تحدث نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، هنيبعل القذافي، تفاصيل اختطافه من سوريا إلى لبنان وأسباب احتجازه من قبل السلطات اللبنانية في أول تصريحات من داخل سجنه.
وقال هنيبعل في مقابلة حصرية مع وكالة “نوفوستي” الروسية، الاثنين 4 من شباط، إنه تم اختطافه من قبل مجموعة مسلحة في سوريا اقتادته إلى منطقة البقاع غربي لبنان في كانون الثاني عام 2015، على خلفية قضية اختفاء الإمام موسى الصدر التي وقعت عام 1978.
وأضاف، “أنا محتجز عند قوى الأمن اللبنانية، وبدوره استلمني قاضي التحقيق العدلي الذي كان يتولى التحقيق في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه”.
التصريحات الأولى لنجل القذافي المحتجز في لبنان والتي حصلت عليها الوكالة عبر موكلته، ريم يوسف الدبري، جاءت بعد ضغوط روسية على السلطات اللبنانية لإطلاق سراح هنيبعل بعد اختطافه بطريقة غير مشروعة من سوريا إلى لبنان.
وكان هنيبعل (44 عامًا) استدرج من سوريا عام 2015 إلى الأراضي اللبنانية ليختطف بعدها على يد جماعة مسلحة، ثم تم تحويله للقضاء اللبناني، ليشهد في قضية اختفاء الصدر في ليبيا، والتي يتهم والده معمر القذافي بالمسؤولية عنها.
وجاء في كلامه اليوم، “احتجزني الخاطفون لمدة أسبوع تم خلالها تعنيفي وتعذيبي جسديًا ومعنويًا بهدف إرغامي على البوح بمعلومات عن قضية اختفاء موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والد مدبر عملية الاختطاف وعباس بدر الدين، والتي وقعت في عام 1978”.
وتابع أن كلًا من علي يعقوب وحسن يعقوب دبرا عملية خطفه من سوريا، مستغلين الخط العسكري لدخولهم الي سوريا وعدم تفتيشهم من قبل السوريين، بحسب تعبيره.
كما طالب منظمة الامم المتحدة بإرسال فريق طبي الى لبنان لزيارته في السجن وتقديم تقرير طبي عن حالته، مشيرًا إلى أن أوضاعه الصحية متردية جدًا، بعد تعرضه للتعذيب الطويل والذي نتج عنه كسر في أنفه ورأسه وأزمات في الصدر والظهر وأمراض أخرى.
ضغوط روسية
وتقود روسيا بشكل حثيث تحركات سياسية لإخراج القذافي من لبنان ونقله إلى روسيا ومنحه الجنسية الروسية، بعد أن كان لاجئًا سياسيًا في سوريا التي دخلها قادمًا من عُمان، بعد نحو عامين على مقتل والده على يد معارضيه في ليبيا.
وكان وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قال لوكالة “سبوتنيك” الروسية، الثلاثاء 29 من كانون الثاني، إن بلاده تتواصل مع الأطراف اللبنانية من أجل إنهاء حبس هنيبعل، واصفًا الأمر بأنه “غير طبيعي، خصوصًا أنه خطف من سوريا، وهذا أمر قبيح، لذلك وجوده في السجن أمر غير منطقي ونرغب بوقف هذه المعاناة”.
وجاءت الدعوات الروسية بعد ضغوط سورية على لبنان لإطلاق هنيبعل القذافي، الموقوف لدى الأمن اللبناني منذ 10 من كانون الأول 2015، فحسبما نقلت جريدة “الشرق الأوسط”، في 17 من كانون الأول الماضي، أبلغ النظام السوري بعض الجهات الرسمية رسالة شديدة اللهجة مفادها بأنه لا مبرر لاحتجاز القذافي، بعدما اتضح أنه لا يعرف شيئًا عن قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ومرافقيه في ليبيا عام 1978، وهي القضية التي أوقف للتحقيق فيها.
وتُتهم حركة “أمل” المرتبطة بالطائفة الشيعية بالمسؤولية عن توقيف القذافي، بينما تشير صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إلى أن رئيس مجلس النوّاب، نبيه برّي، وهو زعيم الحركة، لا يقبل أي مراجعة في القضية، مشيرًا إلى رفض الأخير وساطة المدير العام للأمن اللبناني، اللواء عباس إبراهيم.
ورغم رفض برّي أي حديث عن أسباب سياسية أو طائفية في قضية هنيبعل القذافي، تؤكد التهم الموقف بموجبها وجود تداخلات سياسية في توقيفه.
ورفض المتهم مرارًا التهم الموجهة ضدّه، وبرر ذلك بأنه كان يبلغ عامين من العمر حين وقعت حادثة الاختطاف، لذلك لا يتذكر شيئًا عنها.
كما يشدّد محامي عائلة القذافي أن توقيف القذافي في لبنان جاء نتيجة “فكر طائفي”، ويشير، حسبما قال لوكالة “سبوتنيك” في تموز الماضي، إلى أن حالة التوقيف “تصور خيالي” يوقع بسمعة واستقلال القضاء في لبنان.
وبينما يقبع هنيبعل في السجون اللبنانية، تُمنع زوجته، وهي عارضة أزياء لبنانية الجنسية، من دخول بلادها، وكانت ترافقه وألادهما الثلاثة خلال وجوده في سوريا، بينما لا تتوفر معلومات عن مكان إقامتها الحالي.
–