إدلب.. مواطنون يتحدثون عن عودة ظاهرة السرقة
إدلب – شادية التعتاع
للمرة الثانية خلال أقل من عام، تُسرق دراجة الشاب أسامة من مدخل البناء الذي يقطن فيه في حي وادي النسيم بمدينة إدلب. اليوم يضطر أسامة للمشي على قدميه أو استعارة إحدى الدراجات النارية من أصدقائه لتلبية احتياجاته واحتياجات أسرته، متحدثًا عن ظاهرة باتت كابوسًا يؤرّق سكان المدينة في ظل غياب رقابة الجهات المختصة.
يتحدث أسامة الخلف، أحد أبناء مدينة إدلب، لعنب بلدي عن تجربته مع ظاهرة السرقة، فقد استيقظ صباح الجمعة 22 من شباط الحالي، ليجد دراجته النارية مسروقة من مدخل البناء، مؤكدًا أنها المرة الثانية التي يتعرض فيها للسرقة بالرغم من انتشار الحواجز الأمنية في المنطقة.
رغم ذلك فضّل أسامة عدم التقدم بشكوى للجهات المختصة، انطلاقًا من تجربته الأولى، إذ تم تعميم مواصفات دراجته السابقة على كل الحواجز، ولكن دون جدوى أو تعاون من قبل الحواجز الأمنية، على حد تعبيره.
سرقات دون أجهزة شرطة
تلك الحوادث تُظهر اختلاف مدينة إدلب عن باقي مناطق الشمال السوري بغياب جهاز “الشرطة الحرة”، إذ إن الأقسام الأمنية التابعة لـ “هيئة تحرير الشام”، تعتبر قليلة مقارنة بأقسام جهاز “الشرطة الحرة”، والذي يضم قسم مكافحة الجرائم وقسم المتابعة والتحقيق وقسم ملاحقة المجرمين.
وعن سبب انتشار ظاهرة السرقات في إدلب، يرى الناشط هزاع الهزاع، من مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، أنها تتلخص في غياب الرقابة وأجهزة الشرطة في المنطقة، وعدم ثقة المواطن بالجهات المختصة في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من السرقات تحدث بشكل يومي دون الإبلاغ عنها من قبل أصحابها.
ويضيف الهزاع لعنب بلدي، “هناك حاجة حقيقية لوجود جهاز شرطة يكون قادرًا على تشكيل نفسه من جديد وملاحقة حوادث كهذه”.
كفرنبل.. تجارب سيئة
مريم (اسم مستعار) إحدى سيدات مدينة كفرنبل، تحدثت عن تجربتها مع السرقة حين تعرضت سيارة عائلتها للسرقة من أمام منزلهم، مطلع الشهر الحالي، مشيرة إلى أنها تقدمت بشكوى للجهات المعنية في كفرنبل وتم تعميم مواصفات السيارة دون نتيجة، حتى لحظة إعداد التقرير.
أما فاتح القاسم من مدينة كفرنبل، فعايش حالة مماثلة حين سرقت سيارته، منتصف العام الماضي، فتقدم بشكوى للجهات الأمنية، لكن لم يحصل على نتيجة أيضًا.
ويقول فاتح لعنب بلدي، “ازدادت السرقات في الآونة الأخيرة بشكل كبير، لذلك يجب أن تكون هناك سلطة حقيقية لمحاسبة السارقين محاسبة صارمة للحد من هذه الظاهرة، التي أصبحت مصدر رزق غير مشروع لكل شخص لا عمل له”.
بالإضافة إلى سرقة السيارات والدراجات النارية، يحدثنا بعض أبناء مدينة كفرنبل عن انتشار سرقة المنازل، خاصة في المناطق التي يضطر سكانها إلى مغادرتها نتيجة سوء الأوضاع الأمنية فيها، إذ انتشرت في الآونة الأخيرة أسواق لبيع الأدوات المستعملة والمسروقة في كفرنبل.
الأستاذ عبد العزيز الموسى، يقول لعنب بلدي إن هذه الظاهرة موجودة في جميع المجتمعات، ولكن تتفشى بصورة أكبر في حال غياب الأمن والاستقرار.
وأضاف الموسى، وهو كاتب وروائي، أن الحل الأمثل للحد من هذه الظاهرة هو المحاسبة الشديدة للمتسببين بها، معولًا على الرادع الأخلاقي والديني أيضًا لتوعية أبناء المجتمع والحد من انتشار السرقات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :