ترامب يرضخ لضغط الأوروبيين ويبقي جنودًا في سوريا

camera iconالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض-27 نيسان 2017 (رويترز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – وكالات

استمرت الولايات المتحدة الأمريكية في سياستها “المتخبطة” إزاء الملف السوري، وخاصة فيما يتعلق بمصير قواتها العسكرية في منطقة شرق الفرات شمال شرقي سوريا، وذلك بعدما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 22 من شباط، إبقاء 400 جندي أمريكي في المنطقة.

أعلن ترامب أن جنوده سيكونون مقسمين بين المنطقة الآمنة التي يجري التفاوض حولها في شمال شرقي سوريا، وبين القاعدة الأمريكية في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن، مؤكدًا أن قراره بالإبقاء على عدد محدود من القوات لا يعني تغييرًا فيما أعلنه بشأن سحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.

في حين أكد مسؤول في الإدارة الذاتية أن نحو 200 جندي سيبقون في قاعدة التنف على الحدود السورية- العراقية، إضافة إلى قوة لحفظ السلام من 200 جندي في شمال شرقي سوريا، والتي ستكون جزءًا من مجموعة تتراوح بين 800 و1500 جندي من دول أوروبية حليفة، بحسب وكالة “رويترز”.

امتصاص الغضب الأوروبي

القرار الأمريكي يخلط الأوراق مجددًا في شرق الفرات، بعدما الاتفاق مع تركيا على إنشاء منطقة آمنة في شرق الفرات، لكن مصير القوات الكردية وتخوف الاتحاد الأوروبي من هجوم تركي محتمل دفعه للضغط على أمريكا لإبقاء القوات.

وانتقد الأوروبيون على مدى الأسابيع الماضية قرار ترامب، ورفضوا طلبًا أمريكيًا بإبقاء قواتهم في سوريا لسد الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأمريكي، إلى جانب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ولعب دور أساسي في الفصل بين القوات وتركيا في المنطقة الآمنة.

وفي تصعيد واضح من قبلهم قال أحد المسؤولين في الإدارة الأمريكية، لصحيفة “واشنطن بوست”، الخميس 21 من شباط، إن “الحلفاء أبلغوا واشنطن بالإجماع أنهم لن يبقوا إذا انسحبت القوات الأمريكية”.

وأعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال الأمريكي، جوزف دانفورد، عن ثقته بأن “حلفاء الولايات المتحدة سيتقدمون في سوريا بعد أن أعلنت واشنطن أنها ستترك المئات من القوات في سوريا”، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” الجمعة الماضي.

تركيا تجدد عزمها إنشاء المنطقة الآمنة

ردود الفعل على قرار ترامب تفاوتت بحسب الطرف العسكري والسياسي، ورحبت “الإدارة الذاتية” بنية إبقاء الجنود في سوريا لحفظ السلام، واعتبرت الإدارة أن ذلك سيحمي المنطقة وقد يشجع دولًا أوروبية على إبقاء قواتها أيضًا، بحسب أحد مسؤولي العلاقات الخارجية في المنطقة، عبد الكريم عمر، الذي أكد أن “الإدارة تقيم قرار البيت الأبيض إيجابيًا”.

وفي أول رد تركي على القرار الأمريكي، جدد الرئيس رجب طيب أردوغان، عزم تركيا على إقامة المنطقة الآمنة سواء لمست تعاونًا من حلفائها أم لا.

وقال أردوغان خلال خطاب له، نقلته وكالة “الأناضول”، السبت 23 من شباط، “نتمنى إنشاء المنطقة الآمنة بالتعاون مع حلفائنا، لكن في حال لم يتم توفير مثل هذه التسهيلات لنا، فإننا مصممون على إقامتها بإمكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف”، معتبرًا أن “المنطقة مهمة جدًا من أجل عودة السوريين بسرعة”.

أما النظام السوري وحليفته روسيا فلم يصدر تعليق منهما حتى الآن، لكن موسكو شككت سابقًا على لسان مسؤوليها بعدم سحب أمريكا قواتها بالكامل، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، في 18 من شباط، إن الولايات المتحدة قد تواصل وجودها العسكري في سوريا بعد انسحاب قواتها من هناك.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة