أغلقت قوات الأسد يوم أمس الاثنين المعبر الوحيد الواصل بين معضمية الشام ومدينة دمشق، وذلك بعيد خروج إعلاميي الفضائية السورية منها، كذلك قصفت قواته أطراف المدينة بقذيفتي مدفعية مما أدى إلى إصابتين في صفوف الجيش الحر.
وجاء إغلاق المعبر من قبل عناصر الفرقة الرابعة، “كعقوبة” لأهالي المدينة الذين طالبوا مذيعة التلفزيون الرسمي بالمعتقلين، وأتت أجوبتهم على عكس ما كانت تبتغي.
عمار صوان، الناشط الإعلامي وعضو المجلس المحلي في المعضمية، أفاد عنب بلدي بتداعيات الأوضاع في المدينة، “الأسبوع الماضي خرجت لجنة المصالحة من المدينة للقاء المدعو غسان بلال ضابط الفرقة الرابعة والمسؤول عن ملف المدينة في نظام الأسد، وطرح الأخير دخول القناة الرسمية وإعداد تقارير في المعضمية، مقابل تسهيلات للأهالي معظمها خدمية”، وأضاف “وبالفعل دخل إعلام النظام يوم أمس بإشراف مباشر من المكتب الإعلامي للمدينة، فحاولت المذيعة أخذ آراء الأهالي بالوضع المعيشي فيها، الأمر الذي قوبل منهم باتهامات طالت بشار الأسد ونظامه بافتعال حصار المدينة واعتقال أبنائها”.
ويبلغ عدد سكان معضمية الشام حوالي 40 ألف نسمة، قضى منهم نحو 1500 شهيد خلال الأعوام الماضية، ولا يزال 750 معتقلًا في سجون النظام، واعتبر صوان أن “أجوبة الأهالي للمذيعة منطقية نظرًا لحجم المعاناة والألم في فقدان الشهداء وتغييب المعتقلين، وفي ظل الوضع المعيشي المزري، إلا أن ردود أفعال الأهالي لم ترق للمذيعة، التي خرجت من المدينة دون أن تسجل أي مكسب إعلامي للنظام يسوق انتصاراته، ويقدم المعضمية على أنها نموذج للهدن”.
وفور خروج الوفد الإعلامي، أغلقت قوات الأسد مدخل المدينة الواصل بمدينة دمشق عن طريق السومرية بشكل كامل يوم أمس، بينما سمحت اليوم بدخول وخروج الطلاب والموظفين فقط، ومنعت دخول السيارات والأغذية والمواد الاستهلاكية إليها، إضافة إلى تفتيش دقيق للمواطنين وشتائم وألفاظ استفزازية من قبل جنود الأسد، يتابع عمار “ترافق إغلاق المعبر يوم أمس مع سقوط قذيفتين عل أطراف المدينة، أدت إلى إصابة عنصرين من الجيش الحر بجروح”.
يحاول النظام في هدنة المعضمية فصلها عن مدينة داريا المحاذية، في محاولة منه خنق الأخيرة الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، من خلال قطع المواد الغذائية والطبية عنها. ينهي عمار صوان حديثه “من المستحيل أن نفصل بين المدينتين، فهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى خسارة كلتيهما، وهذا ما يسعى لتحقيقه”.
وكان نظام الأسد قد توصل لهدنة مع أهالي معضمية الشام في كانون الأول 2013، بشروط تلتزم فيها المعارضة بضبط السلاح وفق آليات محددة، بينما يلتزم نظام الأسد بتقديم خدمات كاملة للمدينة، الأمر الذي بقي حبرًا على ورق، بسبب إغلاق المدينة خلال عام 2014 عدة مرات، وتقليص حجم المواد الغذائية والمعيشية التي تدخل إليها، وعدم الالتزام بتقديم خدمات حيوية لمرافق المدينة المتضررة من المعارك والقصف الذي طالها طيلة عامين.
–