عروة قنواتي
كما هو متوقع وبنفس السيناريو القديم، البطولة الآسيوية أغلقت أبوابها، والألسنة انطلقت “بكومة بحص” ضمن كوادر منتخب النظام السوري والقائمين عليه بعد سقوط الشعارات ومن هم خلفها ومن أحياها ومن تبناها على الشاشات وفي الطرقات وعلى مواقف الباصات. الجماهير سمعت وشاهدت نتائج الهزيمة بعد أن اعتلت جملة “آسيا إلنا” الشاشة الرسمية لأسابيع وأيام.
وبعد أن توضأ الدباس باللبن وقبل أن يكون الضحية على “مفرمة العزل والمسؤولية” استجار بمن دعم وصوله، فركب الإعلام والجمهور والنقاد “دويخة” الوطن ومحبته، و”استعداد الكل لتحمل المسؤولية”، لتحل ساعة التنويم المغناطيسي وتطوي صفحة ليست دخيلة على كتاب الكرة السورية، بل هي في مقدمة الكتاب، وحتى ضمن أحرف العنوان الرئيسي “رياضة النكبات والهزائم”.
ولأن كل مناسبة ومسابقة وبطولة تحفل دائمًا بشهود جدد، لترديد نفس الاتهامات، إنما بأسلوب فكاهي أكثر ومشوق للجماهير المغدورة و”المخورفة” دائمًا أكثر وأكثر، برزت تصريحات مساعد المدرب الأول والثاني والثالث لمنتخب النظام السوري، السيد طارق جبان، كي يفضح بعض الأسرار التي لا وقت لكثير من المتابعين أن يحضروها ويسألوا عنها، إنما هي من ضمن فلكلور المنتخبات في الدولة السورية منذ دورة المتوسط حتى اليوم… فماذا قال الجبان؟
“إن ثلاثة أرباع المنتخب يشربون الأركيلة ونصفهم يدخنون.. التسويف والتأجيل أوصلنا إلى هذه النتائج.. أحد اللاعبين غادر معسكر المنتخب إلى ناديه ولم يتدخل مدير المنتخب.. فادي الدباس يريد حصر الصلاحيات بشخصه فقط.. أنا لم أترجم بشكل خاطئ للمدرب الألماني”، كما أشار إلى النزاع على شارة الكابتن في المنتخب والتي أخذت وقتًا طويلًا لحلها على مضض أكثر من مرة.
جمل وعبارات ساقها أيضًا رأس الاتحاد الرياضي العام، موفق جمعة، عندما اتهم عمر خريبين وأيادي كثيرة ترغب بفشل المنتخب، وقال أيضًا، “اللاعب فراس الخطيب ذهب لتحليل كأس العالم لمدة 45 يومًا، وجاء إلى سوريا ليقدم نصيحة إلى فادي الدباس بأن المنتخب ذاهب إلى الهاوية”، وعن المدرب الألماني شتانغه قال جمعة، “نحن خدعنا بالمدرب الأجنبي وأنا أعتذر من الجمهور السوري”، مشيرًا إلى أنه مع “محاسبة المقصر”.
وعلى درب عباراته تدرج صلاح رمضان وفراس الخطيب وأيمن الحكيم وثلة من الإعلاميين والمعنيين.. أليس هؤلاء هم بذاتهم الذين قالوا سابقًا وبنفس واحد وإصرار واحد وانتماء واحد: “نحن نمتلك منتخبًا قويا أيضًا ونجومًا كبارًا في القارة الآسيوية، يمكنهم تحقيق نتائج وأداء عالٍ للوصول لأبعد دور ممكن في هذه البطولة المهمة، التي تأتي للتعويض عما فاتنا في الوصول إلى المونديال العالمي في روسيا العام الماضي”، إذًا؟!
إذًا، هي نفسها كومة البحص التي فرشت أرض وسائل الإعلام وطالت البرامكة ومكاتب المعنيين.. الكذب والخداع ضمن المتاح. محاولة عدم كشف المستور حتى يبقى المشجع مسرورًا، وعند الفضيحة فرسان في الصراحة وتحمل المسؤولية، المسؤولية في بلد ونظام لا يحاسب المقصر والمخادع والمتطفل والفاسد، يطوي صفحات إخفاقهم ويرسلهم في استراحات مفتوحة حتى يعاد تأهيلهم كفرسان للمرحلة المقبلة حين تكتب عبارة “آسيا إلنا” أمام الجماهير التي ستعود لتثق بأنه منتخب الوطن الذي يعمل بحكمة قائد الوطن وجيش الوطن، ثم يجلب “الهزيمة للوطن”.
أيوا جاااااي.. يالله نارة.