“VAR” في دوري الأبطال.. ضيف ثقيل على أندية خفيف على غيرها
انتهت منافسات الأسبوع الأول من ذهاب دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا، والتي شهدت أربع منافسات قوية، على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء 14 و15 الماضيين.
المواجهات بدأت بتفوق نادي روما على نظيره بورتو البرتغالي بهدفين لهدف، بينما حقق باريس سان جيرما فوزًا مستحقًا خارج قواعده على مانشستر يونايتد بهدفين نظيفين أيضًا.
وتمكن ريال مدريد الإسباني من الفوز على نظيره أياكس أمستردام بهدفين لهدف، فوز كان صعبًا للغاية أمام منافس عنيد، بالوقت الذي اكستح الفريق الإنكليزي توتنهام هوتسبير نظيره بروسيا دورتموند الألماني بثلاثية نظيفة.
ولأول مرة في تاريخه شهد ذهاب دور الـ 16 بدوري أبطال أوروبا استخدام تقنية الفيديو المساعد للحكم (VAR)، بعد قرار اعتبر تاريخيًا في تاريخ البطولة الأوروبية الأغلى على صعيد الأندية.
اختلفت الانطباعات حول استخدام التقنية، لكن مطالب الأندية التي لاقت استجابة سريعة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، وعلى اختلاف تلك الانطباعات، باتت تقنية الفيديو المساعد للحكم جزءًا من كرة القدم الأوروبية والعالمية بعد استخدامها في كأس العالم وكأس أمم آسيا والدوريات الأوروبية الكبرى.
حالات تاريخية
شهد الدور 16 عدة حالات استخدمت فيها التقنية، وفي الحالة الأولى كان القرار التاريخي الأول والأكثر تعقيدًا في دوري أبطال أوروبا على ملعب يوهان كرويف أرينا عندما سجل مدافع نادي أياكس الهولندي تاجليافكو هدفًا في شباك ريال مدريد في الدقيقة 40 واحتسبه الحكم، قبل أن يعود إلى تقنية “VAR” للتأكد من صحته، ليقوم بإلغاء الهدف بداعي وجود تسلل على اللاعب الصربي تاديتش الذي اشترك في الكرة مع حارس ريال مدريد، البلجيكي تيبو كورتوا.
وترك الهدف حالة من الاعتراض لدى لاعبي أياكس أمستردام، وحيرة لدى محللي كرة القدم بعد شكوك حول قرار الحكم بوجود خطأ لصالح كورتوا أم تسلل على تاديتش، ولكن وجهة النظر الأكبر كانت حول وجود الحالتين معًا.
وفي ذات المباراة سجل ماركو أسينسيو الجناح الطائر لريال مدريد هدفًا بالدقيقة 87 الذي أعلن فيه عن فوز ريال مدريد، من هجمة مرتدة عرقل لوكاس فاسكيز لاعب أياكس فرانكي دي يونج نجم خط نادي أياكس.
وسقط دي يونج على أرض الملعب ولم يستطع الأخير المشاركة في الدفاع بالهجمة التي سجل منها، وسط اعتراضات من فريق أياكس، عاد الحكم بسببها للتقنية ليقر بصحة الهدف.
وكانت الحالة الثانية في الهدف الذي سجله بورتو في شباك روما بالدقيقة 79، وشهد اعتراضًا كبيرًا من لاعبي نادي روما بسبب تشكيكهم بوجود حالة تسلل.
بعد الاعتراض عاد الحكم الهولندي داني ماكيلي إلى التقنية لمراجعة صحة الهدف، معلنًا صحة هدف بورتو ما يجدد آماله في مواجهة الإياب التي ستقام على أرضه في البرتغال.
كيف كان رد فعل اللاعبين؟
تقنية الفيديو أدت لردود فعل حول استخدامها، فاعتبر دي يونج نجم أياكس أمستردام أن تقنية الفيديو “تستفيد الأندية الكبيرة منها فقط”.
وقال دي يونج في المؤتمر الصحفي عقب المواجهة “قدمنا أداءً جيدًا.. من العار أن هدفنا لم يتم احتسابه بينما هدف ريال مدريد يحتسب لصالح ناد كبير”.
من جهته قال مدرب نادي ريال مدريد، الأرجنتيني سانتياغو سولاري، “المدربون لا يملكون شاشة لمشاهدة الأحداث مرة ثانية، نحن نثق فيما يقوله الحكام”.
مدافع ريال مدريد، سيرجو راموس، يرى أن كرة القدم ستكون عادلة مع الأيام المقبلة بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن التقنية تكون أحيانًا في صالح الفريق و”أحيانًا ضدنا ولكنها اليوم ألغت هدفًا مهمًا”.
وقال المدير الفني لنادي أياكس أمستراد، إيريك تان هاج، إن “الهدف الذي تم إلغاؤه لم يكن قرارًا صحيحًا، كورتوا لم يعترض على القرار لأنه يعلم أن القرار صحيح، الحكم قدم لنا مبررين ولكنني لست مقتنعًا بأي منهما”.
واعتبر هاج أن هذه النقطة كانت محورية وكانت سببًا بقلب المباراة، ولم تكن المباراة ما بعد الهدف كما كانت قبله.
المصادقة على قرار الـ “VAR”
القرار الأول لاستخدام تقنية الفيديو المساعد في البطولة الأوروبية كان سينفذ بداية من الجولة الـ 32 من دوري الأبطال في الموسم المقبل، ولكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تعجل الأمر وصادق خلال اجتماع لجنته التنفيذية، في العاصمة الإيرلندية دبلن، مطلع كانون الأول الماضي، على استخدام الـ “VAR” بداية من الأدوار الإقصائية في الموسم الحالي من دوري الأبطال.
وقال “يويفا” إن القرار جاء بعد العديد من التجارب التكنولوجية “الناجحة”وتدريب للحكام على مدى السنوات القليلة الماضية.
وقررت اللجنة استخدام التقنية في نهائي الدوري الأوروبي ونهائيات بطولة الأمم الأوروبية وفي بطولتها للشباب تحت سن 21 عامًا، العام المقبل.
وقال رئيس “يويفا”، ألكسندر شيفيرين، “نحن على استعداد تام لاستخدام تقنية الإعادة التلفزيونية مبكرًا، عما كنا قد خططنا من قبل”.
وأضاف شيفيرين، “لدينا اقتناع تام أن ذلك سيكون مفيدًا للبطولات الخاصة بالاتحاد الأوروبي، إذ سنساعد حكام المباريات بكل الموارد التي نملكها، وسنحاول التقليل من القرارات غير الصحيحة”.
مواجهات دوري الأبطال المقبلة
يشهد الأسبوع الثاني مواجهات من العيار الثقيل تبدأ مع مواجهة برشلونة وليون، الثلاثاء 19 من شباط، على أرضية ملعب نادي ليون في فرنسا، بينما سيشهد ملعب الأنفيلد مواجهة قوية بين صاحب الأرض ليفربول ونظيره بايرن ميونخ الذي لا يعيش أفضل أحواله في الدوري المحلي هذا الموسم.
وفي مواجهات اليوم التالي سيخوض أتلتيكو مدريد لقاءً صعبًا أمام متصدر الدوري الإيطالي جوفنتوس والذي يعيش أفضل أيامه حيث لم يتلق أي خسارة بالدوري، وفي المواجهة الثانية سيلتقي نادي شالكه الألمانية على أرضية ميدانه مع مانشستر سيتي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :