نوبات الغضب عند الطفل الصغير

  • 2015/02/22
  • 1:32 م

لينا، طفلة تبلغ من العمر سنتين، ترمي الأشياء وتكسرها عند منعها من التصرّف على طريقتها، وتبدأ بالصراخ بدون توقف حتى تحصل على ما تريد، وقد تقوم بهذه التصرفات مرات عديدة في النهار الواحد.

تسأل الأم كيف يمكنها أن تتعامل مع طفلتها خلال هذه المرحلة مع الاحتفاظ بسلامة عقلها؟

أيضًا، أحمد، يبلغ من العمر سنة ونصف، يقوم بالصراخ والتهجم وعضّ الآخرين عند منعه من التصرف على طريقته. أخوه، محمد، يبلغ من العمر سنتين ونصف، عند دخوله إلى أي محل يقوم بانتقاء الكثير من الألعاب والشوكولا ويطلب من والده شراءهم له، وعند رفض الوالدين يبدأ محمد بحبس أنفاسه حتى يستجيب له والده، وفي كل مرة يحصل على كل ما يريد.

مودّة، تبلغ من العمر سنتين وثلاثة أشهر، عند مغادرتها بيت صديقتها، تقوم بحمل لعبة من ألعاب صديقتها لأخذها معها، وفي كل مرة يمنعها والداها من هذا التصرف، تبدأ بالصراخ بشكل هستيري مستجمعة كل قوتها في صوتها على أمل أن يستجاب لطلبها.

كل هذا التصرفات ما هي إلا إشارة إلى ما يسمى بـ “نوبات الغضب”، التي يلجأ إليها الأطفال لتحقيق مطالبهم، وقد وجدت دراسة أمريكية أن 87% من الأطفال الذين تترواح أعمارهم بين 18 إلى 24 شهرًا غالبًا ما يكون لديهم هذه النوبات.

إن المرة الأولى التي يقوم بها الطفل بنوبة غضب كبيرة، غالبًا ما تكون مفاجأة للوالدين، حتى أنهم قد يقومون بالضحك، حتى نوبة الغضب الثانية أو الثالثة قد تكون مسلية للمشاهدة. ومع مرور الوقت واستمرار هذه النوبات واشتدادها، فإنه يصبح من الصعب التعامل معها. يمكن لنوبات الغضب أن تبدأ في وقت مبكر من 12 أو 15 شهرًا، ولكن عادةً تبدأ بعمر حوالي 18 إلى 21 شهرًا.

إن الشيء الأكثر أهمية في هذه الحالة هو فهم أن هذا السلوك طبيعي، وبالتالي لا ينبغي معاقبته، وكل ما على الوالدين القيام به في هذا العمر الصغير هو توجيه الطفل خلال هذه النوبات وتقليل المثيرات التي قد تزيد غضبه.

على سبيل المثال، أنت وطفلتك في السوبر ماركت تقومان بالتسوق، قامت بأخذ علبة من البسكويت من على الرف وهي تشعر بالسعادة والفخر لقيامها بهذا السلوك، وتبدأ باللعب فيها. في هذه الحالة، أول ما قد يخطر على بالك هو أخذ هذه العلبة ووضعها في مكانها. وهنا يمكن أن تتخيل أنك بمجرد نزعها من يديها سوف تبدأ مرحلة نوبة الغضب خلال جولتك للتسوق. لذلك فكر للحظة قبل هذا التصرف، ماذا سوف يحصل إذا سمحت لها بحمل العلبة خلال تسوقكما، ومن ثم تضعها جانبًا عند الوصول إلى طاولة الدفع (الكاشيير). المسايرة أحيانًا قد تكون خيارًا أفضل في حالات بسيطة مثل هذه الحالة، وبالتالي على الوالدين أن يفكرا بالتصرف الأفضل في هذه الحالات ويقررا فيما إذا كان تصرف الطفل يستوجب إيقافه عند حده ومنعه أو مسايرته في بعض الحالات. ففي هذا المثال، بسماحك لها بحمل هذا العلبة، لا يعني أنك تعطيها ما تريد أو تسمح لها القيام بالأمور على طريقتها على الدوام، وإنما تعمل على تفادي تحول هذه المشكلة الصغيرة إلى مشكلة كبيرة، فذلك الموقف لا يستدعي نوبة غضب عارمة.

فكر دائمًا هل السلوك أو التصرف الذي يقوم به طفلي حقًا مهم بما فيه الكفاية لكي أقوم بالتدخل وأنا متأكد من أنه هناك احتمال لحدوث نوبة الغضب، أم أن هذه القضية صغيرة لا تستحق المشاجرة من جديد. اسمح ببعض الاستقلالية لطفلك، وتجنب الكثير من نوبات العصبية، خاصة في الحالات التي لا تستوجب التشدّد.

بالنسبة للطفل بعمر 18 شهرًا، خلال الأشهر القليلة الأولى من مرحلة ظهور نوبات الغضب، أنت أمام خيارين وهو العمل على مواساة الطفل ومحاولة مساعدته وطمأنته، والعمل على تشتيت انتباهه من خلال أنشطة مختلفة، أو تركه يقوم بالصراخ وركل الأرض حتى ينتهي من هذا التصرف بدون أن تعيره انتباهًا بشكل مباشر ولكن قم بمراقبته حتى لا يؤذي نفسه. أو يمكنك أن تقوم بالتناوب بين هذين الخيارين: مواساة أحيانًا، والتجاهل أحيانًا أخرى.

إن نوبات الغضب غالبًا ما تخف وتقل عند بلوغ الطفل عمر الأربع سنوات وقد تختفي بعد الخمس سنوات، لأن الطفل يصبح أكثر قدرةً على التعبير عن رغباته واحتياجاته باستخدام الكلمات. ولكن يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ إذا تعلم الطفل أن هذه الطريقة -طريقة الصراخ والغضب- هي الأداة الناجعة للحصول على ما يريد.

مقالات متعلقة

أسرة وتربية

المزيد من أسرة وتربية