سلمت الولايات المتحدة الأمريكية الجيش اللبناني صواريخ موجهة بالليزر، في خطوة تكسر العرض الإيراني المقدم للأخير بدعمه عسكريًا.
وقال بيان للسفارة الأمريكية في بيروت نشر عبر موقعها الرسمي اليوم، الأربعاء 13 من شباط، إن الصواريخ تزيد قيمتها على 16 مليون دولار، لتبرهن على ما وصفته “بالتزام قوي وراسخ” تجاه الجيش اللبناني.
وأضاف البيان أن الصواريخ التي تم نقلها بطائرة عسكرية أمريكية، مكون رئيسي في أسطول طائرات “A-29 سوبر توكانو” الهجومية الذي تم تسليمه في وقت سابق.
وتأتي الخطوة الأمريكية بعد أيام من إبداء وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استعداد بلاده لدعم الجيش اللبناني عسكريًا، خلال زيارته الرسمية إلى لبنان بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال ظريف في كلمة ألقاها بعد وصوله إلى مطار بيروت الدولي، الأحد 10 من شباط، إن لدى إيران استعدادًا دائمًا لدعم الجيش اللبناني عسكريًا، وإن ذلك ينتظر الموافقة من الجانب اللبناني.
وأوضح الوزير في رده على سؤال حول إمكانية مساعدة إيران عسكريًا للجيش اللبناني، “نحن لدينا دائمًا مثل هذا الاستعداد، وكنا قد أعلنا في غير مناسبة عن هذا التوجه في إيران ولكن بانتظار أن تكون هذه الرغبة متوفرة لدى الجانب اللبناني”.
وكان الأمين العام لـ “حزب الله”، حسن نصر الله، قال قبل أيام، “أنا صديق لإيران ومستعد أن أجلب دفاعًا جويًا (من إيران) إلى الجيش اللبناني لمواجهة إسرائيل”.
وأضاف في كلمة متلفزة، الأربعاء الماضي، “نحن جماعة ولاية الفقيه، هذه مفخرة لنا، والولي الفقيه لم يطلب مني شيئًا ولا من حزب الله، ونحن حزب لبناني، وإيران صنعت منا شريكًا لها في المنطقة”.
ويمثل العرض الإيراني خطرًا على لبنان بسبب العقوبات الدولية المفروضة على إيران، لا سيما أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الجيش اللبناني شريكًا في مكافحة الإرهاب، إلى جانب الدعم والتدريب الأمريكي المقدم له.
وعلى مدى يومي 21 و 22 من كانون الثاني الماضي، كان قائد المنطقة المركزية الوسطى، الجنرال جوزف فوتيل، التقى كلًا من الرئيس اللبناني، ميشال عون، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، وقائد الجيش اللبناني، العماد جوزاف عون، وقائد قوات اليونيفيل، اللواء ستيفانو ديل كول.
وبحسب ما قالت “السفارة الأمريكية في بيروت”، حينها، أعاد الجنرال فوتيل التأكيد على التزام الحكومة الأمريكية تعزيز الشراكة اللبنانية الأمريكية ودعمها للجيش اللبناني بصفته المدافع الشرعي والوحيد عن لبنان.
وكانت الحكومة الفرنسية دعمت الجيش اللبناني في آذار 2018، بمساعدات قيمتها 14 مليون يورو، شملت صواريخ مضادة للدبابات وتدريبات عسكرية، وسبقها توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين الطرفين في عام 2016.
ودعمت أمريكا الجيش اللبناني بمساعدات بأكثر من 2.3 مليار دولار منذ عام 2005، بهدف دعمه باعتباره “المدافع الشرعي الوحيد” عن البلد الذي تحظى فيه جماعة “حزب الله” المدعومة من إيران بنفوذ كبير.
وفي عام 2016 أوقفت المملكة العربية السعودية مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الجمهورية الفرنسية، وقدرها ثلاثة مليارات دولار أمريكي، إضافة إلى إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي وكانت مخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، وذلك لما وصفته بـ”مصادرة حزب الله” اللبناني لإرادة الدولة.
–