قطر والإمارات.. الثورة والعسكر

  • 2019/02/03
  • 11:09 ص
محمد رشدي شربجي

محمد رشدي شربجي

محمد رشدي شربجي

في الأسبوع الماضي جرت مباراة سياسية بين قطر والإمارات على أرض الأخيرة في ملعب محمد بن زايد (الاسم معبر ومثير للشفقة بالمناسبة) قسى فيها “عيال ثاني” على “عيال زايد” برباعية نظيفة.

كان التحشيد قبل وخلال وبعد المباراة على وسائل التواصل الاجتماعي استثنائيًا، شماتات وشتائم ومدح وردح من كل صوب، واستمر الحال كذلك بين جماهير الإمارات اليابانيين وجماهير المنتخب القطري.

ويلاحظ المراقب لوسائل التواصل الاجتماعي أن أنصار الثورات كانوا يتمنون فوز المنتخب القطري في حين تمنى أنصار السيسي فوز المنتخب الإماراتي. وهناك طرف ثالث يشبه شباب الثورة المصرية “الكتاكيت” لديه تفوق أخلاقي عادة، يشتم الجميع ثم يتحالف مع العسكر لأن الإخوان “سرقوا الثورة”.

منذ نحو عقد يحتدم في المنطقة العربية صراع بين مشروعين، مشروع قطر ومشروع الإمارات، ولن أذكر السعودية هنا فليس لها مشروع أساسًا، بل مراهقة سياسية مزمنة واحتراف في خسارة أي معركة مع أي أحد حتى لو كان جثة كما حصل مع خاشقجي.

هدف المشروعين واحد وهو السيطرة وتعظيم النفوذ والدور الإقليمي، وبالمناسبة هذا هدف أي دولة في العالم فلا داعي لتذكيرنا بهذه المعلومة الغريبة في كل مرة، كما أننا نعرف أيضًا أن السياسة مصالح.

ليست قطر دولة ديمقراطية ولكنها على عكس جيرانها في الخليج لا تخشى من انتشار الديمقراطية على حدودها، فالمواطن القطري هو صاحب أعلى دخل في العالم، ولا تواجد داخل الإمارة مطالب ملحة بالديمقراطية وتوسيع المشاركة السياسية، وقبل الثورات حاولت قطر بناء نفوذها من خلال دورها كوسيط قادر على حل المشكلات العالقة وتحمل تكاليفها. وبعد الثورات رأت قطر في دعم مطالب الشعوب وسيلة لتحقيق مشروعها، فدعمت التيار الإسلامي بأنواعه وفي القلب منه الإخوان المسلمون، وفي تونس دعمت نتائج الانتخابات بغض النظر عن الفائز، وفي سوريا دعمت الجميع بلا استثناء وخاصة تنظيم القاعدة. وبالإضافة إلى ذلك تدعم قطر تيارًا قوميًا ليبراليًا متصالحًا مع الإسلام يمثله عزمي بشارة كما هو معلوم.

مشروع الإمارات سهل التشخيص والتوصيف، إنه ببساطة النظام العربي بشخوصه. مولت أبو ظبي انقلابًا في مصر، وآخر في تونس، وحملة عسكرية على ساحة النجمة في البحرين، تدعم بشار الأسد في سوريا، وسيف الإسلام القذافي في ليبيا، وعلي عبد الله صالح في اليمن، ومحمود عباس على حماس، وإسرائيل على الاثنين.

عليك أن تميز بين مشروع تختلف أو تتفق مع بعض جوانبه، ومشروع لا يرى لك مكانًا إلا تحت البسطار العسكري. بين مرسي والسيسي، بين محمود عباس وإسماعيل هنية، بين نتنياهو وعزمي بشارة، أردوغان وابن سلمان، وعليه قس…

مبروك لقطر كأس آسيا بالمناسبة.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي