امرأة في الأخبار
إلهام أحمد.. “سيدة مسد الأولى” تدير عمليات الإنقاذ الكردي
عنب بلدي – نور عبد النور
بين دمشق وموسكو وواشنطن تطير رئيسة الهيئة التنفيذية “لمجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، إلهام أحمد، لبحث مستقبل المقاطعتين الأخيرتين في فيدرالية شمال شرقي سوريا، التي تواجه مصيرًا مجهولًا تتحكم به التجاذبات الدولية وتغريدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
يتبدّل موقفها مع تغيّر الظرف الدولي، فمن الحوار مع النظام إلى الحوار مع تركيا، تحاول إلهام أحمد، ابنة مدينة عفرين، أن تتوصل إلى حل يخلّص الثلاثية السياسية والإدارية والعسكرية للكرد من سيطرة المركزية مرة أخرى، أو من تدخل تركي يهدد وجود تلك الثلاثية.
واشنطن كانت المحطة الأخيرة، حيث حطت رحال إلهام أحمد نهاية كانون الثاني الفائت، لتجتمع بترامب وتتحدث عن مخاوفها من أثر إنشاء منطقة آمنة تركية في شمال سوريا، وتحصد منه مجموعة من التطمينات والمبادرات العاطفية تجاه الكرد.
ففي اجتماع دبلوماسي “غير تقليدي” بين الطرفين في فندق “ترامب إنترناشونال” نقلت شبكة “CNN” الأمريكية تفاصيله في 29 من كانون الثاني الفائت، طلبت إلهام أحمد من ترامب “ألا يترك الكرد يذبحهم أردوغان في سوريا”، ووعدها ترامب بالمقابل أنه لن يحدث ذلك.
لاحقًا، تحدّثت إلهام أحمد للإعلام أنها ناقشت في اجتماعاتها بواشنطن حماية الحدود للحيلولة دون وقوع مواجهة مع تركيا، مؤكدةً رفضها “تنفيذ مشروع إنشاء المنطقة الآمنة من قبل تركيا”، بينما أبدت ترحيبها بمنطقة آمنة برقابة دولية.
ومع سيطرة الحديث عن المنطقة الآمنة التركية في ضوء احتمال انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا، والمخاوف التي تحيط بالكرد من احتمالية تحرك تركي على الحدود الجنوبية الشرقية لتركيا مع سوريا، أبدت إلهام أحمد رغبة “مجلس سوريا الديمقراطية” بإجراء محادثات مع تركيا، وهي المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه المبادرة عن ممثل للمجلس.
وخلال ندوة في مركز الشرق الأوسط للأبحاث بواشنطن قالت أحمد، “من الضروري إنهاء الصراع بيننا وبين تركيا. نحن لسنا طرفًا في الصراع الدائر في تركيا”، مضيفة، “الأمريكيون يرغبون بلعب دور لبدء حوار أو حل القضايا بيننا وبين تركيا”، حسبما ما نقلت شبكة “روداو” الكردية.
لكن أحمد، كانت قد دعت نهاية العام الماضي من موسكو إلى الحوار مع النظام السوري، وقدّمت للروس خريطة طريق، حسبما قالت في لقاء مع “الشرق الأوسط” نُشر في 22 كانون الثاني الفائت، ودعت روسيا إلى رعاية محادثات “غير منحازة” تجمعهم مع النظام.
وعلى الرغم من التناقض الواضح في المواقف التي تعبر عنها إلهام أحمد، والذي تجلّى بعد القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا في 19 كانون الأول الماضي، لكنها مخولة من “مجلس سوريا الديمقراطية” لخوض لعبة سياسية على مستوى دولي وإقليمي، وذلك بالنظر إلى خبرتها في العمل السياسي وتدرجها في مناصب حزبية وحكومية عدة.
وكانت إلهام أحمد شغلت منصب “الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية” في 9 من كانون الأول 2015، بعد أن كانت ممثلة عن حركة “المجتمع الديمقراطي” في عفرين التي ترأسها.
ويشير الكاتب الكردي ريزان حدو، الذي أجرى معها حوارًا نُشر في موقع “السوري الجديد”، إلى أن أحمد “قضت 25 عامًا في العمل السياسي”، رغم أن عمرها الآن لا يتجاوز 46 عامًا بحسب تاريخ ميلادها في صفحتها الشخصية على “فيس بوك”.
وتعتبر إلهام أحمد من أشد أنصار حزب “العمال الكردستاني” (PKK)، ويشير الباحث هوشنك أوسي، في دراسة بعنوان “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD): محنة الهوية والتباس المشاريع والأدوار المرسومة له محليًا وإقليميًا”، إلى أن أحمد هي عضو في حزب “العمال الكردستاني”، إلى جانب كونها من قيادات “الاتحاد الديمقراطي”.
كما تعتبر “حركة المجتمع الديمقراطي” التي ترأسها “فرعًا سوريًا لحزب العمال”، ورغم نفي إلهام أحمد تلك الصلة في حوارها مع موقع “السوري الجديد”، لا تنفي ارتباط الحركة بأفكار “عبد الله أوجلان”.
رغم ذلك لا ترفض إلهام أحمد الحوار والتنسيق مع النظام السوري، الذي سلّم أوجلان لتركيا عام 1999، بل ذهبت بنفسها إلى دمشق في تموز من العام الفائت، والتقت علي مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني في سوريا، في محاولة لتشكيل لجان لتطوير الحوار والمفاوضات بين الطرفين.
كما ترحب إلهام أحمد بحلّ “قوات سوريا الديمقراطية” الذراع العسكرية لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي”، في جيش النظام السوري في حال التوصل إل حل سياسي يفضي إلى “اعتراف دستوري” بـ “الإدارة الذاتية”، وهو ما يرفضه النظام بشكل كامل.
وبينما تتناقض المتغيرات التي تؤثر في المستقبل السياسي والعسكري للكرد في شمال شرق سوريا، تدور إلهام أحمد وحيدة في حلقة من “الأعداء والأصدقاء” المحليين والدوليين، رافعة شعار الحوار وراية التنازلات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :