حضرت القضية السورية على نطاق واسع في مؤتمر ميونخ للأمن الذي يقام سنويًا في المدينة الألمانية منذ 56 عامًا.
ويشكل مؤتمر ميونخ للأمن الذي اختتم أمس، الأحد 17 من شباط، مكانًا لبحث القضايا الدولية عن كثب، من خلال جمع القادة والسياسيين والمسؤولين ورجال الاعمال وصناع القرار لعقد لقاءات وجهًا لوجه.
خلال العام الحالي، تصدرت الصراعات في الشرق الاوسط، وعلى رأسها أزمات سوريا واليمن وليبيا النقاشات العالمية في مؤتمر ميونخ، إلى جانب قضايا التسليح والتعاون الامني والدفاعي والتجارة الدولية.
وتمت مناقشة القضية السورية في سياق الصراعات في الشرق الأوسط عمومًا، وفي إطار الحل السياسي المتوقع والموقف من الأسد والتدخل الدولي والإقليمي، وارتباطها بالدور الإيراني في المنطقة.
وتم تسليط الضوء شكل واسع على الانسحاب الأمريكي من سوريا الذي أعلن عنه الرئيس، دونالد ترامب، نهاية العام الفائت.
وانتظرت وسائل الإعلام تصريحات المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، الذي قال إن الولايات المتحدة لن تقوم بانسحاب مباغت وسريع من سوريا، وإنها ستتشاور عن كثب مع الحلفاء بشأن المسألة.
على المستوى العربي تباينت التصريحات إزاء سوريا بتباين مواقف الدول، والقضايا التي تثير قلقها أو تتعلق بها.
الجامعة العربية.. دعوة إلى “الاعتدال”
قال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، إن النظام السوري يحتاج إلى تبني منهج أكثر اعتدالًا، وألا يكتفي بتحقيق النجاحات العسكرية على الأرض، بحسب ما نقلته صحيفة “المصري اليوم”، أمس الاثنين.
ودعا أبو الغيط إلى انخراط النظام في عملية سياسية جادة وحوار حقيقي مع المعارضة السورية بما في ذلك الأكراد.
وأشار أبو الغيط إلى أن الجامعة “ترفض كل وجود أجنبي على الأراضي السورية من حيث المبدأ”.
ويرى أبو الغيط “أن الحل الأفضل للوضع في شمال سوريا بعد الانسحاب الأمريكي، قد يتمثل في العودة إلى اتفاق أضنة الذي تم التوصل إليه بين تركيا وسوريا في عام 1998”.
وحول موقف الجامعة من عودة سوريا، أكد أبو الغيط أن القرار يعود للدول العربية، لكنه “لا يلمس أي تغيير في المواقف تجاه الأمر”.
قطر.. لا رغبة بمكافأة النظام
قال وزير الخارجية القطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن “النظام السوري هزم معظم المعارضة ونرى أنظمة عادت للتطبيع مع نظام دمشق وتدعوه إلى العوده للجامعة العربية”، وذلك بحسب ما نقله موقع صحيفة “القدس العربي” اليوم، الاثنين 18 من شباط.
وحول ما يتعلق بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، أضاف آل ثاني “ماذا فعل النظام السوري للحصول على مكافأة في شكل تطبيع للعلاقات والعودة إلى جامعة الدول العربية؟ هل الأسباب التي أدت إلى تجميد عضوية سوريا صحيحة أم لا؟
وعلّق بالقول، “هذا قلناه لمن حاولوا إقناعنا بعودة النظام السوري للجامعة العربية”.
لبنان.. مهاجمة تركيا عبر سوريا
أبلغ وزير الدفاع اللبناني، إلياس بو صعب، نظيره التركي خلوصي آكار، تحفظ لبنان على إعلان أنقرة عن “منطقة آمنة” شمالي سوريا، بحسب ما نقله موقع قناة “الميادين” اللبناني، أمس.
واعتبر بو صعب أن أي وجود تركي في سوريا دون موافقة دمشق يعد احتلالًا.
وطالب بو صعب بمساعدة تركيا للكشف عن مصير مطران حلب للسريان الأرثوذكس، ومطران حلب للروم الأرثوذكس، المختطفين على الحدود التركية السورية.
مصر.. تساؤلات عن الإرهاب
طرح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر ميونخ للأمن العديد من الأسئلة حول مصادر الإرهاب في سوريا والمنطقة العربية.
وتساءل السيسي عن “الجهة التي تقف وراء تدفّق المقاتلين الأجانب إلى منطقتنا العربية -وخاصة سوريا- وتمويلهم وإمدادهم بالأسلحة والذخيرة والتدريبات اللازمة”، بحسب ما نقله موقع “مصراوي” اليوم.
وقال السيسي، “من الذي حرّك المقاتلين الأجانب من دولهم وأحضرهم إلى منطقة الشرق الأوسط؟ ومن أمدّهم بالسلاح والتدريب والأموال؟ ومن أرسلهم إلى سوريا ومنحهم السلاح والذخيرة؟ ومن ينفق عليهم ويدربهم ويمنحهم الدعم السياسي؟”.
وأضاف أن بلاده “لها موقف ثابت حول أهمية الدفع باستعادة الاستقرار في أسرع وقت ممكن بالدول التي سقطت في الأزمات”.
–