مشايخ عقل السويداء يخشون فقدان شرعيتهم

  • 2019/02/17
  • 1:02 م
زيارة مشايخ العقل في مدينة السويداء لجرحى قوات الأسد في مشافي المدينة (دار طائفة الدروز الموحدين)

زيارة مشايخ العقل في مدينة السويداء لجرحى قوات الأسد في مشافي المدينة (دار طائفة الدروز الموحدين)

السويداء – نور نادر

أثارت دعوة لاجتماع عام في دار طائفة الموحدين الدروز بالسويداء للمشايخ “السياس” في الجبل سخرية مواطنين ومعارضين لدور المشايخ في المجتمع، وردود فعل غاضبة لعدد ممن استثنتهم الدعوة التي اقتصرت على بعض الأسماء ولم تشمل جميع الشخصيات الناشطة في المحافظة.

جاء الاجتماع لإعادة تنظيم العمل والخطاب الديني، بحسب ما ذكرت الصفحة الرسمية لدار الطائفة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وركز على التوجيهات الدينية التي تلتزم بها “مشيخة الطائفة”.

يعرف “السايس” بالشيخ المسؤول عن متابعة التزام نظرائه بالدِّين، ويشرف على عمل المجلس الديني في كل منطقة بالسويداء، والذي تخرج منه شخصيات متدينة وعلى علاقة بالأمور الدينية.

أخطاء وهفوات

ناقش الاجتماع مجموعة من المواضيع الدينية المجتمعية كتعيين سايس في كل قرية على أن تكون مرجعيته الوحيدة “مشيخة العقل”، إضافة إلى ظاهرة انتشار السلاح واستخدامه في غير مكانه.

كما ناقش اللغط بالتوجيهات الدينية كعقود الزواج ومنح بطاقات التعريف الدينية، لكن دون الوصول لحسم واضح يؤكد على التزام العامة، بحسب ما ذكر أحد شيوخ الطائفة من قرية برد جنوب السويداء.

ويقول الشيخ، الذي تحفظ على ذكر اسمه في التقرير، إنهم لم يتلقوا دعوة مسبقة لحضور الاجتماع، ولم تصلهم مقرراته كي يلتزموا بها، موضحًا أن بعد المسافة عن قرية برد كانت سببًا لاستثناء المشايخ فيها، إلى جانب مثيلاتها من “القرى النائية”.

ويضيف الشيخ أن استثناء القرية يقلص من دورهم “في المشاركة أولًا والسمع والطاعة ثانيًا (…) عدم حرص دار الطائفة على لم شمل جميع القرى والمناطق تحت راية واحدة يسبب تراجع قدرتها على ضبط الناس والمجتمع الدرزي”.

عمر، مهندس مدني (28 عامًا)، وهو من عائلة متدينة، يقول لعنب بلدي إن أبناء جيله لم يفقدوا احترامهم للمشيخة بلا سبب.

ويضيف أن عائلته لا تزال تحلف برأس الهجري، كون “عاطفته وحكمته لم يكن لها مثيل، فقد كان يساعد المحتاجين ويسهم في حل القضايا الكبرى بالتروي والحكمة مما أسهم بانتشار هيبته واحترامه بين المتدينين والعوام”، بينما نجد اليوم “الشيوخ أصحاب المظاهر الفارهة، والسيارات الفخمة، والخدم والحشم، إضافة لتبعية أمنية أفقدتهم ثقة الناس”.

“مخالفات تستدعي الاستبعاد”

عقب التعليقات الساخرة التي انتشرت عن الاجتماع، أصدر المكتب الإعلامي لمشيخة العقل بيانًا توضيحيًا أكد فيه أن مخالفات بعض رجال الدين نتيجة الإهمال أو عدم الدراية الكافية استوجبت الدعوة إلى الاجتماع المذكور للتشديد على الضوابط الدينية وتوضيح الكثير من المغالطات والملابسات.

وعن ماهية المخالفات، يتحدث الشاب علي عن تجربته مع الاستبعاد الديني، والذي جاء بسبب مباركته لعروسين من أقربائه رفضا عقد القران الديني واكتفيا بكتاب المحكمة، الأمر الذي اعتبره حرية شخصية “ولا يجوز تنصيب أنفسنا حكامًا على العباد مهما بلغت مراتبنا الدينية”.

ويقول إنه “يتوجب على المشيخة ملاحقة المخالفات التي يعمل عليها بعض تجار الذهب والملابس الدينية للمتدينين، والذين يخرقون كل المعايير الأخلاقية العامة والدينية”.

وكان البيان قد ذكر عدة مرات “اعتبار مشيخة العقل ودار الطائفة المرجعية الدينية الرسمية والوحيدة المعتمدة ضمن القانون السوري”، كما نفى أي تمييز أو تحيز في دعوة “سياس” القرى إلى الاجتماعات الدينية.

وأكدت المشيخة في ختام البيان على رفض أي “محاولة لشق الصف بين الإخوان حيث تعمل جاهدة على تحقيق المصلحة العامة ونبذ التفرقة”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا