المعارضة تحقق ما عجز عنه النظام
أزمة الخبز في اللاذقية
أثار قرار حكومة الأسد رفع سعر ربطة الخبر للمرة الثانية خلال أشهر من 25 ليرة سورية إلى 35، موجة من الاستهجان والغضب في الشارع اللاذقاني بمختلف اتجاهاته السياسية؛ لاسيّما توقيت القرار الذي تزامن مع ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية إثر انخفاض قيمة العملة المحلية أمام الدولار، في حين نجحت فصائل المعارضة في المناطق المحررة في دعم الأفران ضمن مناطق سيطرتها ليصل الخبز إلى سعر لا يتجاوز 30 ليرة للربطة الواحدة.
وفي محاولة من النظام لامتصاص غضب مواليه، قام بزيادة أجور الموظفين في مؤسسات حكومته بمقدار 4000 ليرة سورية شهريًا؛ إلا أن ذلك لم يحد من الأثر السلبي للقرارات الأخيرة الصادرة، فبحسب أبو أحمد، وهو موظف في إحدى مؤسسات الدولة، «المواد الأساسية ارتفعت لأسعار خيالية مقارنة بدخل الفرد دون أي تدخل من الحكومة لدعم الأسواق».
ويشرح أبو أحمد المعاناة اليومية التي يمر بها أهل اللاذقية «نضطر غالبًا لشراء الخبز من السوق بسعر يصل إلى 125 ليرة للربطة الواحدة، ويعود ذلك إلى تحديد الأفران للكمية التي يمكن أن يحصل عليها كل مواطن، بالإضافة الى الطوابير الطويلة التي لا تنتهي».
ويضيف ساخرًا من التبريرات التي قدمها النظام لمؤيديه «كل ما يدعيه النظام من دعم لا يتوفر حقيقة إلا في السوق السوداء وهذه فرصة جديدة لتجار الأزمة لزيادة أرباحهم»، معتبرًا أن الحل الأمثل لا يكون برفع الرواتب فقط، بل «من خلال ضبط الأسعار في الأسواق وتنفيذ قراراتٍ صارمة بحق كل مخالف يتلاعب بقوت المواطنين».
وكانت حكومة الأسد قد عزت سبب زيادة الأسعار الأخيرة إلى ما دعته بـ «هيكلة الدعم الحكومي» في وقت تعاني فيه البلاد من انعدام الموارد جراء العقوبات الاقتصادية وتدهور الظروف الأمنية؛ واعتبر حسان صفية، وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ذلك «ضمن خطة عقلنة الدعم باعتبار أننا نعيش ظروفًا استثنائية، الأمر الذي يتطلب حراكًا استثنائيًا وقرارات استثنائية»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
في المقابل، انخفض سعر ربطة الخبز في المناطق المحررة ليصل إلى 30 ليرة في جميع الأفران؛ وبهذا الخصوص أوضح القائد العسكري للفرقة الأولى الساحلية النقيب محد باجيكو، «نجحنا خلال الفترة الماضية بتوفير مادة الطحين لأهالي المنطقة بالتعاون مع منظمات إغاثية، وبالتواصل مع مسؤولي الأفران أقنعناهم بتخفيض سعر الخبز وإيصاله إلى كافة المناطق».
وأضاف باجيكو «نملك احتياطيًا يكفي لمدة 7 أشهر، ويبقي سعر الخبز على حاله طوال هذه المدة»؛ وينص الاتفاق أيضًا على «إيصال الخبز إلى القرى البعيدة عن الأفران من خلال موزعين معتمدين وتأمينه للكتائب المقاتلة مجانًا وهو ما انعكس إيجابيًا على جميع الأطراف». ووعد باجيكو بمزيد من الخدمات مستقبلًا منوهًا إلى «مشروع جديد لإيصال الكهرباء لبعض القرى تتم دراسته حاليًا».
وأكد خالد أيوب، وهو أحد سكان جبل الأكراد، أن هذه الخطوة ستساهم بشكل كبير في الحد من معاناة سكان المنطقة «فالخبز هو أهم المقومات الأساسية التي يعاني محدودو الدخل في تأمينها»، وأوضح أنه يأمل أن «يشمل الدعم مستقبلًا بعض المواد الأساسية الأخرى كالغاز والمحروقات، خاصة وأن نسبة البطالة تصل الى أرقام كبيرة في المنطقة».
يذكر أن نظام الأسد يستفيد من المساعدات التي تقدمها منظمات الأمم المتحدة للشعب السوري، ويوزعها على مؤيديه في مدينة اللاذقية، إلا أن التوزيع يكون -وبحسب ناشطين- فقط على أسر الشبيحة والمحسوبين على ميليشيا الدفاع الوطني، وهو ما يؤجج الاحتقان لدى بعض أهالي المدينة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :