السويداء – نور نادر
في الوقت الذي تتعرّض فيه قوات الأمن الداخلي والشرطة للاستهداف من قبل بعض المجموعات المسلحة في السويداء، أطلقت فصائل محلية وهيئات مجتمعية نداءات للجهات الأمنية لتحمل مسؤوليتها تجاه تلك العصابات التي قامت بعمليات خطف متكررة في المحافظة.
آخر العمليات استهدفت أكثر من 15 عنصرًا، بين شرطة وأمن، تم اختطافهم من أماكن تمركزهم في المدينة.
وجاء الاختطاف بعد أن أوقفت قوات الأمن والد أحد متزعمي العصابات التي تقوم بالخطف، فداء العنداري، على حاجز المسمية شمال السويداء في اليوم ذاته، وحولته إلى محكمة الإرهاب على خلفية تورطه في العديد من الجرائم المتعلقة بالفلتان الأمني في السويداء.
الفصائل المحلية ترفض تقديم الدعم
فور وصول خبر اعتقال عصام العنداري، والد فداء العنداري، قام الأخير وأفراد مجموعته بتهديد الجهات الأمنية بالتصعيد في حال استمرار احتجاز والده، ولَم ينتظر كثيرًا حتى احتجز ثلاثة عناصر من فرع أمن الدولة الموجودين على حاجز ظهر الجبل، مع سيارة تحمل رشاشًا متوسطًا، ونقلهم إلى منزله تزامنًا مع انتشار أفراد مجموعته في المدينة، حسب مصادر محلية روت تفاصيل الحادثة لعنب بلدي.
ولزيادة عدد المحتجزين إلى 15 شخصًا، احتجزت المجموعة عددًا من عناصر الشرطة كانوا موجودين على دوار العنقود شمال المدينة.
وفق استطلاع أجرته عنب بلدي مع تسعة أفراد ناشطين من مختلف الفئات في السويداء (من قادة المجتمع المحلي وناشطي المجتمع المدني)، فإن مجموعة فداء العنداري المسلحة، هي المسؤولة عن معظم عمليات الخطف والفلتان الأمني بالمحافظة.
أحد رجال فصيل “قوات الفهد” (رفض نشر اسمه لأسباب أمنية) قال لعنب بلدي إن فداء طالب بعض الفصائل المحلية في المدينة ومنها “قوات الفهد” بمساندته، لكنها رفضت لمعرفتها بخلفيّة مجموعته.
كما أكدت حركة “رجال الكرامة” في بيان صدر عن قيادة مجلس الحركة في 19 من الشهر الحالي مسؤولية فداء العنداري عما يحدث من توتر وتفلت أمني، ودعت “جميع أبناء الجبل للوقوف وقفة مظلوم في وجه الظالم والتكاتف في وجه الفتنة” حسب البيان.
الجهات الأمنية تخضع
بالتزامن مع الحادثة، رصد مراسل عنب بلدي في السويداء تعزيزات أمنية على الحواجز المحيطة بالسويداء تفاديًا لزيادة عدد المحتجزين لدى مجموعة فداء العنداري.
كما علمت عنب بلدي من مصادر محلية أن قوات الأمن عقدت مفاوضات غير مباشرة بوساطة الرئيس الروحي للطائفة، الشيخ حكمت الهجري.
وبحسب ما قاله أحد القادة المقربين من الرئاسة الروحية الذين حضروا المفاوضات، لعنب بلدي، فإنها أفضت إلى إطلاق سراح العناصر ونقلهم لمنزل الشيخ الكائن في بلدة قنوات.
وفي المقابل “أطلقت الجهات الأمنية سراح المعتقل عصام العنداري وسلمته لأهله رغم أن الشيخ الهجري طلب من الجهات الأمنية أخذ دورها بالكامل بعد الإفراج عن العناصر، وضمن لهم عدم تقديم أي حماية دينية او مجتمعية”، بحسب المصدر.
ردود فعل الفصائل المحلية
“قوات الفهد” و”بيرق عتيل الكرامة” أعلنا عبر صفحتيهما الرسميتين على “فيس بوك” في 18 من الشهر الحالي عدم مسؤوليتهما عن حوادث الخطف واستنكرا “الاعتداء على الأبرياء والتصرفات البعيدة عن الكرامة”، حسب وصفهم، كما حذرا من زج اسميهما فيما يحدث تحت طائلة المحاسبة.
أما “قوات شيخ الكرامة” فقد أعلنت عن تشكيل فصيل جديد تابع لها تحت مسمى “درع شيخ الكرامة” في بيان صدر عنها في 22 من شباط الحالي.
وذكرت القوات بأسماء الفصائل الأخرى التابعة لها وهي “قوات فرسان الكرامة”، “قوات قليب الكرامة”، و”درع شيخ الكرامة”، نافيةً جميع الإشاعات المتداولة عن إعطاء مهلة لقوات النظام للخروج من أراضي السويداء، ومؤكدةً أنهم “ضيوف في الجبل” و”أنها لا تمانع محاسبة العصابات”.
كما ذكر الفصيل حرصه على مبادئه في “رفض أي اعتقالات تعسفية أو توقيف بالقوة للمطلوبين للخدمة العسكرية أو المطلوبين السياسيين”، مشيرةً الى رفضها زج المواطنين “تحت آلة التعذيب في السجون المعروفة للقاصي والداني بالمعاملة غير الإنسانية”.
كما حمّل الفصيل مسؤولية الفلتان الأمني للجهات الأمنية “طالما أن سجونها للتعذيب والقتل واحتقار كرامة المواطن”، بحسب البيان.