جريدة عنب بلدي – العدد 27 – الأحد – 5-8-2012
في مبادرة حضارية جديدة ومتجددة تعبّر عن وعي أبناء المدينة وانتمائهم إليها وحرصهم عليها، دعا عدد من نشطاء الثورة في داريا إلى حملة أطلقوا عليها «إذا البلدية ما اشتغلت، البركة بالشباب» وذلك بهدف تنظيف المدينة وتجميلها في ظل الإهمال المتعمد لنظافة الشوارع والأحياء السكنية كشكلٍ من أشكال العقاب الجماعي والضغط والتأثير من قبل مؤسسات الدولة المختصة على المدينة الثائرة. وقد شارك في المرحلة الأولى من الحملة والتي استمرت لثلاثة أيامٍ متتالية (30 – 31 تموز و 1 آب) عددٌ كبير من أهالي المدينة وأصحاب المحال التجارية إلى جانب شباب الثورة الداعين لهذه الحملة وبمشاركة عناصر من الجيش السوري الحر.
وقد قام المشاركون بالحملة خلال الأيام الثلاثة بتنظيف شارع الثورة (السوق التجاري) وجزءٍ من الحارة القبلية (حارة المسيحية) إضافة إلى الشارع الممتد من المقبرة الرئيسية إلى ساحة الحرية. كما قاموا بتنظيف ساحة الحرية التي احتضنت أبرز مظاهرات الثوار في المدينة وشهدت تجمعاتهم الكرنفالية.
الحملة لاقت ترحيبًا كبيرًا من قبل الأهالي وتفاعلًا ملحوظًا من أصحاب المحال التجارية الذين قاموا بمساعدة الشباب. كما تطوع بعضهم بتقديم بعض الأدوات اللازمة وتأمين الآليات اللازمة لجمع القمامة وشطف الشوارع (تركس، تريلا زراعية، صهريج مياه). وقد بدا الارتياح والسرور على وجوه الأهالي الذين اطمأنوا حول مستقبل المدينة في ظل وجود أمثال هؤلاء الشباب.
عنب بلدي كانت حاضرة في الحملة والتقت عددًا من الشباب الذين شاركوا في أعمال التنظيف. وعن رأيه في هذه الحملة وفي هذا التوقيت بالذات قال ج ش وهو أحد المشاركين في الحملة: هذه الحملة ليست لتنظيف الشوارع بل هي حملة لتنظيف الثورة مما اعتراها من تشويه وتشويش وحرفٍ عن مسارها الحضاري وأساليبها السلمية في بناء سوريا الجديدة. وعن تخصيص اليوم الثاني لتنظيف حارة المسيحية قال أ ش الذي كان من بين المشاركين في الحملة: إن هذه الخطوة جاءت لتؤكد اللحمة بيننا وبين إخوتنا المسيحيين شركائنا في الوطن والثورة وتأكيدًا من شباب المدينة أن محاولات النظام لتشويه صورة الثورة أو زرع الفتنة الطائفية بين أبناء المدينة مصيرها الفشل.
يذكر أن غياب دوريات أمن النظام وقواته عن المدينة خلال الأسابيع الأخيرة – باستثناء الحملة الأخيرة على المدينة – قد أفسح المجال أمام الأهالي والشباب للقيام بنشاطات مدنية وخدمية متنوعة تركت أثرًا طيبًا في النفوس رغم الضغط النفسي الكبير جراء الحصار العسكري الذي تخضع له المدينة والقصف المتواصل بقذائف الهاون على وسط المدينة ومحيطها والذي قد يستهدف أبناءها وأحياءها في أية لحظة.