لا شيء يعيد الزمن إلى الوراء ويغيّر شكل النهاية سوى خيالات الراوي التي يترجمها على الورق، فيعيد بها عاشقَين إلى منزلهما وينهي حربًا ليعاقب نفسه على خطيئة.
أحبّت بريوني تاليس، وهي فتاة في سن الثالثة عشرة الكتابة، وأتاح لها ثراء العائلة وحياة البذخ التي تعيشها فسحة لتحبك مسرحيتها عن “تعقيدات الحب” وتطبعها على آلة كاتبة، لكن آخر ما كتبته في نهاية حياتها كان مختلفًا.
بريوني هي بطلة فيلم “الكفارة” المقتبس عن رواية للكاتبة إيان ماك إيوان، والذي تدور أحداثه في بريطانيا خلال الحرب العالمية، ويجمع بين الدراما والرومانسية وسينما الحرب.
الشقيقة الكبرى لبريوني، سيسيليا، هي شابة تدرس الأدب في جامعة كامبريدج، وتجمعها مع ابن مدبرة المنزل، روبي، بداية علاقة حب، أرادت لها الراوية أن تنتهي بسعادة.
لكن بريوني التي أحبت روبي أيضًا، لم تكن راضية عن علاقته وشقيقتها، واكتشفت رسالة غرامية بينهما، وشاءت المصادفة أن يشهد اليوم ذاته اجتماعًا عائليًا ضمّ أطفال أقاربهما، وبينهم طفلة في الخامسة عشرة من عمرها، تعرضت للتحرش على يد صديق العائلة، فاتهمت بريوني روبي بذلك، ليُساق إلى السجن ثم إلى القوات المسلحة.
غيرة الفتاة الصغيرة، التي فرقت سيسيليا وروبي، تحولت إلى ندم لم تشفَ منه حتى نهاية حياتها، لكن الأمور كانت قد تبدّلت واجتاحت الحرب البلاد، فعملت كممرضة في إحدى المستشفيات، بينما اكتشفت شقيقتها الخطيئة، فقطعت التواصل معها.
عقب ذلك تسير أحداث الفيلم بشكل أكثر إيجابية، فيصل روبي إلى إحدى نقاط الإجلاء العسكرية، ليعود ويسكن مع سيسيليا، ثم تزورهما بريوني لتعتذر عما تسببت به لهما، وتعترف لهما بهوية الفاعل الحقيقي في قضية التحرش.
ينتقل الفيلم زمنيًا عقب ذلك إلى العام 1999، وتظهر فيه بريوني مسنة تتحدث عن روايتها التي أرادت لها نهاية سعيدة تجتمع خلالها سيسيليا مع روبي في منزل واحد، لكنها تقرّ أن الحقيقة غير ذلك، إذ توفي روبي في باخرة الإجلاء إثر مرض دماغي، وقتلت شقيقتها خلال فيضانات في محطة ميترو.
“الكفارة” هو توليفة إبداعية تجمع النص القوي والحبكة المريحة والمشوقة تحت غطاء موسيقي إبداعي، يغلب عليه صوت الآلة الكاتبة.
لعبت دور بريوني الصغيرة، الممثلة سيرشا رونان، وأدت دور سيسيليا الممثلة البريطانية الشهيرة كيرا نايتلي، أما الممثل الشهير، جيمس ماكفوي، فلعب دور روبي.
الفيلم من إنتاج شركة “Working Title Films” عام 2007، وشهد عقب إطلاقه نجاحًا كبيرًا، وصُنف ضمن أفضل عشرة أفلام في عام إنتاجه.
كما حصل على العديد من الجوائز والترشيحات، بما في ذلك سبعة ترشيحات من غولدن غلوب، وحصد جائزة أفضل موسيقى مكتوبة للصور في حفل “أوسكار الثمانون”.