أسباب تجبر شباب ريف حماة على العزوف عن الزواج

camera iconتعبيرية (ويكيبيديا)

tag icon ع ع ع

ريف حماة – إياد عبد الجواد

شهدت حالات الزواج في ريف حماة تراجعًا نسبيًا نظرًا لعوامل عدة أفرزتها ظروف الحرب السورية وتداعياتها.

فقد أدى القصف وفقدان الأمان، والنزوح المستمر جراء سيطرة النظام على أجزاء واسعة من ريف حماة، إلى فقدان آلاف العائلات منازلها ومصادر رزقها، وهو ما جعل معظم هذه العائلات تعيش تحت خط الفقر، كلها عوامل أدت مجتمعة إلى عزوف الشباب عن الزواج.

عبد المحسن الغابي، شاب ثلاثيني من سهل الغاب، نزح وعائلته إلى ريف ادلب الجنوبي، تحدث لعنب بلدي عن تأخره في الزواج، عازيًا ذلك إلى عدم قدرته على دفع المهر، وإقامته مع أسرته في منزل مُستأجر بعد اضطرارهم إلى النزوح من قريتهم التي تقع تحت سيطرة النظام منذ أعوام، إضافة إلى غلاء المعيشة والأسعار.

ويتساءل عبد المحسن أنه إذا كان بالكاد يستطيع شراء حاجياته وهو عازب فكيف لو أصبح لديه زوجة وأولاد؟

هديل الحموي، شابة من ريف حماة، أقرت من جانبها بارتفاع نسبة العنوسة لدى الفتيات اللواتي في سن الزواج المتعارف عليه، وأرجعت ذلك لإقبال الشباب على الزواج بالفتيات القاصرات، الأمر الذي أثر سلبًا على بقية الفتيات اللواتي أكملن دراستهنّ، أو عملن لإعالة أسرهنّ.

وترى هديل أن مقتل عدد كبير من الشباب نتيجة المعارك الدائرة جراء الحرب، وهجرة الآلاف منهم إلى خارج البلاد بحثًا عن العمل، إلى جانب تفشي البطالة وقلة فرص العمل لمن بقي منهم داخل البلاد، كلها عوامل انعكست سلبًا على فرص الفتيات بالزواج في ريف حماة.

الانشغال بالأعمال العسكرية

رئيس المجلس المحلي في قرية “قبر فضة”، عبد المعين المصري، تحدث لعنب بلدي عن رأيه بما يقف خلف تراجع نسبة إقبال الشباب على الزواج.

ويعزو المصري هذا التراجع إلى انشغال الشباب بالأعمال العسكرية على حساب الحياة الأسرية والبحث عن الاستقرار، إلى جانب تدمير المنازل ونزوح الأهالي من المدن والقرى إلى مخيمات الشمال جراء القصف المستمر، فضلًا عن بحث الشباب عن سبل العيش في ظل قلتها، وهجرة البعض الآخر إلى خارج القطر.

وأضاف المصري أن أغلب الشباب غير قادرين على الزواج في الوقت الحالي بسبب ارتفاع تكاليف الزواج وعلى رأسها المهور، بالإضافة إلى عدم القدرة على بناء المنازل نتيجة استمرار القصف.

الدين حث على تيسير أمور الزواج

القاضي الشرعي عدنان عيدو، تحدث لعنب بلدي عن أسباب مشكلة انخفاض نسبة الزواج في الريف المحرر عند الشباب والفتيات، مقترحًا بعض الحلول لها من وجهة نظره.

وأشار عيدو إلى أن الإسلام جعل الزواج إكمالًا لنصف الدين، وأن أسبابًا كثيرة أدت إلى عزوف الشباب عنه نجمت عن الحرب القائمة والقصف المستمر وظروف النزوح والتهجير، بالإضافة إلى الفقر وقلة الحيلة، وعدم توفر المسكن اللائق، فضلًا عن المغالاة في المهور.

وأكد عيدو أن المهر ينبغي أن يكون يسيرًا، فالإسلام حث على تيسير أمور الزواج للحفاظ على المجتمع، وأن المغالاة بالمهور تحدث رد فعل سلبيًا بين الشباب والفتيات، يؤدي للعزوف عن الزواج مع كل ما قد ينجم عن ذلك من ظواهر سلبية.

ويرى القاضي الشرعي أن علاج ظاهرة العزوف عن الزواج يكون بحثّ الأغنياء على إخراج زكاة أموالهم وإعطائها للمحتاجين وتزويج الشباب فيها، معتبرًا أن ذلك أفضل من أن يحج الشخص نافلة أو يعتمر نافلة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة