على مدى عشر سنوات متواصلة، اعتاد مقعد أمريكا في الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها على أصوات نسائية تصدح باسم واشنطن، وتبدي وجهة النظر الأمريكية في أبرز القضايا الدولية والإقليمية، وأكثرها مصيرية.
من إدارة أوباما إلى إدارة ترامب، اختلافات كثيرة طالت الفترتين، حين سعى الأخير إلى تغيير السياسة التي اتبعها أوباما خلال فترة حكمه، إلا أنه حافظ على شيء مهم، وهو تخصيص المقعد الأمريكي لدى الأمم المتحدة للنساء فقط، منذ عام 2009 وحتى العام الحالي.
في حين شهدت الفترة السابقة من تاريخ الولايات المتحدة تعيين مندوبتين فقط، هما جين كيركباترك ومادلين أولبرايت.
سوزان رايس فتحت الطريق أمامهن
تم تعيين الدبلوماسية الأمريكية سوزان رايس في منصب مندوية الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، عام 2009، بعد حصولها على موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع، لتصبح أول أمريكية من أصول إفريقية تشغل هذا المنصب.
استمرت رايس في منصبها حتى عام 2013، لتنتقل إلى منصب جديد بتعيين رسمي من الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، وهو منصب مستشارة الأمن القومي.
روز ماري لفترة انتقالية
بعد استقالة رايس، عيّن الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، الدبلوماسية روز ماري ديكارلو لمنصب مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة، على اعتبارها خبيرة في القضايا الأممية والشؤون الأمريكية الخارجية.
إلا أن ديكارلو استمرت في منصبها لفترة انتقالية فقط، بين 30 حزيران 2013 وحتى 5 آب 2013، لتصبح بعدها نائبة المندوبة الجديدة ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية.
سامنثا باور تختم عهد أوباما
تسلمت سامنثا باور منصب مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة على مدى ثلاث سنوات من عهد باراك أوباما، بين عامي 2013 ومطلع 2017، لتنتهي مهامها مع بداية المهام الأمريكية بإدارة دونالد ترامب.
تعتبر باور من أبرز المدافعين عن حقوق النساء والأطفال والأقليات حول العالم، إلا أنها لاقت انتقادات في الشرق الأوسط بسبب استبسالها في الدفاع عن إسرائيل و”حقوقها” على الأراضي الفلسطينية.
ميشال سيسون لأسبوع واحد
حين انتقلت الإدارة الأمريكية من عهد أوباما إلى عهد ترامب، شغلت الدبلوماسية ميشال سيسون منصب مندوبة بلادها في الأمم المتحدة لفترة انتقالية لم تتجاوز أسبوعًا واحدًا، وذلك من 20 حتى 27 كانون الثاني 2017.
كانت سيسون تشغل منصب سفيرة بلادها لدى الإمارات العربية المتحدة، ثم سفيرة لبنان حتى عام 2010، وتشغل حاليًا منصب السفيرة الأمريكية في جزر هايتي.
نيكي هيلي.. مدللة ترامب
تولت نيكي هيلي منصب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في كانون الثاني 2017، بتعيين رسمي من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي كان حينها حديث العهد في إدارة البيت الأبيض.
نيكي هيلي هي سياسية أمريكية من أصول آسيوية، مقربة من الرئيس ترامب الذي دعم مسيرتها السياسية باعتبارها عضو في الحزب الجمهوري، الذي ينتمي له ترامب.
في تشرين الأول 2018، أعلنت هيلي استقالتها من منصبها دون ذكر الأسباب، ووافق ترامب على استقالتها موجهًا لها الشكر على أداء مهامها في الأمم المتحدة “على أكمل وجه”.
ومن المتوقع أن تتسلم هيلي منصبًا هامًا في إدارة ترامب، عقب استقالتها من تمثيل بلادها لدى الأمم المتحدة.
بين نويرت وكرافت
عقب استقالة نيكي هيلي، أعلن دونالد ترامب ترشيح المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، لمنصب مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
إلا أن نويرت اعتذرت عن توليها لهذا المنصب، الأسبوع الماضي، لأسباب “عائلية”، ليعلن ترامب اليوم ترشيح كيلي كرافت خلفًا لهيلي.
وكرافت (56 عامًا) هي سيدة أعمال ثرية تبلغ ثروتها 1.4 مليار دولار، شغلت منصب سفير الولايات المتحدة لدى كندا منذ تشرين الأول 2017، باعتبارها أول امرأة تشغل هذا المنصب.
كما لعبت كرافت دورًا في إدارة اتفاق “نافتا” التجاري بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، الذب أبرم في أيلول 2018.