عنب بلدي وكالات
أعلنت أنقرة عن توقيع اتفاق أمريكي – تركي لتدريب المعارضة السورية المعتدلة يوم الجمعة 19 شباط، على أن يبدأ تنفيذه بداية الشهر المقبل، في حين دخل رتل من القوات التركية أمس السبت إلى الأراضي السورية ناقلًا رفات سليمان شاه إلى منطقة أخرى داخل الأراضي السورية.
وأكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش، أن بلاده تسعى مع الولايات المتحدة لبدء برنامج لتدريب وتجهيز مقاتلين سوريين معتدلين في أوائل آذار المقبل.
ونقلت وكالة رويترز ما قاله جاويش، في مؤتمر صحافي في العاصمة التركية أنقرة: «هذا برنامج لتقوية وتدريب وتجهيز المعارضة… نؤكد دائمًا على أن من واجب المجتمع الدولي دعم الائتلاف الوطني السوري، الذي تعترف به 114 دولة وجماعات أخرى تقاتل على الأرض».
وتابع جاويش: «ينص الاتفاق على أن التدريبات ستجرى في تركيا.. وستنسقها الولايات المتحدة وتركيا معًا، وستتخذان القرارات معًا، ولن يتخذ قرارٌ يتعارض مع الإرادة التركية».
بدورها قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يوم الأربعاء إن 1200 مقاتل من المعارضة «المعتدلة» سيتم تدريبهم على قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، خلال مؤتمر صحافي «إن المرحلة الأولى ستركز على أساسيات القتال فقط»، لافتًا إلى أن «مهمة الإرشاد على الأرض صعبة وتتطلب مهارات عالية لأنها تتضمن التواصل مع الطائرات لتحديد أماكن الأهداف».
وفي سياق متصل أكّد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أن عملية «ضريح سليمان شاه» تكللت بالنجاح، بعد نقل رفاته والجنود الأتراك الذين يحرسون الضريح إلى داخل الأراضي التركية، تمهيدًا لنقل الرفات مجددًا إلى قرية آشمة السورية غرب مدينة عين العرب (كوباني).
وأضاف داود أوغلو في المؤتمر الصحفي الذي عقد في العاصمة أنقرة، أنَّ قطعة أرض مجاورة لقرية «آشمة» وضعت تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العلم التركي عليها، موضحًا أنَّ العملية بدأت تمام الساعة التاسعة من مساء أمس (السبت) بدخول 39 دبابة و57 عربة مدرعة و100 آلية و572 جنديًا، ووصلت إلى الضريح في حدود الساعة 00:30 بعد منتصف الليل، وتزامن ذلك مع توجه قوة عسكرية أخرى إلى قرية «آشمة» تمهيدًا لنقل الرفات إليها.
وأسفرت العملية عن مقتل جندي تركي في العملية «بسبب حادث عرضي» وفق أوغلو، الذي نفى أي اشتباكات خلال العملية، مشيرًا إلى «تدمير جميع المباني التي كانت موجودة مكان الضريح، بعد نقل جميع الأمانات ذات القيمة المعنوية العالية، وذلك لقطع الطريق أمام أي محاولة لإساءة استغلال المكان».
واتّخذ قرار العملية في أنقرة في «إطار القواعد القانونية دون طلب إذن أو مساعدة من أي جهة» وفق تعبير أوغلو، منوهًا إلى إخطار قوات التحالف الدولي، والجيش السوري الحر بالعملية «لتفادي وقوع أي ضحايا بين المدنيين وأخذ العمليات الجوية لقوات التحالف بعين الاعتبار».
ويعتبر الضريح، الذي يعود لجد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، تحت السيادة التركية بحسب المادة التاسعة من معاهدة أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا عام 1921، وهو الأرض الوحيدة ذات السيادة التركية خارج حدود الدولة.
بدورها اعتبرت خارجية الأسد «قيام تركيا بانتهاك أحكام هذه الاتفاقية يحمل السلطات التركية المسؤولية المترتبة عن تداعيات هذا العدوان، بينما قال خالد خوجة إن «العملية تمت بعلم الائتلاف والجيش الحر ومن دواعي الارتياح أنها تمت بسلام».
وكانت تركيا رفضت في وقت سابق الاتفاق مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي بشأن قتال تنظيم الدولة الإسلامية، مشددةً على ضرورة التدخل ضدّ التنظيم ونظام الأسد في وقت واحد.