دمار و فرار الاستثمار

tag icon ع ع ع

طحنت الحرب الاقتصاد السوري بالدمار، وانهيار منظومة حركة السلع والتضخم الاقتصادي، وانخفاض القوة الشرائية لدى المواطن السوري والانخفاضات المروعة لقيمة الليرة، وانهيار شبكة نقل الطاقة وتضرر معظم البنية التحتية في عشر محافظات سورية، وتدهور السوق العقاري ودمار ثلث بيوت السوريين، مما تسبب بأزمات متداخلة في قطاعات الإنتاج الصناعي والزراعي والخدمي.

ومع بداية استخدام قوات الأسد للطائرات والصواريخ ضد السوريين، بدأ الناس ومعهم رؤوس الأموال بالهروب من البلد، جماعات وأفرادًا وبكل اتجاه.

كانت مصر في السنة الأولى والثانية نقطة الجذب الرأسمالي الأولى حينذاك، واستمر فرار رؤوس الأموال إليها، حتى إن مجموعة من الصناعيين السوريين أعلنوا عن استثمارات في قطاع النسيج بملايين الدولارات.

وتحولت موجات فرار السوريين ورؤوس أموالهم مع انقلاب الرأي العام المصري بحلول يوم رابعة ضد السوريين، وتنامي النزعات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في لبنان، وانغلاق القدرة الاستيعابية للأردن في وجه موجات الفارين بحياتهم باتجاه البلد الذي بالكاد يكتفي بمياه الشرب، وامتلاء المدن التركية بدفعات من المهجرين السوريين، واندفاع موجات متعاظمة من السوريين لعبور البحر المتوسط فارين بأرواحهم من جحيم جيش الأسد وقوى التوحش الارتدادي التي صنعها.

دمار وفرار رؤوس الأموال مستمر في سوريا التي مزقها الاستبداد، وآخره إعلان مجموعة «لافارج» لصناعة الإسمنت (الفرنسية) يوم الأربعاء أنها جمدت رأس مالها في معملها الواقع على بعد 150 كم شمال شرق حلب، بعد توقف الإنتاج في المعمل وتضرره بشكل مباشر منذ أيلول 2014، عندما استولى عليه مقاتلو تنظيم «الدولة الاسلامية» خلال معاركه في محيط «عين العرب».

وتقدر قيمة الاستثمارات في معمل إسمنت «لافارج» في سوريا  بنحو 600 مليون يورو (690 مليون دولار)، وتقدر الطاقة الإنتاجية السنوية للمعمل بـ 2.6 مليون طن من الإسمنت.

وقدرت الشركة الفرنسية الأم أن 385 مليون يورو (439 مليون دولار) خرجت من الاستثمار نتيجة انخفاض قيمة أصولها في معاملها على الأراضي السورية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة