في ظل غياب الأمور التنظيمية والخدمية في الشمال السوري منذ أكثر من 3 سنوات، وتحديدًا بعد سيطرة قوات المعارضة على معظم المناطق فيه، يحاول أصحاب القرار هناك إيجاد حل بديل يضمن حقوق المواطنين وسلامتهم الشخصية، عبر طرحهم لعدد من المشاريع الخدمية، والتي تعد «مؤسسة شرطة المرور الحرة» إحداها.
وتعتبر «شرطة المرور» من أهم المؤسسات التنظيمية في الشمال السوري، وخاصة بعد إغلاق أغلب الطرق الرئيسة في المنطقة، وتحول الطرق الفرعية فيها إلى طرق أساسية للتنقل بين القرى، ما خلق حالة من الفوضى وساق العديد من المشاكل في كثير من البلدات.
زحمة مرورية في كفرنبل
وتعيش مدينة كفرنبل حالة من الفوضى والازدحام المروري، وخاصة على «دوار الشهداء»، النقطة الرئيسة في المدينة، بحسب «أبو ثائر»، أحد عناصر الشرطة العاملة في المؤسسة، والذي أفاد عنب بلدي «يعتبر دوار الشهداء أكثر المناطق ازدحامًا في المدينة كونه يقع في وسط السوق الرئيسي فيها، كما أنه مقصد لجميع السيارات، كما أننا نواجه صعوبة في تنظيم سير الآليات كوننا لا نستطيع وضع إشارات للمرور»، ويضيف « تعود غالبية المواطنين على حالة الفوضى، فنحن لا نطبق قوانين معينة، إنما هدفنا فقط تنظيم المرور في الطريق ومنع حدوث الازدحام، وخاصة من أجل فتح الطريق أمام سيارات الإسعاف وسيارات الدفاع المدني».
وللمؤسسة دور مهم في تسيير الآليات عبر الطرقات التي يستهدفها النظام بشكل دائم، من خلال تأمين الطرق الأكثر أمنًا للحركة، بحسب «أبو ثائر»، الذي أفاد «يتواجد عناصرنا على الطرقات الخطرة بشكل دائم لتحويل حركة السيارات إلى طرق أخرى سالكة عند الضرورة إلى حين إصلاح الضرر».
واعتبر أبو ثائر أن التعامل مع الفصائل المسلحة أمر غاية في الصعوبة كون المشروع لا يهمهم، على حد وصفه، كما طالب قيادات الفصائل بإصدار بيانات بالاعتراف بالمؤسسة وإظهار أهمية شرطة المرور في المجتمع.
مخالفات واتهامات
من جهته أعرب «أحمد»، وهو سائق شاحنة نقل بضائع عن استيائه من شرطة المرور، مشيرًا إلى عدم وجود تأثير فعال لها على الأرض، يقول أحمد «يقتصر عمل الشرطة على فرض قوتها ومخالفاتها على المواطنين على الرغم من أنها لا تستطيع ضبط المقاتلين وسياراتهم»، وينهي « كان على شرطة المرورالترويج لماهية عملهم منذ البداية، في حين يتوجب وجود قوة رادعة إلى جانبها، لأنها وبوجودها تعطي القوة والحزم في تطبيق القوانين واتخاذ الإجراءات اللازمة».
وفي سياق متصل يفيد «أبو ثائر» أن المؤسسة لا تستطيع تطبيق القوانين المرورية والمخالفات على معظم الفصائل المسلحة المتواجدة في المنطقة كون المؤسسة لم تُردَف بفصيل يقدم لها الحماية، وينهي حديثه « للأسف لازلنا نعيش في غابة لا يستطيع فيها الضعيف مواجهة القوي، ولكننا ورغم ذلك نسعى لأن نقدم أفضل أداء كشرطة مرور مع قلة الإمكانيات المتاحة لنا، كما أننا نطلب من كافة المواطنين احترام شرطي المرور فهو في النهاية يعمل لخدمتهم ولتيسير أعمالهم».