رفض الرئيس السابق لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (الكردي)، صالح مسلم أي وجود تركي في المنطقة الآمنة التي يدور الحديث عن إنشائها شمال سوريا.
وقال مسلم لصحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، الأربعاء 6 من شباط، إن كرد سوريا يرفضون “أي دور لتركيا وسنعتبره احتلالًا وسنقاومه”.
وأضاف “يتحدثون عن منطقة أمنية يريد الأتراك الإشراف عليها، نحن نرفض وجود أي إصبع تركي (…) أي تدخل تركي شمال سوريا سيخرب الأمور، ونطالب بمنطقة أمنية برعاية دولية ووجود مراقبين دوليين ضد التدخل التركي”.
وجاء حديث القيادي الكردي بالتزامن مع اجتماع اللجنة الأمريكية- التركية في واشنطن لبحث إقامة “منطقة أمنية” بين جرابلس على الفرات شمال حلب وفيش خابور على نهر دجلة قرب العراق، إلى جانب استكمال خارطة الطريق الخاصة بمدينة منبج.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمهل، أمس الثلاثاء، الولايات المتحدة أسابيع لإخراج المقاتلين الكرد من مدينة منبج في ريف حلب شمالي سوريا.
وخلال كلمة له أمام أعضاء حزبه “حزب العدالة والتنمية”، قال أردوغان إن بلاده تمهل واشنطن بضعة أسابيع فقط لإفراغ منبج ممن وصفهم بـ “الإرهابيين”، مؤكدًا أنه بعد انتهاء المهلة ستباشر تركيا بتنفيذ خططها الخاصة، في إشارة منه إلى عملية عسكرية في المنطقة.
وأوضح مسلم “نحن نحتاج إلى حماية لأننا نتعرض للاعتداء، ولا شك أن هناك قوة ذاتية لدينا قادرة على الدفاع عن الشعب، ولا بد من تحالف دولي ونقاط مراقبة لحماية المنطقة من التدخل التركي”.
ورفض مسلم أيضًا اتفاقية أضنة التي طرحتها روسيا مع تركيا مجددًا، واعتبر أنها كانت “مقدمة للأزمة السورية والحرب لثماني سنوات، وتجديد العمل بالاتفاق يعني حروبًا جديدة لسنوات إضافية”.
وقال “نحن نعتبر اتفاق أضنة استسلامًا سوريًا لتركيا، بحيث إن النظام أخفاه عن الشعب لأنه لا يتضمن أي بند لصالح سوريا، لذلك نعتبر تفعيل الاتفاق استسلامًا جديدًا من سوريا إلى تركيا”.
وتدور مباحثات أمريكية- تركية عالية المستوى بشأن المناطق الحدودية في سوريا مع تركيا ووضع مدينة منبج، التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”وحدات حماية الشعب” (الكردية) التي تصنفها تركيا “إرهابية”.
كما يجري الحديث مؤخرًا عن منطقة “أمنية” أو “آمنة” شمالي سوريا، بعمق 20 ميلًا، أي بين 30 و32 كيلومترًا وأن تكون خالية من السلاح الثقيل والقواعد العسكرية في أيدي “الوحدات”، إلا أن ملامح تلك المنطقة لم تتضح حتى اليوم.
–