عبرت السلطة الفلسطينية عن استنكارها لمؤتمر “وارسو” بشأن الأمن في الشرق الأوسط الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرة أن الهدف منه هو تطبيع الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وفي مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم، الخميس 14 من شباط، اتهم مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نبيل شعث، إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالوقوف كليًا في صف الحكومة الإسرائيلية، وبأنها تسعى إلى تطبيع الاحتلال الإسرائيلي والإنكار الممنهج للحق الفلسطيني في تقرير المصير، معتبرًا أن مؤتمر وارسو يدخل في هذا السياق.
وأضاف شعث أن “عملية السلام لا يمكن تحويلها إلى محاولة للحصول على عفو عن جرائم الحرب، أو محاولة لإجبار أحد الأطراف للتخلي عن حقوقه الأساسية التي يضمنها ميثاق الأمم المتحدة”.
ورفضت السلطة الفلسطينية في وقت سابق المشاركة في المؤتمر، ووصفته حركة “فتح” بأنه “محاولة أمريكية- إسرائيلية للترويج لأفكار لا يقبلها أو يتعاطى معها إلا كل خائن للقدس والأقصى كنيسة القيامة”، معتبرة أن هدفه هو “تصفية القضية الفلسطينية”.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية الأمريكية أن أكثر من 40 دولة ستشارك في المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة البولندية في الفترة ما بين 12 و14 من شباط الحالي.
وفي مستهل أعمال اليوم الثاني للمؤتمر طالب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بالتقريب بين دول الشرق الأوسط والابتعاد عما أسماه بـ “التفكير التقليدي الذي يعزل إسرائيل”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تهدف من خلال المؤتمر إلى جمع الدول التي لها مصالح مشتركة في المنطقة، لافتًا إلى أن المؤتمر يؤسس للعمل المشترك لمواجهة التحديات والأزمات في الشرق الأوسط، بحسب تعبيره.
ومن المقرر خلال المؤتمر طرح “صفقة القرن” كمقترح للسلام بين الاحتلال الإسرائيلي والعرب، سيتحدث عنها صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر.
وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قرر مقاطعة إدارة ترامب بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2017، وهو الأمر الذي جعل الفلسطينيين يفقدون الثقة بدور الولايات المتحدة كوسيط.
وردت إدارة ترامب على ذلك بتوجيه عدة ضربات قاسية للسلطة الفلسطينية، كان أبرزها تعليق مئات ملايين الدولارات من المساعدات إلى الفلسطينيين.
–