوقعة.
وتحدث ماهر سرحان (55عامًا) من بلدة احسم بجبل الزاوية لعنب بلدي عن إصابته بألم صدري، وعند توجهه إلى أحد الأطباء حقنه مباشرة بإبرة “ديكلون”. ويقول سرحان، “عندما كان ينتهي مفعول الإبرة يعود الألم بشدة، فذهبت إلى طبيب آخر حيث اكتشف إصابتي بالتهاب في المجاري التنفسية والرئتين”.
إبرة “ديكلون” مسكنة للألم
ويعمل “الديكلوفيناك”، وهو مضاد التهاب غير ستيروئيدي، كمسكن ألم، وخافض حرارة، ومضاد التهاب، وله آثار جانبية، إذ يضعف الطبقة الواقية لغشاء المعدة ويؤهب للقرحات، كما يزيد من التشنج القصبي عند مرضى الربو القصبي، ويسبب ارتفاع ضغط خفيفًا عند مرضى ارتفاع الضغط الشرياني، بحسب وزير الصحة في حكومة الإنقاذ، أحمد جرك.
وأوضح جرك، في حديث إلى عنب بلدي، أن “ديكلون” لا يسبب الإدمان، ويوصف كمسكن للألم وخافض للحرارة ومضاد التهاب، مشيرًا إلى أن خلطه مع أدوية أخرى غير مرغوب فيه، ويمكن أن يسبب تفاعلًا بين دواءين وقد تنتج مواد جديدة غير معروفة.
من جهتها أوضحت الصيدلانية سوسن السعيد أن إبرة “ديكلون” يتم إعطاؤها كمسكن للألم المفصلي بشكل خاص، ويتم اللجوء إليها بشكل واسع كونها مسكنة للألم، والرقابة عليها متراجعة حاليًا، كحال أي دواء آخر كونها لا تنتمي لزمرة المهدئات التي يعتاد عليها المرضى.
لكن السعيد أكدت أن إعطاء الإبرة يعود أولًا إلى مراعاة العمر والوضع الصحي للمريض، وخاصة إذا كان يعاني من مشكلة ضغط أو سكري أو مشاكل قلبية، ويجب على الصيادلة تحمل المسؤولية الإنسانية في التعامل مع أرواح البشر، سواء في الديكلون أو أي دواء آخر.
واعتبر نقيب الصيادلة في إدلب، يحيى نعمة، أن “ديكلون دواء نافع ويفي بالغرض في كثير من الأحيان وهو من الأدوية واسعة الانتشار في المجال الطبي”، لكنه حذر من استخدامه في حالات معروفة لدى الطبيب والصيدلي، وأبرزها مرضى الضغط والربو والقرحة المعدية.
رقابة مشددة
نعمة أوضح أن هناك نوعين من الأدوية، النوع الأول يعطى دون وصفة طبية مثل مسكنات الألم العادية وخافضات الحرارة والسعال، وهناك أدوية خطيرة لا يجب إعطاؤها إلا ضمن أنظمة محددة من قبل نقابة الصيادلة والتعاون مع مديرية الصحة، مثل الأدوية النفسية والمخدرة المضبوطة ضمن سجلات ونظام إعطاء معين، كأن يكون المريض يحمل وصفة طبية موثقة وتحمل ختم الطبيب وتبين عدد الحبات وكيفية ومدة الإعطاء.
وعزا انتشار إعطاء “ديكلون” بشكل عشوائي إلى انتشار الصيدليات المخالفة، والتي وصفها بـ “دكاكين بيع الدواء التي يقوم عليها أشخاص متطفلون على المهنة يدعون العلم والمعرفة بالدواء، ويقومون بالتعدي على صحة المرضى ويتسببون بضرر كبير وغير مدروس”.
وأكد نقيب الصيادلة أن النقابة تعمل بمساعدة مديرية الصحة على مكافحة الصيدليات المخالفة، مشيرًا إلى أنه لا توجد إحصائيات عن ضرر هذه الصيدليات المخالفة لكنه توقع ضررًا كبيرًا، لافتًا إلى أن “النقابة حققت قفزة نوعية بملاحقة تجار الدم”.
وشدد نعمة على معاقبة المخالفين وهي عقوبات مسلكية تندرج ضمن إطار تنظيم المهنة، وتبدأ بالتنبيه والإنذار، قبل أن تصل للمخالفات المادية، وفي حال تكررت المخالفات أكثر يتم الإحالة إلى مجلس تأديبي يترأسه قاضٍ، وقد تصل العقوبة إلى إغلاق الصيدلية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :