قصف الأسد يخلي المنطقة العازلة في إدلب من السكان
عنب بلدي – خاص
خمسة أشهر مرت على توقيع اتفاق “سوتشي” بين تركيا وروسيا بشأن محافظة إدلب، لم تكن كفيلة بوقف هجمات النظام السوري والقصف الصاروخي والمدفعي المستمر من جانبه، والذي أوقع عشرات المدنيين بين ضحايا وجرحى طوال الأشهر الماضية، ودفع نسبة كبيرة من المدنيين الذين يقطنون في المنطقة العازلة (منزوعة السلاح) المتفق عليها إلى النزوح للمناطق الحدودية هربًا من التصعيد الذي زادت وتيرته منذ مطلع العام الحالي.
وبالتزامن مع القصف المدفعي والصاروخي، والذي تركز على ريفي إدلب الشرقي والجنوبي وريفي حماة الشمالي والغربي، لم تنقطع التصريحات السياسية للنظام بالتأكيد على عودة محافظة إدلب إلى “حضن الدولة السورية بعد طرد الإرهاب منها”، والعملية العسكرية التي لوحت روسيا بالقيام بها في المنطقة، بذريعة القضاء على المجموعات “المتشددة” والمقاتلين الأجانب.
على الجانب الآخر لا يوجد أي تحرك جدي من قبل فصائل المعارضة، والتي دخلت في الأيام الماضية بتخبط كبير بعد توسع نفوذ “هيئة تحرير الشام”، وتوجه الأنظار إلى الخطوات التي تسعى الأخيرة للقيام بها بخصوص مستقبل إدلب، وإبعاد ذريعة “الإرهاب” المرتبطة بها.
85% من الأهالي ينزحون
القصف المدفعي والصاروخي المتواصل من جانب قوات الأسد دفع غالبية سكان المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب للنزوح إلى المناطق الأقل قصفًا، والمتركزة في مدينة إدلب والمناطق الحدودية مع تركيا.
وفي بيان نشره فريق “منسقي الاستجابة في الشمال”، 9 من شباط الحالي، قال إن “قوات الأسد وميليشياتها بدعم من إيران وروسيا تستمر بخرق الاتفاق الأخير بخصوص المنطقة منزوعة السلاح في إدلب”.
وأضاف أن وتيرة الأعمال العدائية تزايدت على مناطق ريف إدلب الجنوبي الشرقي ومناطق ريف حماة الشمالي والغربي، ووثق استهداف أكثر من 25 منطقة في أرياف إدلب و26 في أرياف حماة و10 مناطق في أرياف حلب.
كما تسببت الأعمال العدائية من جانب قوات الأسد بدمار كبير في البنى التحتية والأحياء السكنية، وإعلان بعض القرى والبلدات أنها منكوبة كالتح وجرجناز والتمانعة وغيرها من المناطق الأخرى.
لم يقتصر الأمر على القصف، بل شهدت أجواء محافظة إدلب تحليقًا مكثفًا للطيران الحربي الروسي وطيران الاستطلاع، وخاصةً على طول خط الجبهات الفاصلة مع النظام السوري والمعارضة، وبحسب مراسلي عنب بلدي، فإن طيران الاستطلاع والطيران الحربي لم يغادر أجواء المنطقة في الأيام الماضية، وتركز رصده على الجبهات الفاصلة مع قوات الأسد.
وكانت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها استقدمت، في الأيام الماضية، تعزيزات عسكرية إلى ريفي حماة الشمالي والغربي، ونشرت شبكات موالية صورًا للتعزيزات التي تمركزت بشكل أساسي في منطقة سهل الغاب ومعسكرات النظام في الريف الشمالي لحماة.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، اعتبر قيادي في فصيل “جيش العزة” أن الحشود التي استقدمها النظام السوري إلى محيط إدلب توحي بعمل عسكري من جانبه.
وقال القيادي في “جيش العزة”، محمود المحمود، إن قوات الأسد استقدمت عددًا كبيرًا من الدبابات في الأيام الماضية إلى محيط المنطقة بالإضافة إلى عدد من الأرتال، ما يشير إلى نيته البدء بعمل عسكري في الأيام المقبلة.
وبحسب القيادي محمود المحمود، “الروس والنظام والإيرانيون لا عهد ولا ميثاق لهم ويجب التعلم من الخطأ، ويجب وضع احتمال الحرب قبل السلم في الشمال”.
روسيا تلوّح بعملية عسكرية
وحتى اليوم لم تتضح ملامح الوضع الذي ستكون عليه محافظة إدلب في الأيام المقبلة، خاصة مع استمرار التهديدات الروسية بشن عملية عسكرية، والتصريحات المقابلة من تركيا والتي تؤكد على سريان الاتفاق دون أي عوائق.
وفي الثامن من شباط الحالي تحدثت روسيا عن عملية عسكرية محتملة في إدلب ستكون منظمة، بحسب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، الذي قال في مؤتمر صحفي، “العملية العسكرية المحتملة في إدلب ستكون منظمة بشكل فعال إذا تمت”.
وأضاف فيرشينين أن جميع اتفاقات مناطق تخفيف التوتر التي تم الاتفاق عليها في 2017 هي تدابير مؤقتة، مشيرًا إلى أن إدلب هي آخر منطقة عاملة بالاتفاقية بين تلك المناطق.
واعتبر المسؤول الروسي أن “إدلب هي جزء لا يتجزأ من الدولة السورية والأراضي السورية، ولن تسمح روسيا بوجود محميات للإرهاب ويجب القضاء عليها”، بحسب تعبيره.
ويبقى مصير إدلب مرهونًا بمخرجات قمة سوتشي التي ستجمع الزعماء التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، والإيراني، حسن روحاني، منتصف الشهر الحالي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :