دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لجعل محافظة إدلب شمالي سوريا منطقة “آمنة تمامًا”.
وقال أردوغان في خطابه في مدينة اسطنبول التركية إنه يتباحث مع روسيا وإيران حول المنطقة و”قد قطعنا شوطًا هامًا”، وفق ما نقلت وسائل إعلام تركيا ومنها وكالة “الأناضول” اليوم، السبت 23 من شباط.
وأضاف، “نتمنى إنشاء المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا بالتعاون مع حلفائنا، لكن في حال تعذر ذلك فإننا مصممون على إقامتها بامكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف”.
تصريحات أردوغان تأتي بعد ثلاثة أيام من اتصال هاتفي بين الرئيسين التركي ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، بحثا فيه المستجدات الأخيرة في سوريا، وأكدا على دعم العملية السياسية.
وقال أردوغان إن بلاده تريد تسريع عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، ودعا إلى دعم جهود بلاده لإقامة منطقة آمنة شرق الفرات ما “يتيح عودة ملايين السوريين لمنازلهم”.
وأكد أردوغان على أن الشعوب الأوروبية تعيش اليوم بـ”أمن وسلام” في بلدانها بفضل تضحيات تركيا وشعبها، بحسب تعبيره، مشيرًا إلى أن أنقرة لن تقدم هذه التضحيات إلى الأبد.
ويشهد الريف الجنوبي لإدلب والريف الشمالي لحماة قصفًا مستمرًا منذ نحو أسبوعين، ما أدى لوقوع ضحايا آخرها خمسة أطفال، قتلوا أمس الجمعة في مدينة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب.
ومن جهته قال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، لمسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ينبغي ألا يكون هناك فراغ خلال انسحاب القوات الأمريكية في سوريا، وفق ما نقلت “الأناضول” السبت.
وأضاف وزير الدفاع التركي بأنه كرر دعوته لخروج مقاتلي “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، التي تعتبرها بلاده إرهابية، من “المنطقة الآمنة” التي تريد تركيا السيطرة عليها.
واتفق الرئيسان التركي والأمريكي في اتصالهما، على مواصلة التنسيق فيما يتعلق بإنشاء منطقة آمنة محتملة في سوريا، كما اتفقا على تنفيذ قرار الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، بما يتماشى مع المصالح المشتركة ودون الإضرار بالأهداف المشتركة.
وقال آكار، “نرغب في مواصلة علاقاتنا القوية والوثيقة مع الولايات المتحدة شريكتنا الاستراتيجية، وكلنا ثقة أن انسحاب واشنطن من سوريا سيكون متوافقًا مع مصالحنا المشتركة وبالتنسيق والتعاون مع تركيا”.
وأعلن ترامب، أمس الجمعة، إبقاء 400 جندي في سوريا بعد سحب القوات الأمريكية نصفها في قاعدة التنف.
وكان ترامب أعلن، في كانون الأول الماضي، سحب القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي مقاتل في شمال شرقي سوريا.
وتزامن ذلك مع إعلان متحدث باسم البنتاغون أن القوات الأمريكية ستنشئ منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا في سياق قوة متعددة الجنسيات.